صنعاء (رويترز) - قال دبلوماسي غربي باليمن لرويترز ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أصيب بجروح بسيطة في هجوم على القصر الرئاسي بصنعاء يوم الجمعة بينما تنزلق اليمن نحو حرب أهلية. واجتاحت المعارك الشرسة العاصمة اليمنية صنعاء والتزم السكان منازلهم بينما هزت الانفجارات المدينة. وقال الدبلوماسي الغربي ان رئيس الوزراء ونائبه ورئيس البرلمان وعددا من المسؤولين الاخرين أصيبوا أيضا في الهجوم الذي ألقت الحكومة باللائمة فيه على رجال قبائل تتزعمها عائلة الاحمر التي تؤيد المحتجين المطالبين بخروج صالح من السلطة. ووردت أنباء عن مقتل أربعة من حراس صالح. وقال عبده الجنادي نائب وزير الاعلام لرويترز ان الرئيس بخير وسيلقي كلمة خلال ساعة وان اصابات طفيفة لحقت ببعض المسؤولين. وألقت الحكومة باللائمة في الهجوم على رجال قبيلة حاشد التي يتزعمها صادق الاحمر الذي تؤيد عائلته المحتجين المطالبين بخروج صالح من السلطة. ونفى الاحمر في وقت لاحق المسؤولية عن الهجوم وحمل صالح المسؤولية عنه قائلا انه نفذ لتبرير تصعيد الحكومة للمعارك في شوارع العاصمة صنعاء. ودارت شكوك أيضا حول اللواء المنشق علي محسن الذي انضم الى المعارضة في أبريل نيسان وأرسل قواته الى العاصمة لحماية المتظاهرين المناهضين للصالح. وفي وقت سابق قالت قناة (سهيل) التلفزيونية التي تديرها المعارضة اليمنية ان صالح قتل يوم الجمعة بعد سقوط قذائف على مسجد قصر الرئاسة. وقالت مصادر أمنية ان القوات الموالية لصالح قصفت في وقت لاحق منازل زعماء اتحاد قبائل حاشد. واتجه اليمن بسرعة صوب حرب أهلية هذا الاسبوع مع استمرار القتال بين قوات اتحاد قبائل حاشد والقوات الموالية للرئيس صالح في العاصمة واماكن اخرى. ومنذ تفجر الانتفاضة الشعبية في يناير كانون الثاني ضد حكم صالح المستمر منذ 33 عاما قتل 370 شخصا منهم 155 شخصا على الاقل خلال الايام العشرة الماضية. وفي تحد للضغوط العالمية تملص صالح ثلاث مرات من التوقيع على اتفاق بوساطة خليجية لتنحيه عن السلطة في مقابل الحصانة من الملاحقة القضائية حتى مع تضاؤل دعمه في الداخل. ودعا الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني كل الاطراف في اليمن الى وقف القتال. وقال في مقابلة مع تلفزيون العربية ان المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي يتابع بقلق واسف تدهور الموقف واستمرار القتال وقال ان الموقف مؤسف ولا يفيد أحدا. وبتشبثه بالسلطة اغضب صالح حلفاءه الامريكيين والسعوديين الذين كانوا ينظرون اليه كشريك رئيسي في الجهود المبذولة لمكافحة جناح تنظيم القاعدة في اليمن المعروف باسم القاعدة في جزيرة العرب. ويبدو من المؤكد ان الصراع الدموي في اليمن سيستمر مادام صالح يرفض التنحي وان يزيد من تعقيد تحد هائل بالفعل لتوحيد البلاد واعادة بناء مؤسسات الدولة المنهارة في أي حقبة بعد صالح. ومن شأن انعدام الاستقرار باليمن أن يهدد الامن بالمنطقة وربما امدادات النفط العالمية نظرا لقربه من السعودية أكبر مصدر نفطي في العالم ومن ممرات بحرية حيوية. وقال غانم نسيبة مؤسس كورنرستون جلوبال الاستشارية وكبير المحللين في مؤسسة بوليتيكال كابيتل "المخاطر التي يفرضها يمن منهار على المنطقة مروعة على نحو يصعب تصوره... رغم أن الحدود مع السعودية أكثر أمنا مما كانت عليه في السنوات الاخيرة فانه لا يزال يسهل اختراقها نسبيا." واضاف "ستظهر العواقب على الصعيد الامني فضلا عن الصعيد الاقتصادي. وسيجد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على وجه الخصوص متنفسا في يمن منهار وسيهدد بقية دول مجلس التعاون الخليجي وسيكون لذلك اثار على القرصنة عبر خليج عدن." وقبل الهجوم على قصر الرئاسة خرج متظاهرون يحملون نعوش 50 شخصا قالوا انهم قتلوا على يد قوات صالح. وللمرة الاولى يمتد قتال شرس الى أحياء بجنوب المدينة وهي منطقة تسيطر عليها القوات الموالية صالح مما قد يمثل نقطة تحول في الصراع. وفر الاف المدنيين. وسمعت أصوات انفجارات في مدينة تعز حيث قالت الاممالمتحدة انها تحقق في تقارير بأن 50 شخصا قتلوا في المدينة الجنوبية منذ يوم الاحد. وقال مسؤولون في المجال الطبي ان شرطيين قتلا في هجوم بقذائف صاروخية بعدما اطلقت قوات الامن طلقات تحذيرية في وقت سابق على متظاهرين احتشدوا لاداء صلاة الجمعة. وطغت اراقة الدماء على الحركة المطالبة بالديمقراطية والسلمية في معظمها والتي استلهمت نهج ثورتي مصر وتونس الناجحتين. ويعاني اليمن من صراعات متعددة حيث تستعر المعارك في الشوارع بين مجموعات قبلية وقوات صالح في صنعاء الى جانب الاضطرابات الشعبية في انحاء البلاد والقتال ضد أعضاء القاعدة في جزيرة العرب وغيرهم من المتشددين الاسلاميين الذين استولوا على مدينة زنجبار الساحلية. من محمد صدام ومحمد الغباري