حركة الحوثي ليست خطرا سياسيا علي الدوله الوطنيه ...انما يروج لهذه الخطوره خصوم الحوثي الدينيين الذين يشكل خطرا سياسيا عليهم هم وعلا مشروعهم الاستلابي الاستبدادي لانه وببساطه ينافسهم ويواجههم بنفس الادوات التي يحتكروها لهم وبمقدوره ابتزاز وعي المجتمع وتوجيهه بخطاب ديني مماثل لخطابتهم الابتزازي الاستلابي . لن يعيدنا الحوثي الي الامامه هذا محض هرا لانه لاسبيل امامه للوصول الي السلطه الا عبر انخراطه في العمليه السياسيه وحينها سيتم تلقائيا تأطير ه ضمن مشروع دستوري وطني وعمليه سياسيه مقوننه ومحكومه بتراكمات خمسه عقود مضت مثلت من حيث الاسس والمحددات تحول حقيقي في مسار الحركه التاريخيه والتطوريه للدوله اليمنيه هذا التحول الذي بدا بثوره سبتمبر رغم اعتلالاته الجوهريه يقف مانعا في وجه من يريد اعادة عجله التاريخ الي الورا . الحوثي في الواقع يشكل تهديدا مجتمعيا .. وهذا مالم يتنبه له احد . ويتمثل ذلك التهديد في انه يمارس اليوم بحق هذا المجتمع مامارسه قبله المد الوهابي البغيض في الثلاثه العقود الماضيه وان من زوايامختلفه ورؤا متباينه .. يسعي الحوثي اليوم الي تطويع المجتمع اليمني ومعطياته وفقا لما يخدم مصالحه اي السياسيه وذلك من خلال عمل هذه الحركه الدينيه على اعاده انتاج الوعي الوطني والديني وصوغه ضمن قوالب ذهنيه ومعرفيه وسلوكيه وتعبديه لاتمت الي ثقافه وتدين المجتمع اليمني .. انه اي الحوثي يخضع اليوم لابتزاز حوزات ايران وينفذ لصالحهم ولحسابهم سواء بوعي منه او بدون اعاده انتاج المذهب الزيدي بقوالب معرفيه وتعبديه اثني عشريه - اماميه ..واحلال مفاهيم دخيله كفكرة الاصفطفاء والعصمه من الغلط محل المفاهيم الزيديه المتعلقه بجواز بل بوجوب الخروج عن ولي الامر الظالم - مثال بسيط-.. كل هذه المعطيات المعرفيه والسلوكيات التعبديه التي يمررها الحوثي بهدو ممنهج من داعميه في طهران يوما بعد يوم ستودي حتما الي تصفية المشترك الوطني التاريخي في الذاكره والهويه اليمنيه التي سبق وان جرفها الوهابيين قبله وبالتالي تمكنه من اعاده صوغ منظومه العلاقات المجتمعيه وانماط السلوكيات الحياتيه وفقا لحاجات وانفاذ مشروعه السياسي ... ان تدمير ذاكره المجتمعات وتجريف هوياتها الوطنيه لصالح مشاريع سياسيه استحواذيه كما فعل الوهابيين بنا يعد جريمه كبرى بحق الاوطان والشعوب ولن تفضي الا الي مزيدا من التفكك والانهيارات مثلما هو حالنا اليوم ... لذلك اتمنا من حركه الحوثي بل وادعوهم الي الكف عن العبث بتراكمات الذاكره التاريخيه والهويه الوطنيه للانسان اليمني والدوله اليمنيه .. حتي لايلفظهم المجتمع مثلما قد بدا يلفظ مسوخ الوهابيه واحزابهم الدينيه المشوهه ... خاصه وان بمقدورهم- اي الحوثيين - انجاز مشروعهم بدون حاجتهم الي الوقوع في العبث بالمجتمع كما فعل مسوخ الوهابيه وذلك لسبب بديهي وبسيط وهو انهم بما تبقا من زيديتهم جز اصيل من البيئه اليمنيه مجتمعيا ومعرفيا -وهو الاهم - وتاريخيا ايضا بخلاف الحركه الوهابيه التي تعد دخيله علا المجتمع اليمني من كل النواحي والاعتبارات .. كل ماعلى الحوثيين الان هو مقاومه ابتزاز الحوزات الداعمه لهم في تجريف المذهب الزيدي او على الاقل وهذا ممكن بداهة خلق موائمه مقبوله بين اهداف طهران الاستراتيجيه ومصلحة هذه الحركه في المنتظمه في سياق معطيات مصالح الوطن العليا . وبالتالي تجنب الوقوع او الانخراط في تجريف وتفكيك المنظومه المجتمعيه والهويه الوطنيه ومميزات التعايش المذهبي السلمي الذي بلوره المذهب الزيدي في اليمن طيله حكم دوله الائمه…