في هذه الصورة التي التقطت يوم 10 أكتوبر 2010 الرئيس الليبي معمر القذافي والمصري حسني مبارك ، ورئيسا كل من تونس واليمن وقد ارتسمت على وجوههم ابتسامة عريضة أمام الكاميرات في الصف الأمامي خلال اجتماع مؤتمر القمة العربي الأفريقي المشترك في مدينة سرت بليبيا. ولكن بعد أقل من عام، أجبر هؤلاء القادة على التخلي عن السلطة، فالرئيس اليمني على عبدالله صالح قد يتنازل عن السلطة بعد نجاته من محاولة اغتيال، والآخر يبدو أن أمامه أيام أو ساعات فقط من النهاية. الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، على اليسار في حلة زرقاء، كان أول زعيم يطاح به من خلال ثورة أشعل شرارتها محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في ديسمبر الماضي احتجاجا على ظروف حياته وأدت في النهاية للإطاحة ببن علي في 14 يناير، وأثار موجة من الثورات التي اجتاحت الدول العربية منذ ذلك الحين، وفر بن علي إلى السعودية بعد 23 عاما في السلطة. أما حسني مبارك في مصر، على اليمين في حلة داكنة مع أصابعه متشابكة، استقال في 11 فبراير بعد انتفاضة شعبية بدعم من وسائل الإعلام الاجتماعية التي استمرت ما يقرب من ثلاثة أسابيع، وأطيح بمبارك بعد 30 عاما من السلطة، ويحاكم وهو في السن ال 82 بتهمة الفساد. علي عبد الله صالح في اليمن، ذو شارب رمادي إلى اليسار من زين العابدين بن علي، وافق على التنحي بعد احتجاجات ضخمة في الشوارع، وكان قد حكم البلاد لمدة 33 عاما، وقال انه يعتزم تسليم السلطة، ولكن بعد ذلك رفض التوقيع على اتفاق التنازل عن السلطة، ونجا بالكاد من محاولة اغتيال، وأصبح في اليوم التالي يعالج في مستشفى عسكري بالمملكة العربية السعودية. وأما معمر القذافي وهو الرجل السهل في التعرف عليه من ثيابه المميزة، وذراعاه حول مبارك وصالح، والأطول من أي من القادة، حيث استولى على السلطة في انقلاب غير دموي عام 1969، فقد عمت الاحتجاجات الشوارع في فبراير، ومع ذلك ، تحولت إلى حرب شاملة، وبعد معركة استمرت ستة أشهر متأرجحة ، وبعد تدخل من جانب حلف شمال الأطلسي، وجد القذافي نفسه محاصرا في طرابلس في 22 أغسطس. "الوفد".