لو صلحت نوايانا مع الله لأصلح الله احوالنا وبقاء الفساد مرهون ببقاء الأنانية عند الثوار والتنافس على القيادة وعدم التنازل لبعضهم وبقاء الاختلاف فيما بينهم بينما الفاسدون والعملاء متفقون وان اختلفوا سوف يتفقون من جديد على يد من يعملون لحسابه سواء أمريكا أو السعودية فحري بالثوار أن يتفقوا وينبذوا الأنانية بتشكيل مجلس ثوري موحد ومنبر إعلامي واحد إن كانوا يرون أن الثورة اكبر منهم جميعا وان انتصارها أهم من المناصب والمكاسب الشخصية من اجل أن ينعم شعبا بأسره والأجيال القادمة وان كانت اليوم الثورة أصيبت بانكسار لعدة عوامل فعلى من يهمه الانتصار أن يضع يده بيد المخلصين والثوار الحقيقيين دون المنتفعين والمتسلقين وراكبي موجة الثورة والمندسين الكبار. وعلى الشباب أن يحمو ثورتهم باستمرارهم في الفعل الثوري بشكل منظم بقيادة جماعية وان تمتلك هذه القيادة النفس الطويل والصلابة الثورية وإلا تفاوض على أهداف الثورة فأهداف الثورة لا تعرف ولا تقبل التفاوض وألا تفوض أحدا بهذا الشأن وألا تتراجع أو تركع أو ترضى بأرباع وأنصاف الحلول أو تسليم بعض انتصاراتها للقوى التقليدية ومراكز القوى وألا يصيبها الإحباط واليأس وليكن الأمل هو عنوان الثورة وسلوك الثوار وان لا يتهم بعضهم بعضا وهو الشيء الذي يبثه فينا هذه القوى وتلك المراكز لتفشل ثورتنا نحن لا نقف ولكن نلتقط الأنفاس لنواصل المسيرة الثورية حتى ننتصر وتنتصر الثورة وأهدافها المرسومة من أول يوم فالثورة انتصار وليست انكسار أو انحسار فلنكسر أعداء الثورة ولتنحسر القوى التقليدية ومراكز القوى ولا نقنع بالانتصارات الجزئية والوهمية فالهجمات المرتدة للثورة المضادة قد تهيأت للانقضاض على هذه الانتصارات لتكون لها خالصة من دون المؤمنين الثوريين فثورة بمستوى التضحيات التي قدمت لا يمكن أن تعيد القوى التقليدية ومراكز القوى الفاسدة العميلة مرة أخرى لمنصة الحكم أو حتى منصة الثورة. إن بقاء الثوار الحقيقيين في الساحات الثورية وفي الفعل الثوري يقلق هذه القوى والمراكز ويصيبها بالسعار فليتحمل الثوار ذلك وليمضوا حيث تأمرهم الثورة وأهدافها ومتطلباتها ولا يلتفتوا للمسعورين وسعارهم وليكن شعارهم الشعار الأول للثورة من أول يوم الشعب يريد إسقاط النظام ومحاكمته والشعب يريد دولة مدنية حديثة عادلة فلا يبرح الثوار الساحات حتى يروا تحقيق هذين الهدفين ولا يشغلهم انسحاب المنسحبين من الساحات الذين انسحبوا وتعجلوا الانسحاب بأوامر تلك القوى التقليدية ومراكز القوى العميلة للسعودية وأمريكا اللتان تريدان إجهاض ثورتنا بأي طريقة وإفراغها من محتواها التغييري الجذري الوطني النضالي الثوري الواعي الذي لا يخدع ولا ينخدع ولا يستغفل ولا ينبهر بانتصارات جزئية ووهمية تنقلب إلى هزيمة ساحقة للثورة وأهدافها وتضحياتها وعودة القوى التقليدية ومراكز القوى العميلة. وكان الأولى بالشباب المنسحبين ألا يصدقوا خديعة دهاقنتهم السياسيون الذين تربوا على ذل وإذلال فرعون لهم وعلى كم باعوا وكم كسبوا كل هؤلاء رموز مرحلة سابقة لا تختلف عن النظام السابق الذي قامت الثورة ضده وتفكر بنفس الطريقة التي