صعد عشرات الالاف من اليمنيين احتجاجاتهم يوم الاربعاء ومنعوا الوصول لميناء رئيسي في حين اقترب مفاوضون خليجيون على ما يبدو من إبرام اتفاق يقضي بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة. ويرتاب المحتجون في الخطة الخليجية التي أيدتها الحكومة والائتلاف المعارض الرئيسي في البلاد لانها تمنح صالح مهلة شهرا للاستقالة وحصانة له ولأسرته من المحاكمة. وهتف محتجون خارج ميناء الحديدة على البحر الاحمر مطالبين برحيل صالح في حين استمرت العمليات البحرية دون تأثر. وقال مسؤولون محليون وآخرون في مستشفى ان اشتباكات اندلعت في جنوب اليمن يوم الأربعاء بين محتجين مناهضين للحكومة أغلقوا طرقا باطارات محترقة وقوات الامن اليمنية مما أسفر عن مقتل محتج وجندي. وقالت تقارير سابقة ان جنديين قتلا. ومن المتوقع توقيع الاتفاق الذي يهدف لانهاء المواجهة السياسية في اليمن يوم الاحد المقبل في الرياض بعد ثلاثة أشهر من نزول الاف اليمنيين الى الشوارع للمطالبة بالاطاحة بصالح مستلهمين انتفاضتي مصر وتونس اللتين أطاحتا برئيسي البلدين. ومال ميزان القوى في الأسابيع الأخيرة ضد صالح بعد أسابيع من العنف والانشقاقات العسكرية والتحولات السياسية. وفي الحديدة قال منظم الاحتجاج عبد الحافظ معجب ان خفر السواحل رحب بالمتظاهرين ورفع لافتة كتب عليها انه لن يستخدم سلاحه ضد المواطنين. وقال المحتج معاذ عبد الله "سنغلق الميناء لان إيراداته تستخدم في تمويل البلطجية" في إشارة لرجال أمن يرتدون ملابس مدنية ويستخدمون عادة الخناجر والعصي لتفريق المحتجين. والمشاركة الضخمة في الاحتجاجات توضح قدرة المحتجين وغالبيتهم من الشبان وبينهم طلاب ورجال قبائل ونشطاء على إفساد الاتفاق. وتعهد المحتجون بالبقاء في الشوارع الى أن تنفذ مطالبهم. ولم يتضح ما اذا كانت احزاب المعارضة -التي تضم اسلاميين وقوميين ويساريين شاركوا في الحكومة على فترات متقطعة خلال السنوات الماضية- قادرة على وقف الاحتجاجات حتى وان كان ذلك شرطا ينص عليه اتفاق نقل السلطة. وتريد واشنطن والمملكة العربية السعودية حل الازمة خشية الانزلاق نحو مزيد من اراقة الدم مما يتيح فرصة أكبر لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن للعمل. وتكفل خطة نقل السلطة التي توصلت اليها دول الخليج أن يعين صالح رئيسا للوزراء من تجمع ائتلاف المعارضة على ان تجرى انتخابات رئاسية بعد شهرين من استقالته. ويشعر خبراء بالقلق من أن فترة الثلاثين يوما ربما تتيح فرصة لتخريب محتمل. وقال محمد باسندوة الزعيم المعارض الكبير الذي ينظر اليه على أنه مرشح لقيادة الحكومة الانتقالية انه يتوقع توقيع الاتفاق دون اجراء مزيد من المفاوضات وان من غير المتوقع أن يحضر صالح اجتماع الرياض. وأضاف أن صالح الذي يقود البلاد منذ 32 عاما سيوقع الاتفاق في صنعاء في حين ستوقعه المعارضة في الرياض في حضور وفد حكومي. وردا على سؤال بشأن ما اذا كان واثقا من أن صالح سيتنحى بعد مهلة الثلاثين يوما قال باسندوة ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ودول الخليج العربية ضمنت التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاق. وصرح مسؤول حكومي محلي بأن اشتباكات اندلعت في عدن عندما حاول محتجون شبان فرض اضراب عام أصاب الميناء بالشلل واغلقت معظم الشركات والمدارس. وهناك اضرابات في تعز التي شهدت بعضا من اضخم الاحتجاجات ضد صالح وفي ابجنوبي العاصمة. وفي أماكن أخرى بالجنوب قال مسؤول محلي ان مسلحين قتلوا بالرصاص جنديين وأصابوا خمسة في هجوم على نقطة تفتيش عسكرية يوم الأربعاء ألقي باللوم فيه على موالين لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقتل نحو 130 محتجا بعد أن اجتاحت الاضطرابات اليمن الذي يبلغ دخل نحو 40 بالمئة من سكانه دولارين يوميا أو أقل ويواجه ثلث السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة جوعا مزمنا. من محمد الغباري