تعرضت مساء أمس بعض أحياء مدينة تعز لقصف مدفعي من قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح، كما شهدت أماكن أخرى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة وسط أنباء عن إصابات في المباني وجرحى في صفوف الطرفين والمدنيين. فقد سقطت قذائف مدفعية بالقرب من ساحة الحرية بتعز وأفاد شهود عيان عن حدوث انفجارين يعتقد أنهما لقذائف مدفعية دبابة أطلقت من قبل دبابات تابعة للحرس الجمهوري متمركزة في مستشفى العام الذي حولته القوات الموالية لصالح لثكنة عسكرية، ومن ذات المكان تعرضت المباني المجاورة لمستشفى الروضة الواقع في حي الروضة المجاور لساحة الحرية لقصف مدفعي ألحق أضرار ببعض المباني، كما تعرضت مباني أخرى في حارة مستشفى الثورة وحارة الزهراء الواقعة أسفل القصر الجمهوري لقصف من قبل قوات الحرس الجمهوري المتمركزة بالقرب من القصر الجمهوري ومن معسكر الأمن المركزي، وهو ما خلق حالة من الرعب في أوساط النساء والأطفال خاصة وأن القصف كان في وقت متأخر من مساء أمس وأستمر بشكل متقطع حتى ساعات الصباح الأولى، وكانت بعض منازل الناشطين في ساحة الحرية قد تعرضت للقصف حيث تعرض منزل الدكتور ماجد العبسي الواقع في حارة مستشفى الثورة لأضرار بالغة جراء القصف وأصيب أحد إخوانه، ويعد الدكتور ماجد العبسي عضو في اللجنة الطبية لساحة الحرية ومن الناشطين في الثورة الشبابية. وكانت المباني الواقعة بالقرب من ساحة الحرية هدفا مباشرا لقوات الحرس الجمهوري المتمركزة في مستشفى الثورة حيث تعرض مبنى الجامعة اليمنية الأردنية المكون من ستة طوابق ومبنى المعهد الوطني للعلوم الإدارية ومبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومنزل الشيخ سلطان السامعي للقصف المدفعي من دبابات الحرس الجمهوري أكثر من مرة منذ إجتياح ساحة الحرية نهاية مايو الماضي. وكانت المنطقة الممتدة من شرق ساحة الحرية حتى قرب مستشفى الثورة قد شهدت في وقت متأخر من مساء أمس اشتباكات عنيفة بين المسلحين الموالين للثورة الذين يقومون بحماية ساحة الحرية وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، كما وقع تبادل لإطلاق النار بحسب بعض المصادر في عدة أماكن من المدينة، حيث سمع دوي إطلاق نار بالقرب من القصر الجمهوري ومعسكر الأمن المركزي وبالقرب من مبنى الأمن السياسي وحي المسبح وفي المدخل الشرقي والغربي للمدينة. وكانت المدينة قد شهدت عصر أمس استشهاد الشاب سليمان عبده مهيوب (18)عاما وإصابة أخر يدعى عبده قائد الشرفي في شارع الستين جراء إطلاق النار عليهما وهما يستقلان حافلة ركاب من قبل أحد جنود الحرس الجمهوري. ولا زالت أصوات الرصاص تسمع بين فينة وأخرى منذ صباح اليوم وحتى ساعة كتابة عصر اليوم في أرجاء مختلفة من المدينة، ولا زالت المظاهر المسلحة تنتشر في الشوارع، فيما يواصل شباب الثورة مسيراتهم اليومية مطالبين بتشكيل مجلس انتقالي ورافضين الوصاية الخارجية على الثورة.