في وقت نفى فيه المدير العام لمطار صنعاء الانباء التي أشارت إلى إغلاق المطار عقب اشتباكات عنيفة في محيطه، أعلنت الولاياتالمتحدة أنها طلبت من أفراد عائلات الموظفين في السفارة الاميركية في البلاد ومن الموظفين غير الاساسيين مغادرة اليمن. واشنطن: أكد الشيخ صادق الاحمر زعيم قبائل حاشد الذي يخوض مواجهات عنيفة مع قوات الرئيس علي عبدالله صالح ان هذا الاخير يسعى الى جر البلاد نحو حرب اهلية، ووصفه بانه "كذاب"، وذلك في تصريحات لقناة الجزيرة الخميس. وقال زعيم قبائل حاشد إنه مستعد لوقف النار اذا ما اوقفت النار قوات الرئيس اليمني. ودعا قبائل اليمن الموالية له الى الالتفاف حوله في وجه عبدالله صالح بسرعة، الا انه دعاها الى التعقل وعدم الانجرار الى حرب اهلية، وذلك في تصريحات ادلى بها الخميس لقناة الجزيرة. وفي وقت سابق اليوم أمر الرئيس اليمني بالقبض على الشيخ صادق الاحمر واشقائه، فيما تجري معارك بين مسلحيهم ومناصري رئيس الدولة كما اعلن مصدر رسمي الخميس. واعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية 26 سبتمبر في رسالة نصية "صدور امر من الرئيس صالح بالقبض القسري على المتمردين اولاد الاحمر بغية محاكمتهم بالتمرد المسلح". والشيخ صادق الاحمر هو احد الابناء العشرة لزعيم القبيلة الراحل عبد الله الاحمر. وقتل 24 شخصا في المعارك التي جرت ليلاً في صنعاء بين القوات الموالية للرئيس اليمني ومسلحين قبليين بحسب حصيلة جديدة حصلت عليها وكالة فرانس برس الخميس من مصادر رسمية وقبلية. إلى ذلك أعلنت الولاياتالمتحدة انها طلبت من افراد عائلات الموظفين في السفارة الاميركية في صنعاء ومن الموظفين غير الاساسيين مغادرة اليمن. وجاء في بيان ان "وزارة الخارجية طلبت من افراد عائلات الموظفين في السفارة الاميركية في صنعاء وكذلك من من الموظفين غير الاساسيين مغادرة اليمن". وطلب البيان من الاميركيين "توخي الحيطة والحذر في اليمن بسبب الوضع الامني المتدهور، وخشية تعرضهم لاعمال ارهابية واضطربات". واوضح البيان ان "وزارة الخارجية طلبت من المواطنين الاميركيين عدم السفر الى اليمن، ومن المواطنين الاميركيين الموجودين في اليمن المغادرة فور توافر رحلات تجارية". هذا واحتدمت الاشتباكات العنيفة في صنعاء مجددًا أمس الاربعاء بين مسلحين قبليين مناهضين للنظام والقوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، ووصلت الى محيط مطار العاصمة الذي أشارت أنباء تفيد بأنه اغلق على الاثر. لكن المدير العام لمطار صنعاء الدولي ناجي المرقب نفى الاخبار التي تداولتها بعض وسائل الاعلام حول اغلاق مطار صنعاء وتحويل مسار الرحلات الى مطار عدن. واكد المرقب ان مطار صنعاء الدولي يعمل بشكل طبيعي، مشيرا الى ان رحلات شركات الطيران العربية، ومنها السعودية والاماراتية والخليجية، نفذت رحلاتها وفق جدولها هبوطا واقلاعا من صنعاء الى الرياضوجدةودبي، كما إن شركتي الخطوط الجوية اليمنية والسعيدة نفذت رحلاتهما حسب جدول الرحلات، لافتا إلى أن آخر رحلات اليمنية كان من صنعاء الى دبي-كوالالمبور الساعة الثامنة من مساء اليوم. ودعا مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية، المواطنين الذين يقطنون منطقة الحصبة إلى الشمال من العاصمة