كان يفكر بها رأس النظام السابق فهم من أمدوا عمره الطويل الفاسد وكانوا جزءا من فساده أما بالذات أو بالمشاركة أو بالوساطة أو الخوف أو السكوت بالترغيب أو بالترهيب ولا يزالون يفكرون بنفس الطريقة وإلا لن يحاصصوه في الحكم والحكومة ويعطوه حصانة غير شرعية وقانونية إلا ليعطوا أنفسهم أيضا حصانة لأنهم كلهم مشتركون معه والذي يحز في النفس إن ذلك كله كان باسم الثورة الشبابية التي ركبوا موجتها وحرفوا مسيرتها الأمر الذي يفسر لماذا كان هؤلاء الدهاقنة السياسيون الفاشلون يرفضون زحف الشباب إلى القصر الرئاسي حتى وان كانوا من شباب أحزابهم حتى مبرر كاذب وحرص خادع إنهم يريدون انتصار الثورة بأقل التضحيات. وفي الحقيقة كيف يصل الدهاقنة هؤلاء إلى تحقيق مكاسب شخصية بأقل الخسائر وعلى أكتاف الشباب حتى وان كان من بينهم شباب أحزابهم ولأن الشباب لو كانوا زحفوا إلى القصر فسوف ينتهي أمر هؤلاء الدهاقنة أيضا وقيادتهم الفاشلة الخادعة حتى لقواعدها وسوف يتولى القيادة الشباب هؤلاء الذين يرفضون إجراء أي تغيير داخل أحزابهم لتظل هذه القيادات العتيقة في مناصبها القيادية ولا تريد أن تتنحى وتتيح الفرصة للشباب أن يقودوا هذه الأحزاب والتنظيمات والجماعات والحركات والمنظمات والجمعيات والتكوينات إنها أنانية القيادات ومرض الأنا المتضخم فيها والتعصب للرأي وتسخير القواعد والشباب لمصلحتها باسم الوطنية أو الدين أو النضال السابق والسابقة وقدم الهجرة والتأسيس وليت الشباب عندما ثاروا ضد رأس النظام السابق ثروا ضد هذه القيادات الذين لا يقلون استبدادا وأنانية واستئثار في أحزابهم عن رأس النظام السابق فكلهم ينتمون لمرحلة الفساد والاستبداد وتعيشوا معا وكانوا جزءا منه وصنعوا الوضع الفاسد المستبد معا ولن تجد هذه الأحزاب والتنظيمات عافيتها ولا الشباب فرصتهم في القيادة والتجديد والإبداع وصنمية القيادات قائمة على رؤوسهم تكتم أنفاسهم وتكبح جماحهم الثورية والرغبة في التغيير العام وتقتل إبداعاتهم والتطلع إلى مستقبل أجمل وأفضل لذلك يشغلون الشباب بمعارك جانبي تافهة لعدو وهمي أو متوهم أو إيجاده من العدم باسم الوطنية أو الدين والوطن والدين لا يقبلان الصراعات الجانبية فالوطن يتسع للجميع والدين يعلمنا الرحمة والوحدة والسلام بكل معانية فتصرعنا فيما بيننا داخليا بينما ترك العدو الخارجي يعبث بكل عقولنا وبسيادتنا وأراضينا ويصادر ثورتنا كأننا ثرنا له لا لأنفسنا وأجيالنا ومصلحتنا وأنا لا أتهم الشباب في هذا الصراع فهم ضحاياه ولكن اتهم هذه القيادات المصلحية المتعاقدة مع الخارج التي لا ترى إلا مصلحتها ولكن باسم التمثيل لهؤلاء الشباب الذين سلموا رقابهم وثقتهم وتضحياتهم لهذه القيادات المستغلة النفعية. فلن تنجح الثورة الشبابية إلا إذا ثار الشباب على قيادات أحزابهم وتنظيماتهم واوجدوا التغيير الحقيقي داخل أحزابهم و كانوا قادتها الحاليين لينقذوا مسار الثورة من الانحراف وليحموا الأهداف وان شباب أي حزب أو تنظيم أو جماعة أو جمعية لا يقومون بذلك سيجدون أنفسهم أكثر واكبر الخاسرين من الثورة جميع الشباب لا يرضون بهذا الوضع ولكن السكوت