المواطنون عملية النزوح التي تترافق غالبا مع أي أعمال قصف تتعرض لها المدينة إثر تجديد قصف سلاح الجو بين الفينة واأخرى على عدة مناطق ببلدة جعار بمديرية خنفر، الواقعة شمال عاصمة محافظة أبينزنجبار، على مواقع يتمركز فيها مسلحو تنظيم القاعدة دون ورود أنباء عن ضحايا في صفوف المسلحين. يأتي ذلك بعد أسبوع من مجزرة تعرض لها الجيش في مدينة "دوفس"، والتي أطلق عليها أنصار الشريعة ب "عملية قطع الذنب"، سقط خلالها 200 قتيل وعشرات من الجرحى والمعتقلين في صفوف وحدات الجيش المرابطة بجبهة دوفس، الواقعة على الشريط البحري غرب جنوبزنجبار، المركز الإداري للمحافظة، والتي تشهد معارك متواصلة منذ 28مايو من العام الماضي بين وحدات من الجيش وعناصر مسلحة تطلق على نفسها اسم "أنصار الشريعة"، جناح تابع لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. حكاية العملية الكبرى في "دوفس" منذ أن تسلم إبن أبين عبد ربه منصور هادي رئاسة الجمهورية اليمنية والسلطات تسعى جاهدة لدحر القاعدة في أبين، حيث وضعتهم أمام مهلة مدتها 10 أيام لمغادرة أبين. أنصار الشريعة في المحافظة هم أيضا وضعوا أمام قوات الجيش المرابطة في جبهات القتال بدوفس والكود وأطراف زنجبار مهلة مدتها 5 أيام لأن يغادروا محافظة أبين وإلا "قطع الذنب" حسب منشورات وزعوها قبل العملية بأيام. تزامن الرابع من مارس مع انتهاء المدة التي وضعتها القاعدة، وبالفعل نفذوا ما توعدوا به ليهاجموا وحدات الجيش المرابطة في الشريط البحري لبحر العرب بمنطقة دوفس من عدة اتجاهات. باشروا وحدات الجيش عبر زوارق بحرية وتسللات برية فسقط أكثر من 130قتيلاً في صفوف الجيش ما بين جندي وضابط ليرتفع بعد ذلك العدد ليقارب 200 شهيد وجرح المئات واسر حوالي 70جندياً، والسيطرة على عدد من الآليات العسكرية كناقلات جند ومدفعية ودبابات وأسلحة رشاشة متوسطة وبعيدة المدى. وان الاعداد عبر زوارق عادية من شبوة في البحر لمسافة تتجاوز 200 ميل بحري بدون غطاء جوي وقطع بحرية مساندة وقصف ناري عند النزول على المواقع المستهدفة هو خارج قدرة انصار الشريعة والدمار الذي حصل لستة الوية وكثافة الخسائرالبشرية التي وصلت الى 185 قتيلاً من الجنود. اذا كان هناك تحقيق مستقل من خبرات عسكرية وامنية صادقة ونزيهة سيكشف المستور وحكاية السيطرة على الآليات الثقيلة وإجبار طواقمها ضرب المواقع العسكرية الصديقة، هذا بحاجة الى فحص وتدقيق ولا يمكن ان يتم ابتزاز اي عسكري يعرف ان مصيره القتل أو الاسر ان خضع لهذا الابتزاز ووجه سلاحه الثقيل ضد إخوانه، وهناك اسئلة لا بد من طرحها كما يرى هذا العميد المتقاعد وهي: لماذا لا يتم حماية الساحل البحري بتأمين ظهر القوات الموالية للحكومة؟ والاستعانة بالدولة الصديقة لماذا لا يترك مثل هذا الساحل الطويل من المطلع في أبين وحتى عزان في شبوة دون دوريات ثابتة وبمساعدة الاصدقاء أين الرقابة الجوية بالطائرات الحديثة التي ترصد كل شيئ حتى في أسوأ الاحوال الجوية؟ اين ذهبت تلك الزوارق التي ذكرها الجنود الجرحى هل عادت الى قواعدها سالمة؟ كيف جرح اولئك الذين ادعوا انهم قصفوا زملاءهم الجنود تحت تهديد السلاح؟ ويرى ضابط آخر من خلال خبرته العسكرية والاعمال المتتالية على الأرض الآتي: الاحداث الاخيرة في ابين توحي الى تسهيل من قبل قيادات الجيش وهي: في جانب العمليات القتالية فإن القوات المرابطة في م/ابين تدار من عدة غرف عمليات متتالية بينما يجب ان تدار هذه العملية من غرفة عمليات واحدة.. هذا سؤال مطروح للإجابة عليه من قبل لجان التحقيق اذا كانت محايدة. في جانب تقدير الموقف القتالي فالعمليات القتالية التي تجري في م/ابين على الارض تتمثل في القدرة القتالية لانصار الشريعة وهذا يعني اننا عندما نتحدث عن القدرة القتالية لانصار الشريعه بمعنى كم القوة البشرية لهم هذا اولا وثانيا ما انواع الاسلحة القتالية ومستوى التدريب القتالي والعقيدة القتالية.. وللإجابة على هذه