وقال مصدر بالشرطة ان المداهمات نفذها أفراد من الامن الداخلي تدعمهم قوات من وحدات الشرطة الخاصة وجرت في مدينتي مرسيليا وفالنس بجنوب فرنسا وفي بلدتين بجنوب غرب البلاد وفي بلدة روبيه بالشمال الشرقي. ووقعت المداهمات عقب اعتقال 19 مشتبها به في 30 مارس اذار بعد أسبوع من قيام قناصة من الشرطة بقتل محمد مراح (23 عاما) الذي قتل ثلاثة تلاميذ بمدرسة يهودية وحاخاما وثلاثة جنود في هجمات نفذها بعدة مناطق في تولوز. وقال مصدر بالشرطة المحلية "المعتقلون لهم سجل مشابه لسجل محمد مراح... انهم أفراد منعزلون أصبحوا متشددين." وأضاف أنه تم رصد المشتبه بهم في منتديات اسلامية تعبر عن اراء متطرفة وأنهم قالوا انهم يستعدون للسفر الى مناطق مثل أفغانستان وباكستان ومنطقة الساحل للجهاد. وتابع قائلا ان بعض المعتقلين زاروا تلك المناطق وعادوا الى فرنسا. وكان ساركوزي الذي يسعى لاعادة انتخابه رئيسا في الانتخابات المقررة في أبريل نيسان قد تعهد باستئصال شأفة التشدد عقب الهجمات التي نفذها مراح. وعرضت قنوات تلفزيونية لقطات للمداهمات التي جرت في وقت مبكر من صباح اليوم. ويشتبه في أن 13 من بين 19 شخصا اعتقلوا يوم الجمعة الماضي لهم صلات بجماعة فرسان العزة الاسلامية الفرنسية المتشددة. وقال المدعي العام في باريس أمس انه يجري التحقيق معهم للاشتباه في ضلوعهم في الارهاب. وقال المصدر ان مداهمات يوم الاربعاء لا صلة لها بتلك الاعتقالات ولا بهجمات مراح. وجعلت هجمات مراح قضية الامن الداخلي في فرنسا من أبرز القضايا السياسية قبل الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة المقررة يوم 22 ابريل ويمكن أن تحسن فرص ساركوزي أمام منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يتقدمه في استطلاعات الرأي. ويواجه ساركوزي الذي شغل منصب وزير الداخلية من قبل اتهامات من جانب بعض معارضيه ممن يقولون انه يسعى للاستفادة من خطر التشدد الاسلامي لتحقيق مكاسب سياسية رغم أن 20 في المئة فقط من الناخبين يعتبرون هذا الخطر مثار قلقهم الرئيسي حسب استطلاعات الرأي. وتحاشى هولاند في حديث لراديو (ار.تي.ال) الخوض في مسألة ما اذا كان يعتقد أن المداهمات لها خلفية سياسية وقال "اذا كانت هناك شكوك ومخاطر فلابد أن يتصرفوا حيالها... لكن لماذا يفعلون هذا بعد وقوع عمل ارهابي.. أنا لا أتساءل عما يجري لكن كان بوسعنا أن نفعل أكثر من هذا من قبل." وتظهر استطلاعات للرأي أن اكثر من 70 في المئة من الناخبين يوافقون على طريقة تعامل ساركوزي مع الواقعة وتصاعدت معدلات تأييده منذ قضية مراح لكنها تشير الى أن هولاند سيهزمه في الجولة الثانية من الانتخابات التي تجري في السادس من مايو ايار. (اعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)