وعدم التغيير علامة الرضا ولن يقود الثورة والمجتمع الأمن قام بهذا التغيير الشامل والفاعل فبدؤوا به وان قياداتكم هم الذين أوقفوا ثورة المؤسسات بعد التحاصص مع كل لص واكتفوا بذلك وأوهموكم وأقنعوكم إنهم قد حققوا لكم نصرا وهم لم يحققوا الا لأنفسهم نصرا إما انتم ماذا حققتم من نصر غير الطاعة العمياء التي ستسوقكم إلى الهاوية وعودة الأوضاع التي قامت الثورة ضدها من جديد وبثوب آخر خادع وسياسة أخرى خادعة ولا تحلموا بعد ذلك بدولة مدنية حديثة عادلة فيا شباب الأحزاب والتنظيمات اوجدوا التغيير أولا داخل أحزابكم وتنظيماتكم وواصلوا ثورتكم. وان رفض قادتكم التنحي فنحوهم قسرا أو بثورة داخل مؤسسة الحزب أو التنظيم إن كان هناك عمل مؤسسي ولا أظن ذلك إنما يوجد فاسدون ومنتفعون وشقاة لدى هذه القيادات وهم قلة وسيدافعون عن هذه القيادات التي وفرت المصلحة الشخصية لهم فلا تحبطوا ولا تيأسوا وأسقطوهم ومعاونيهم سلميا كما فعلتم مع الرئيس السابق الذي لا يختلف هؤلاء عنه فكرا وسلوكا ولو سمح لهم بان يحكموا لاستبدوا أكثر واكبر لأنهم يمارسونه في أحزابهم وتنظيماتهم وقطع العادة عداوة وواصلوا ثورتكم الشبابية حتى تحقق أهداف الثورة وانتم تعرفونها جيدا وتحلمون بها وحققوا أحلامكم الثورية فلا يوجد شيء اسمه مستحيل وضعوا أيديكم بيد الشباب المستقل وأقول للشباب المستقل وحدوا كياناتكم الثورية بقيادة موحده ومنبر إعلامي موحد ودعوا الأنانية جانبا ووراء ظهوركم فالثورة اكبر منا جميعا ولا تنسوا دماء الشهداء والجرحى فقد معظمهم مستقلون وواصلوا الثورة الحلم والتي ستكون حقيقة قريبا وارعوا أهدافها وأمانة دماء الشهداء والجرحى فإنها في أعناقنا جميعا. ولقد علمتكم الثورة في ثلاث سنين مالم يتعلمه دهاقنة السياسية في ثلاثين سنة والنصر لاشك قادم عارم سيخلف المخلفون من الأحزاب وراء ظهره ولن يكون لهم من ثمرته شيئا ومن استعجل الشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه ونقول لمن وضع نفسه في هذا الوضع المستعجل والسطحي انتهت أزمتكم ثورتنا مستمرة ويا أيها الشباب جميعا لا تذلوا لأحد وليكن شعاركم شعار الإمام الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة عليه السلام { هيهات منا الذلة } وادعوا بدعاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر: {اللهم أعطنا القوة لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية وأن الأيادي المرتعشة لا تقوى على البناء } وتحلوا بحكمة الشهيد عبد الفتاح إسماعيل التي تقول { ستظل الكلمة ركيكة المعنى مجزأة الأحرف إذا لم تكن من اجل الشعب } ووضعنا الذي وصلنا إليه هو كما قال أبو الأحرار محمد محمود الزبيري {وأنتم طبعة للظلم ثانية تداركت كل ما قد أهملوا ونسوا } وفي الأخير بيتين من الشعر اهديهما من شعر سيدي الصفي الصوفي الثائر /احمد بن علوان قدس الله سره فأحفظوهما وأعملوا بها فهما طريق النجاح والتوفيق :تآلفوا لا تخالفوا فرقا كونوا هديتم على الطغاة يدا فو الله لولا الخلاف بينكم ما ملك الصالحين من فسدا }. رئيس اللجنة الثورية للدفاع والأمن – ساحة الحرية – تعز - اليمن