التساؤلات فإن القوة البشرية عبارة عن مجموعات وانواع الأسلحة القتالية خفيفة ومتوسطة إضافة إلى عربات قتالية عادية ومستوى التدريب هو حرب عصابات والعقيدة القتالية دينية. وبعد جمع هذه المعلومات طبيعة الارض صالحة للإعمال القتالية مشاة(BMB) دبابات وتمهيد مدفعي. اما القدرة القتالية للجيش قوام 6 الوية ميكانيكية و 3 بطاريات مدفعية ميدانية و3 عربات كاتيوشا. والقدرة البشرية للجيش ( 6 الوية) معروفة للخبراء العسكريين، اشارة للقدرة القتالية بين الطرفين نتائجها على الارض تحسب لصالح الجيش 100% وهنا يفترض ان تكون العمليات القتالية من عدة محاور وكان يجب على بعض الوحدات التابعة للجيش السيطرة على نقطة شقرة الاستراتيجية، وذلك لقطع الإمدادات على الجماعات المسلحة ومحاصرتها في مكان محدود. وكان التموضع القتالي لبعض وحدات الجيش على الخط الدائري من دوفس الى وادي حسان شرقاً على الطريق الاسفلتي تموضعاً عبثياً وكان يجب على الوحدات احتلال مواقع بالقرب من مدينة زنجبار ومحاصرتها على مسافة تسمح للمشاة باستخدام اسلحتها المتوسطة والمساندة. ومن خلال هذه الاجراءات تقوم قوات الجيش بتحجيم ارضية المعركة على انصار الشريعة بحيث ترصد تحركاتها عن قرب وهذه المسافة تسمح للسيطرة على خطوط امداد انصار الشريعة. ويضيف الضابط المتقاعد ان الاجراءات الخاطئة التي قام بها الجيش في البداية عندما ارسل تعزيزات للواء 25 من قيادة المنطقة الجنوبية قام أنصار الشريعة بتدميرها على خط دوفس، وهنا طبيعة الاعمال القتالية تقول غير ذلك: لا يسمح بارسال تعزيزات او وحدات قتالية الى خط التماس المباشر مع انصار الشريعة بشكل مسير متتالي. ان المعركة في ابين ليست معركة مشتركة وانما هي معركة من التماس المباشر مع انصار الشريعة وهذه الحالة لا بد ان تكون الخطوط الخلفية للجيش قد تم تأمينها، لأن قدرة انصار الشريعة لا تسمح بمهاجمة الخطوط الخلفية للجيش لان الوسائل القتالية التي بامكانها مهاجمة ذلك العمق لا يملكها انصار الشريعة لان مهاجمة العمق عادة تتم بالطيران او المدفعية بعيدة المدى وان هذا يدل على تساهل من قبل القيادات الغير مباشرة للجيش.. الفطحاني القيادي البارز في قاعدة الجهاد عبدالمنعم الفطحاني، قيادي بارز في تنظيم قاعدة الجهاد بجزيرة العرب، وواحد من أبرز أمراء القتال في أبين. نشأ «القطحاني» بمديرية مودية وانخرط في صفوف حزب التجمع اليمني للاصلاح، لينظم بعدها وخصوصا في 2005م الى تنظيم القاعدة وارتبط اسمه بعدة عمليات ضد مصالح أجنبية في اليمن وصنف ضمن ابرز المطلوبين. كان أحد ابرز القيادات التي خاضت معركة زنجبار من الوهلة الاولى وشغل اميراً لأكثر من منطقة في أبين. في الثلاثين من يناير من العام الماضي تعرض لغارة جوية امريكية بمنطقة «الخديرة»، القريبة من مديرية «الوضيع»، مسقط رأس الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، ليفارق على إثرها الحياة في اليوم التالي متأثراً بجراحه بعد ان أجريت له عدة عمليات. شهدت واقعة تشييع جثمانه بمنطقة «ثعوبة» تدافع حشود كبيرة من الناس من مختلف مناطق المديرية وبحضور قادة وأمراء بارزين في التنظيم بينهم أجانب. «أبو بشر» قاض شرعي لمحكمة جعار محمد درامة الذي يكنى ب (أبو بشر) ظهر مؤخراً كمرجعية شرعية للقاعدة (قاض شرعي لمحكمة جعار) وسبق وان فصل في العديد من القضايا بالمحكمة بعضها حكم فيها بقطع الأيدي والإعدام، بعد أن ظل مسكوتاً عنه طيلة السنوات الماضية من قبل الأجهزة الأمنية.. منذ فترة طويلة اتخذ أبو بشر أحد المباني المهجورة بمنطقة «القوز»، التي تبعد عن مدينة مودية بحوالي 30 كم، مركزاً شرعيا، واستقطب من خلاله عدداً كبيراً من الشباب أغلبهم يقاتل حاليا في جبهات المعركة في أبين. يعتبر «درامة» من المجاهدين العرب الأفغان، وسبق وأن اعتقل من قبل أجهزة الأمن اليمنية عقب التفجير الذي استهدف البارجة الأمريكية يو إس إس كول في 12 أكتوبر 2012، ليفرج عنه لاحقاً.