اكثر المعارك التي يسجل فيها الاخوان انتصارات هي معركة الاختباء، وما لا يعرفه كثيرون أن لهذا التنظيم جناح عسكري سري بتوزع بين مليشيا وكتائب عسكرية، هي من تدير منذ شهور طويلة معارك الاخوان مع الحوثيين بدءا من دماج صعدة وحتى عمرانوالجوف وصولا إلى أطراف العاصمة حاليا. قليلا ما يلتفت اليها الناس، وقليلا ما يُشار اليها بصفتها احد لأطراف المسؤولة عن موجة الحروب التي تعصف بالبلاد طولا وعرضا. في كل الحرائق التي يشعلها الفرع اليمني لتنظيم الإخوان (حزب الإصلاح) تتولى هذه المليشيا والكتائب السرية الخفية مهمات الحروب الميدانية، ويتولى شيوخ الجماعات التكفيرية ومكاتب حشد المقاتلين في قطاع التربية والتعليم الذي يهيمن عليه الإخوان، تزويدها بالعنصر البشري فيما يتعهد طابور الجنرالات المختبئين بداخل قوات الجيش النظامي، توفير التمرين والهويات المزورة او غير النظامية والبزات العسكرية ووسائل النقل وعتاد التسليح من مستودعات الجيش لتبدوا هذه الكتائب جزءا من قوات الجيش و لتبدوا الحروب في النهاية حروبا بين الحوثيين والجيش. في كل حرب يخسرها هذه التنظيم يظهر قائد عسكري من طابور الجنرالات الذي يديره اللواء محسن، متصدرا المشهد وحيدا كما حال اللواء الصوملي في أبين واللواء والقشيبي في عمران، وآخرين كثر ادوا دورهم ورحلوا وآخرين لا يزالون في القائمة بانتظار ادوار جديدة في مناطق اخرى. يساند هؤلاء آلة إعلامية ضاربة في التأثير يديرها التنظيم الدولي للإخوان وفروعه وكلها تلعب دورا واحدا ومتشابها في تشويه الحقائق وتزييف الوعي واشاعة اكاذيب تحرف السياق الحقيقي للحروب التي يشعلها الإخوان على أنها حرب بين الحوثيين وقوات الجيش. هذه الآلة الاعلامية تتصدرها الذراع الاعلامية الضاربة لتنظيم الإخوان قناة "الجزيرة" واخوتها في اليمن وطابور طويل من الصحف والمواقع الإلكترونية وقائمة طويلة من الكتاب والمدونين في مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات تذكروا فقط موجة القتال في عمران حيث لم تكف "الجزيرة" واخواتها عن الزعم بانها بين الحوثيين والجيش والحال ذاته في محافظة الجوف وهي تمارس اليوم الدور نفسه حيال ما يدور في اطراف العاصمة. تتلقي هذه المليشيا والكتائب السرية دعما لوجيستيا ومخابراتيا من عسكريين نافذين في مناصب رفيعة في الجيش ، وفي كل المعارك يرتدون بزات عسكرية من التي كانت مخصصة لقوات الفرقة الاولى مدرع المنحلة بقيادة لجنرال محسن وفضح امرها مؤخرا بعدما قررت القيادة توحيد الزي العسكري للجيش. والغاء البزات القديمة. يستخدم تنظيم الإخوان هؤلاء في التحرش بقوات الجيش النظامي بإطلاق النار عليها في مناطق تماس حرجة أو ينخرطون في صفوف قوات الجيش النظامي في مناطق مواجهات حرجة، واحيانا يشنون هجمات على الحوثيين الذين لا يجدون الفرصة للتمييز بينهم وقوات الجيش النظامي فيردون عليهم وتختلط الأمور حينها، وتظهر المواجهات بينهم وقوات الجيش. لا يزال موضوع اختباء هذه الكتائب التي تنخرط فيها كذلك تيارات سلفية متطرفة، ينطلي على كثيرين ومنهم جهات رسمية، ويتجلى ذلك عندما تصدر هذه الجهات بيانات دائما ما تحمل المسلحين الحوثيين وحدهم المسؤولية، كما حصل في المواجهات بأطراف العاصمة. الجهات الرسمية عندما تصدر بياناتها لا ترى هؤلاء الأشباح الذين يرتدون زيا مدنيا وعندما يرتدون بزات عسكرية يختفون ايضا في مهمات تنفيذ أوامر الجنرال. لا تراهنوا كثيرا على الاختباء وحملات التضليل الإعلامي .. فسيأتي يوم ينكشف فيه الغطاء. من حائط الكاتب على الفيس بوك