مالي وللأيام تعدو للفراق بنا.. إلى نكبة الأحزان والآلام هذا ما قلته في إحدى الأيام واصفاً حال الشاب اليمني حيث كنت منفرداً ذات صباح على مزاج الشاي الحليب ومن خلال ملاحظتي لشتى الأشياء من حولي: المجتمع، البيئة اليمنية... وبشكل عام، زاد تفكيري وتعمق حول رؤية الشاب الذي يعاني من واقع لا يحترمه كإنسان في جميع الحالات. يعيش الشاب في اليمن حياة يوجد فيها ما هو صعب وما هو ليِّن.. فمن الصعب أن يكون الشاب صلباً لا ينكسر، ومن الصعب أن يكون ليناً لا يُلعب به (كالدمية في يد الطفل)، فيعاني الشاب كل ما هو مضطهد نحوه، وكل ما هو مؤلم، وكل ما هو قبيح يجعل هذا الشاب سيء في كل المجالات سواء المعرفية أو علمية أو الثقافية، بما فيها المواهب الفنية المبدعة إضافة إلى سوء الخبرة المقتصرة على تلك المجالات. في الحقيقة مُقاساتٌ مؤلمة وحواجز منيعة يصعُب على شاب يمني تخطيها. مُقاسات الحياة: هذه العبارة التي لازلت أرددها باستمرار لأهوِّن الصعب أمامي وأصعِّب على نفسي كل ما هو هيِّن، كوني فرداً من هؤلاء الشباب الذي يجهل حتى السبيل المؤدي إلى أي هدف.. (ولهذه الدوامة سيرة طويلة جداً قد يصعب استيعابها في سطور، والتي يرجع سببها الرئيسي هو المجتمع اليمني بشكل عام، ومجتمع القبيلة والجهل بالثقافة بشكل خاص). إذن ما الحل؟!، وأين تكمن المشكلة؟!، وما هي؟!، ومَن المتسبب؟!... الخ مِن الأسئلة التي يصعب على شاب منفرد الرد أو الإجابة الشافية عليها.. والذي ليس بمقدوره عمل أي شيء حيال وجود مثل تلك الأسئلة. الجواب الوحيد يكمن في استيعاب المجتمع اليمني لجميع ما هو ممكن وذلك ينطوي تحت مصدر "المعرفة"، فكلما زادت معرفة المجتمع ثقافياً، أدبياً وعلمياً زادت فرصته في كل شيء.. ومِن هذا قد يشعر الشاب بالظلم الشديد فينتصر له المجتمع المثقف والواعي، وقد يشعر بالنصر فيحرص جيداً المجتمع من وجود الأخطاء.. الأخطاء التي قد تحول الشاب من منتصر إلى مظلوم. ما على الشاب اليمني إلا إيجاد ثغرات في المجتمع كي يقوم من خلالها بجذب الإصلاحات لجعل هذه الثغرة ممتلئة بكل ما هو مفيد ونافع للشاب وللمجتمع.. ويدعو من هم في سنه إلى المثول إلى جانبه، ويقوم بعمل مثل هذا الشيء ولكي لا تقف هذه العجلة لا يكتفي الشباب بقدر محدد بل يزيد في توسعة هذه الحلقة من خلال الندوات والخطابات الإعلامية المشجعة والمحفزة لتطوير المهارات والمواهب الشبابية بشكل عام.. ويأتي من ضمن الاتساع دعوة شباب عربي حتى يكونوا يد واحدة للوقوف أمام الجهوية والجهل الذي لن يبرحان إلا أن يزولا، وتطبق سنة الكون في الإنسان الذي كرمه الله تعالى بالعقل والحكمة ويحظى الإنسان بكل ما له من حقوق في العيش الكريم الهانئ.. متجنباً الأخطاء التي قد تودي به إلى الهلاك والسخط في آخرته..