ألقت الشرطة القبض على عشرة إسلاميين متشددين مشتبه بهم في مداهمات فجرا في مناطق متفرقة من فرنسا اليوم الأربعاء بعد أن أطلق مسلحون يستلهمون نهج تنظيم القاعدة النار عشوائيا مما دفع الرئيس نيكولا ساركوزي إلى إصدار أمر بشن حملة أمنية وذلك قبل انتخابات 22 ابريل نيسان. وقال مصدر بالشرطة إن المداهمات نفذها أفراد من الامن الداخلي تدعمهم قوات من وحدات الشرطة الخاصة وجرت في مدينتي مرسيليا وفالنس بجنوب فرنسا وفي بلدتين بجنوب غرب البلاد وفي بلدة روبية بالشمال الشرقي. ووقعت المداهمات عقب اعتقال 19 مشتبها به في 30 مارس اذار بعد أسبوع من قيام قناصة من الشرطة بقتل محمد مراح (23 عاما) الذي قتل ثلاثة تلاميذ بمدرسة يهودية وحاخاما وثلاثة جنود في هجمات نفذها بعدة مناطق في تولوز. وقال مصدر بالشرطة المحلية "المعتقلون لهم سجل مشابه لسجل محمد مراح... أنهم أفراد منعزلون أصبحوا متشددين." وأضاف أنه تم رصد المشتبه بهم في منتديات إسلامية تعبر عن اراء متطرفة وأنهم قالوا أنهم يستعدون للسفر إلى مناطق مثل أفغانستان وباكستان ومنطقة الساحل للجهاد. وتابع قائلا ان بعض المعتقلين زاروا تلك المناطق وعادوا الى فرنسا. وكان ساركوزي الذي يسعى لإعادة انتخابه رئيسا في الانتخابات المقررة في أبريل نيسان قد تعهد باستئصال شأفة التشدد عقب الهجمات التي نفذها مراح. وعرضت قنوات تلفزيونية لقطات للمداهمات التي جرت في وقت مبكر من صباح اليوم. ويشتبه في أن 13 من بين 19 شخصا اعتقلوا يوم الجمعة الماضي لهم صلات بجماعة فرسان العزة الإسلامية الفرنسية المتشددة. وقال المدعي العام في باريس أمس انه يجري التحقيق معهم للاشتباه في ضلوعهم في الإرهاب. وقال المصدر ان مداهمات يوم الأربعاء لا صلة لها بتلك الاعتقالات ولا بهجمات مراح. وجعلت هجمات مراح قضية الأمن الداخلي في فرنسا من أبرز القضايا السياسية قبل الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المقررة يوم 22 ابريل ويمكن أن تحسن فرص ساركوزي أمام منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يتقدمه في استطلاعات الرأي. ويواجه ساركوزي الذي شغل منصب وزير الداخلية من قبل اتهامات من جانب بعض معارضيه ممن يقولون انه يسعى للاستفادة من خطر التشدد الإسلامي لتحقيق مكاسب سياسية رغم أن 20 في المئة فقط من الناخبين يعتبرون هذا الخطر مثار قلقهم الرئيسي حسب استطلاعات الرأي. وتحاشى هولاند في حديث لراديو (ار.تي.ال) الخوض في مسألة ما اذا كان يعتقد أن المداهمات لها خلفية سياسية وقال "اذا كانت هناك شكوك ومخاطر فلابد أن يتصرفوا حيالها... لكن لماذا يفعلون هذا بعد وقوع عمل ارهابي.. أنا لا أتساءل عما يجري لكن كان بوسعنا أن نفعل أكثر من هذا من قبل." وتظهر استطلاعات للرأي أن أكثر من 70 في المئة من الناخبين يوافقون على طريقة تعامل ساركوزي مع الواقعة وتصاعدت معدلات تأييده منذ قضية مراح لكنها تشير الى أن هولاند سيهزمه في الجولة الثانية من الانتخابات التي تجري في السادس من مايو ايار.