تداعت جبهة نواب الأغلبية في الكويت، أمس، لتطويق أزمة فجرها النائب عبيد الوسمي (المطيري) بإعلانه استجواب رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وتأييد نواب قبيلة "المطران" الثلاثة مسلم البراك ومحمد هايف ومبارك الوعلان الاستجواب، والاعتصام أمام مقر قصر العدل لحين إطلاق سراح أبنائهم المحتجزين على خلفية الأحداث التي رافقت الحملة الانتخابية . وسارع معظم نواب "الموالاة" لتأييد الاستجواب بل والتوقيع على طلب "عدم التعاون" مع الحكومة، لكن البراك عاد وحاول تطويق الأزمة "لإضاعة الفرصة على المتربصين بالأغلبية"، وعقد اجتماعات مكوكية مع الوسمي وعدد كبير من النواب ليعلن بعدها لوسائل الإعلام أن الاستجواب لن يقدم . الأمير يطوّق أزمة نيابية حكومية اختراق الأغلبية باستجواب "لم يقدم" لرئيس الوزراء الكويتي تدخل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بنفسه لنزع فتيل أزمة اشتعلت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول واستمرت تداعياتها طوال يوم أمس، على خلفية استمرار احتجاز مجموعة من شباب قبيلة المطران بعد اتهامهم بحرق خيمة النائب محمد الجويهل واقتحام قناة "الوطن" أثناء الحملة الانتخابية بعدما اعتبروه تهجماً على القبيلة، إذ نقل النائب فيصل المسلم عن الأمير بعد لقائه به أمس، "إنه تشرف بلقاء الأمير وأبلغه الاتهامات الجائرة بحق الشباب والازدواجية في تطبيق القانون، وأكد أنه سيبحث الأمر مع الوزراء المعنيين"، مبيناً أن بعضهم أطلق سراحه بالفعل . وتداعت على الفور جبهة نواب الأغلبية لتطويق أزمة فجرها النائب عبيد الوسمي (المطيري) بإعلانه استجواب رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وتأييد نواب المطران الثلاثة مسلم البراك ومحمد هايف ومبارك الوعلان الاستجواب، والاعتصام أمام مقر قصر العدل لحين إطلاق سراح أبنائهم . واجتمع نواب الأغلبية في مكتب النائب عادل الدمخي لتطويق أزمة اعتبرها بعضهم "محاولة لتفجير الأغلبية من الداخل، بعدما نالت رئاسة البرلمان وهيئة المكتب واللجان الرئيسة"، مدللة على ذلك بإسراع معظم نواب "الموالاة" لتأييد الاستجواب بل والتوقيع على طلب "عدم التعاون" مع الحكومة للمرة الأولى في حياتهم، رغبة منهم في إقالة الحكومة وحل البرلمان أملاً بتحسين مواقعهم، وهو الأمر الذي تنبهت له الأغلبية سريعاً وشككت في توقيت الإعلان عن الاستجواب ومن دون التنسيق معها . النائب مسلم البراك الذي لم يكن أمامه طريق سوى تأييد الاستجواب لأن الأمر يخص أبناء قبيلته وكان حاضراً في الندوة التي أعلن فيها الوسمي عن الاستجواب، حاول تطويق الأزمة لإضاعة الفرصة على المتربصين بالأغلبية، وعقد اجتماعات مكوكية مع الوسمي وعدد كبير من النواب ليعلن بعدها لوسائل الإعلام أن الاستجواب لن يقدم قائلاً: "ماكو استجواب"، لكن الوسمي أكد أن الاستجواب لم يلغ وينتظر إجراءات الحكومة بشأن الإفراج عن الشباب نافياً شقه لصفوف الأغلبية ثم وزع -وفي سابقة هي الأولى من نوعها- صحيفة الاستجواب على وسائل الإعلام . من جهته، قال الوسمي إن "تأجيل الاستجواب لمهلة مؤقتة لإصلاح الأوضاع الخطأ"، مشيداً باهتمام النواب لمعالجة محاور استجوابه على نحو فوري، متمنياً أن يكون الفصل التشريعي مملوءاً بالإنجازات لتحقيق مصالح المواطنين . ونفى ما تردد عن تأجيل الاستجواب لشهرين، مؤكداً أن المحاور مازالت قائمة . وفي جانب الموالاة كشف مصدر نيابي عن وضع اللمسات الأخيرة على تشكيل التكتل "المستقل" لمواجهة الأغلبية النيابية . من جهته، أبدى رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، عدم انزعاجه مما يطرح في مجلس الأمة، مؤكداً أن "صدورنا يجب ألا تضيق بالنقد البناء الذي يهدف إلى الرغبة في تحقيق الأفضل، والنقد لا يقلل من أي جهد مخلص أو إنجاز ملحوظ، لأن مصلحتنا في السلطتين التشريعية والتنفيذية واحدة وهدفنا واحد" . وشدد خلال جولة له أمس هي الأولى من نوعها شملت وزارات الخارجية والإعلام والداخلية والصحة والتربية، على أن المرحلة المقبلة تتطلب من أجهزة الدولة بذل الجهد، لتعزيز دولة القانون والمؤسسات، ومراعاة العدالة والمساواة بين المواطنين، واعتماد الشفافية والصراحة والوضوح، والحفاظ على المال العام، والاستفادة من طاقاتنا البشرية . المصدر : الخليج