عاشت مدينة تعز ليلة رعب أخرى مساء الأربعاء حيث شنت القوات الموالية لصالح قصفاً عنيفاً وعشوائياً على عدة أحياء في المدينة ما أوقع جرحى في صفوف المدنيين. وقالت مصادر ميدانية ل«المصدر أونلاين» إن قوات صالح تتمركز في جبل حبيل سلمان جوار جامعة تعز بقصف حي الحصب ومدينة النور والبعرارة وبئر باشا غرب تعز، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف تعرض له مفرق شرعب الرونة ومساكن المدخل الغربي للمدينة من مقر قيادة اللواء 33 مدرع الواقع في المطار القديم. وقال مصدر طبي في المستشفى الميداني إن عدد الضحايا في تزايد، مؤكداً وصول عشر حالات، في حين وصل 12 جريحاً إلى مستشفى الروضة، وأسعف عدد غير محدد إلى مستشفيات أخرى بالمدينة. وتشير المعلومات إلى سقوط خمسة جرحى من أسرة واحدة حينما سقطت على منزلهم بحي الروضة خمس قذائف، كما تعرض منزل العقيد قائد محمد الشرعبي للقصف بسبع قذائف هاون. إلى ذلك، تولت قوات الحرس المتمركزة في خط الستين بقصف قرى ريفية بمديريتي شرعب السلام والتعزية، ومن ثكنة جبل جرة استمر القصف لساعات على أحياء المسبح والروضة ووادي القاضي لتعيش تعز بذلك حالة من الهلع والرعب الذي لم يدع لسكانها أن ينامون في أمان. وقال سكان محليون إن دوي انفجارات سُمع دويها في وادي الدحي وأحياء أخرى بالمدينة، بينما وقعت اشتباكات في شارعي الأربعين والخمسين ومنطقة المرور بين قوات صالح والمسلحين القبليين الموالين للثورة الذين كانوا يتصدون لهجوم واسع قامت به قوات صالح على مدينة تعز من الجهة الغربية. وقال شهود عيان إن معسكر الأمن المركزي قصف حي الروضة ب16 قذيفة من دبابات المعسكر، كما كثف المعسكر قصفه لأحياء كلابة والموشكي. بدورها، كثفت قوات صالح المتمركزة في قلعة القاهرة قصفها لبئر باشا والحصب والمسبح، وأسفر القصف عن تدمير جزئي لعدة منازل. وطال القصف مدرسة الوحدة التي استهدفتها 4 قذائف. وقال سكان إنهم سمعوا أصوات طلعات جوية لطائرات حربية فتحت حاجز الصوت في سماء المدينة مع فجر اليوم الخميس وذلك ربما بهدف إثارة الرعب وهلع السكان. يذكر بأن مسيرة حاشدة جابت شوارع تعز قبل ساعات من القصف الذي طال مختلف احياء المدينة، ويستعد شبابها لتنظيم مهرجان كرنفالي حاشد صباح اليوم الخميس بشارع جمال وسط المدينة احتفالا بالعيد 44 بذكرى عيد الاستقلال الذي يصادف ال30 من نوفمبر.