اليمنية، حيث تدور مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين قبليين، إلى "توخي الحذر أو مغادرة المنطقة". وقال المصدر "إن هذا الإجراء مؤقت ويهدف إلى ضمان سلامة السكان". وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية إن أولاد الأحمر ومن وصفهم ب"عصابتهم المسلحة" لم يستجبوا حتى الآن للنداء الذي وجه إليهم بالتوقف عما وصفه ب"الاعتداءات على رجال الأمن والمنشآت والمباني الحكومية ومساكن المواطنين"، إضافة إلى رفضها إخلاء بعض المنشآت التي سيطروا عليها في حي الحصبة وجهود الوساطة المبذولة حقناً للدماء وتجنباً للفتنة. من جانبه، نفى وزير الداخلية اليمني اللواء الركن مطهر رشاد المصري الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن سقوط مبنى وزارة الداخلية بيد من اسماها "العصابات المسلحة". وأوضح اللواء المصري الأربعاء أن تلك الأنباء ليس لها أي أساس من الصحة، وأنها مجرد شائعات، مؤكدا أن أي هجوم على مبنى وزارة الداخلية سيواجه بحزم من قبل رجال الأمن. ميدانيا، سمعت اصوات الرصاص والانفجارات بكثافة في حي الحصبة، الذي يشهد اشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين مسلحين مناصرين للشيخ صادق الاحمر زعيم قبائل حاشد النافذة في اليمن، والقوات الموالية لصالح، وقد اسفرت هذه الاشتباكات حتى الآن عن 44 قتيلا على الاقل من المعسكرين. وليل الثلاثاء الاربعاء استولى المسلحون القبليون على مبنى وكالة الانباء اليمنية "سبأ"، حسبما افاد مسؤول لوكالة الأنباء الفرنسية. كما دارت اشتباكات الاربعاء بين الحرس الجمهوري ومسلحين من قبيلة ارحب، المناهضة بدورها لصالح، على مقربة من مطار صنعاء، ما استدعى اقفاله، وتحويل مسار الرحلات الى مطار عدن في الجنوب، كما اعلن مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس. وافادت مصادر قبلية ان معارك عنيفة وقعت قرب مطار صنعاء بين الحرس الجمهوري الموالي للرئيس صالح وافراد من قبيلة ارحب بقيادة الزعيم الاسلامي النافذ الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي تتهمه واشنطن بدعم الارهاب. وقتل ستة اشخاص، بينهم خمسة مسلحين قبليين الاثنين فيما قتل 38 شخصا من المعسكرين، خلال اشتباكات الثلاثاء بينهم 14 عسكريا، بحسب وزارة الدفاع التي اشارت الى ان عسكريين كانا في عداد المفقودين. والاشتباكات التي انطلقت الاثنين، تراجعت خلال ليل الثلاثاء بعدما طلب الرئيس اليمني من قواته وقف النار ومن مناصري الشيخ صادق الاحمر الذي يدعم الانتفاضة المطالبة بتنحّي الرئيس، الانسحاب من المباني العامة التي سيطروا عليها، والتي تشمل وزارة الصناعة والتجارة ومبنى الخطوط الجوية اليمنية ومبنى المعهد العالي للارشاد ومدرسة الرماح. وذكر شهود عيان ان الطرقات المؤدية الى حي الحصبة، حيث منزل ال الاحمر مغلقة بالحجارة واطارات السيارات. كما افادوا ان المسلحين القبليين دخلوا خلال الليل الى مبنى "سبأ"، وطلبوا من الموظفين المغادرة، فيما اشار شهود الى ان اربع قذائف انفجرت في محيط وزارة الداخلية. وفيما توسعت رقعة المواجهات لتطال الاحياء المجاورة لحي الحصبة، غادر عدد من السكان المدينة التي سيطرت عليها المخاوف، اضافة الى استمرار حالات انقطاع التيار