شهدت مدينة تعزجنوب اليمن اليوم مسيرة حاشدة لشباب الثورة رافضة للتسويات السياسية التي تجري خلف الكواليس مع نظام صالح برعاية المبعوث الأممي جمال بن عمر. وردد المتظاهرون شعارات ترفض أي تسوية سياسية معتبرين ذلك خيانة لدماء الشهداء، وطالب المتظاهرون بمحاكمة صالح وأركان نظامه وإحالة ملفهم إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب. وكان شباب الثورة قد نفذوا وقفة احتجاجية في حي الحصب تنديدا بالقصف الذي تعرض له الحي من قبل قوات صالح خلال الأسابيع الماضية. وشيع ظهر اليوم بساحة الحرية جنازة الشهيد جميل السبيئ الذي استشهد جراء قصف مقر الإصلاح في حي الحصب وكانت عدد من الأحياء السكنية في مدينة تعز قد تعرضت فجر اليوم لقصف من قبل القوات الموالية لصالح من عددا من الثكنات العسكرية. فقد أطلقت ثكنة المعهد الصحي عددا من القذائف على ساحة الحرية والجامعة الأردنية، فيما سقطت قذيفة جوار منزل الدكتور صادق الشجاع مدير المستشفى الميداني بحي كلابة، وسقطت أخرى على منزل مجاور وأصابت أخرى بناية في حي زيد الموشكي، كما أستهدف حي المسبح وشارع جمال بعدد من القذائف. وكان حالة من التأهب قد شهدها شارع جمال اليوم على خلفية معلومات أفادت باحتمال محاولة قوات صالح اقتحام شارع جمال من الجهة الشرقية، حيث شوهد عددا من القبائل المواليين للثورة منتشرين على امتداد شارع جمال حسب شهود عيان، فيما أفادت مصادر محلية بأن عقال حارات المدينة القديمة أبلغوا سكان المنازل القريبة من القلعة بضرورة إخلاء منازلهم لدواعي أمنية حسب تلك المصادر. وكانت اشتباكات عنيفة قد نشبت فجر اليوم بين القوات الموالية لصالح وقبائل موالية للثورة في حي كلابة استمرت قرابة الساعتين. وأفادت مصادر محلية بأن انفجار قوي دوى في حارة الجحملية السفلى بالقرب من منزل صالح فجر اليوم قبيل القصف الذي تعرضت له بعض الأحياء السكنية، وهو ما عده مراقبون بأنه مفبرك لتبرير القصف الذي تعرضت الأحياء السكنية. وكان أهالي مدينة تعز قد استيقظوا صباح اليوم على أزيز الطائرات الحربية التي نفذت أكثر من طلعة فوق الأحياء السكنية مع فتح حاجز الصوت، وهو ما خلق حالة من الهلع والخوف في أوساط الأطفال وبالذات طلاب الصفوف الأولى الذين رفضوا الذهاب لمدارسهم . وكان مصادر عسكرية في قاعدة طارق الجوية بمطار تعز قد أفادت أنه تم نقل مجموعة من الطائرات من قاعدة الديلمي الجوية بمطار صنعاء إلى تعز لاستخدام مطار تعز للقيام بطلعات جوية لقصف قرى أرحب ونهم خوفا من استهداف مسلحي القبائل لمطار صنعاء. وفي سياق أخر وجدت ظهر اليوم جثة مجهولة بسائلة وادي القاضي موضوعة في أكياس من القماش والبلاستيك وموثقة بالحبال وقد تم نقل الجثة إلى مستشفى الروضة من قبل الهلال الأحمر حسب مصادر محلية. وكان وفدا من الصليب والهلال الأحمر الدوليين قد وصل اليوم إلى مستشفى الروضة والمستشفى الميداني للاطلاع على حجم الانتهاكات والأضرار التي تعرضا لها في إطار زيارة للإطلاع على حجم الأضرار الذي تعرضت لها مدينة تعز.