صنعاء (ا ف ب) - أحبط النظام اليمني الاثنين آمال المعارضة بانتقال سريع للسلطة عبر إعلانه أن الرئيس علي عبدالله صالح الذي نقل إلى المستشفى في السعودية سيعود إلى صنعاء خلال الأيام المقبلة. وكان مسؤولون سعوديون أعلنوا في نهاية الأسبوع أن الرئيس لن يعود إلى اليمن قبل نقاهة تستمر أسبوعين، الأمر الذي اعتبره "شباب الثورة" رحيلا نهائيا للرئيس اليمني. ولتفادي أي عودة لصالح، دعت اللجنة التنظيمية للشباب "كافة القوى الوطنية والأطياف السياسية للبدء بتشكيل مجلس رئاسي مؤقت يمثل كافة القوى الوطنية يتولى تكليف حكومة كفاءات لإدارة المرحلة الانتقالية". من جانبه، أكد البيت الأبيض أن "انتقالا فوريا" للسلطة هو "في مصلحة" شعب اليمن. ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الرئيس اليمني إلى التفكير خلال وجوده في السعودية والتصرف "وفق ما تمليه مصلحة شعبه". وأعلن نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن صالح "في تحسن وتعاف كبير وسيعود إلى ارض الوطن خلال الأيام القادمة" بعد أن خضع لعملية جراحية في السعودية حسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. وندد المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) بموقف بعض قادة الائتلاف المشترك (المعارضة) معتبرا أنهم ينتهزون فرصة غياب الرئيس اليمني لتحويل الأمر إلى "انتصار سياسي". وأعلنت السعودية أنها استقبلت الرئيس اليمني بناء على طلبه للعلاج، معربة عن أملها في أن يوقع الفرقاء اليمنيون على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن. بدوره، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن المبادرة الخليجية لا تزال الحل الأفضل لازمة اليمن مؤكدا استعداد دول المجلس لإعادة تفعيلها إذا ما وافق الأطراف في اليمن على ذلك. ودعا عبد اللطيف الزياني الأطراف المعنية في اليمن إلى "التهدئة وضبط النفس ونبذ العنف والحيلولة دون تدهور الأوضاع في هذا البلد". وشدد الزياني الذي قاد الوساطة الخليجية لحل الأزمة في اليمن على أن "الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن هذه الأيام تستدعي من جميع الأطراف في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى التحلي بالحكمة والعمل سويا على الوقف التام لإطلاق النار حقنا للدماء والتمسك بالوحدة الوطنية والتسامح وبناء الثقة". وأعرب في بيان عن الأمل في الوصول إلى "توافق ينهي الخلافات ويوحد الجهود ويؤدي إلى حل سلمي يحقن الدماء ويحفظ وحدة وأمن واستقرار اليمن ويحقق للشعب اليمني تطلعاته لمستقبل أفضل". وخلص إلى القول بان المبادرة الخليجية التي تنص على تنحي الرئيس وانتقال السلطة ضمن جدول زمني من تسعين يوما "لا تزال تمثل الحل الأنسب ، ويمكن لدول المجلس تفعيلها ومتابعه تنفيذها إذا أعلنت جميع الأطراف اليمنية الموافقة عليها". ميدانيا، قتل ثلاثة أشخاص من أنصار الشيخ القبلي النافذ صادق الأحمر برصاص قناصة بالقرب من منزل الأحمر في صنعاء حسبما أفاد مصدر قبلي. وأكد المصدر القبلي لوكالة فرانس برس أن "ثلاثة من أنصار الشيخ صادق قتلوا في عملية قنص قرب منزل الشيخ" في حي الحصبة شمال العاصمة اليمنية. وذكر المصدر أن "عناصر موالية للنظام" مسؤولة عن هذه العملية. ويأتي هذا الخرق وسط هدوء حذر في حي الحصبة غداة موافقة الشيخ صادق الأحمر على وقف مشروط لإطلاق النار وإخلاء المباني العامة التي احتلها أنصاره بناء على طلب نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وفق ما أعلن مكتب الأحمر. وقال مصدر في مكتب الشيخ صادق الأحمر أن "نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجه بإنهاء ورفع كل الاستحداثات العسكرية والأمنية في منطقتي الحصبة شمال العاصمة صنعاء وفي منطقة حدة جنوبالمدينة". إلى ذلك، قتل ثلاثة أشخاص بينهم جندي من الفرقة المدرعة الأولى المنشقة في هجوم نفذه مسلحان ليل الأحد بالقرب من منزل نائب الرئيس اليمني في صنعاء، حسبما أفاد مصدر من الفرقة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر. وذكر المصدر أن قوات الجيش تمكنت من قتل المهاجمين الاثنين. وترأس نائب الرئيس اليمني الذي ينص الدستور على تولي مهام الرئيس في غيابه، اجتماعا للجنة الأمنية العليا. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية انه تم في الاجتماع "مناقشة المواضيع المتصلة بتثبيت الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع وإخراج المسلحين من المرافق العامة أينما وجدت". وشدد نائب رئيس الجمهورية على ضرورة "استنهاض الهمم وتوحيد الجهود من اجل توفير الخدمات والأساسيات الحياتية مثل البترول الديزل والغاز والكهرباء، والعمل على التثبيت الصارم لوقف إطلاق النار بصورة شاملة وكاملة". كما شدد هادي على ضرورة "تعاون الجميع في المعارضة" في اليمن.