الكهربائي والمياه وعدم توافر الغاز بكميات كافية. وغادر معظم الفارين باتجاه الجنوب، اذ ان طريق الجنوب كانت سالكة. اما الذين حاولوا الفرار باتجاه الشمال فقد حذرتهم حواجز الحرس الجمهوري من انهم لن يتمكنوا من العودة الى صنعاء، وذلك بحسب سكان غادروا منازلهم. ويعدّ شمال اليمن من اهم معاقل قبائل حاشد النافذة والمسلحة، والتي يتزعمها الشيخ صادق الاحمر، كما تعد عائلة الاحمر بالغة النفوذ في اليمن، وهي تستطيع حشد الاف المسلحين من قبائل حاشد الاكبر في اليمن. وفي ساحة الاعتصام المطالب باسقاط النظام امام جامعة صنعاء، تضاءلت اعداد المعتصمين بشكل ملحوظ، وبعض الذين غادروا افادوا انهم سيلتحقون بالمقاتلين المناصرين للشيخ الاحمر. يذكر ان المواجهات الحالية اندلعت الاثنين غداة اعلان الرئيس اليمني رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة، والتي تنص خصوصًا على تنحيه في غضون شهر. وكان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، الذي قاد مساعي المبادرة الخليجية، دعا مساء الثلاثاء الى "وقف فوري" للمعارك الدامية في صنعاء، معربًا عن خشيته من ان "تتسع" المعارك، كما دعا الاطراف الى ضبط النفس. واعتبر الزياني ان مبادرة مجلس التعاون الخليجي لانتقال السلطة في اليمن لا تزال تشكل "فرصة للتوصل الى حل سياسي" في هذا البلد الذي يشهد منذ نهاية كانون الثاني/يناير تظاهرات تطالب بتنحي الرئيس صالح. دوليًا، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء الرئيس اليمني الى التنحي "فورا" عن الحكم. وقال اوباما الذي يقوم بزيارة دولة الى لندن قبل التوجه الى دوفيل في فرنسا للمشاركة في قمة مجموعة الثماني "ندعو الرئيس صالح إلى الوفاء فورًا بتعهده نقل السلطة". بدوره اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه الشديد" للمواجهات الدامية في صنعاء، داعيا كل الاطراف الى التوصل الى حل سلمي ووقف المعارك. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان "ان الامين العام قلق جدا للمواجهات العنيفة في وسط صنعاء بين قوات الامن التابعة للحكومة وعناصر قبلية مسلحة ما خلف الكثير من القتلى والجرحى". ودعا بان الى "الوقف الفوري للمعارك" وحثّ "كل الاطراف على متابعة الجهود الهادفة الى التوصل الى حل سلمي للازمة السياسية في اليمن". من جهتها، دعت برلين الاربعاء الرئيس اليمني الى قبول عرض الوساطة الذي قدمه مجلس التعاون الخليجي لوضع حد للمواجهات الدامية التي اوقعت 38 قتيلا الثلاثاء. وقال المتحدث باسم الخارجية الالماني اندرياس بيشكي في تصريحه الصحافي الاسبوعي "اننا قلقون للغاية من هذا التفاقم الخطر للوضع وندعو الاطراف كافة الى التحلي باعلى درجات ضبط النفس". واضاف "اننا ندعو الرئيس صالح الى عدم المراهنة على الوقت في هذا الوضع، ونطلب منه ان ياخذ اخيرا عرض الوساطة الذي قدمه مجلس التعاون الخليجي على محمل الجد ويقبله". من جهتها، طلبت ايران من الحكومة اليمنية الاحجام عن استخدام العنف واحترام مطالب شعبها. واعلن المتحدث باسم الخارجية رامين مهمنبراست "ان ايران قلقة حيال تصعيد العنف في اليمن (...)، وتطالب الحكومة تجنب العنف وحقن الدماء". كما طالب اليمن "باحترام مطالب السكان" لضمان "وحدة اليمن".