يكاد الكروي يتوقف ولم يعد هناك من سبيل سوى المكابرة واللعب على أوراق السياسة فقط ليمضي المركب ويمخر عباب البحر. في الدوري المنصرم انسحبت فرق الصقر والرشيد وحسان من الدوري، لانها لا تستطيع اللعب في ظل وضع أمني معقد، ربما كانت معه ستقدم أبناءها ضحايا لمعبد الرياضة المتهالك بالأساس. فعوقب الصقر وهو بطل الدوري وهبط للدرجة الثانية، في قصة تآمرية لم تنته ولن تمر بسلام ولو بعد حين، وعوقب الرشيد وحسان بذات العقوبات، وجميع هذه الفرق ظلمت وذهبت مع الريح، وبشخطة قلم صدر من اتحاد الغفلة..! اليوم بات أكثر من فريق في الدوري العام لكرة القدم الدرجة الأولى تحديدا مهدداً بالتوقف عن النشاط واللعب في دوري كرة القدم، لأسباب مالية بحتة وهي الأندية الفقيرة والأشد فقرا، مثل فريق نجم سبأ ذمار الذي صعد حديثا للمرة الأولى في تأريخه الى الدرجة الأولى لكرة القدم، الذي كان الأسبوع الماضي على شفا التوقف نهائيا عن اللعب في الدوري، لأنه لم يعد قادرا على ايفاء مصروفاته الكثيرة في البطولة، والتي منها التنقلات والغذاء والسكن وحتى مرتبات اللاعبين الشهرية لم يستطع دفعها مما حدا باللاعبين إعلان العصيان وعدم اللعب في الاسبوع الماضي. ولولا مسارعة رئيس نادي العروبة والأمن المركزي يحي صالح الذي تبرع للنادي بمبلغ يوازي المليوني ريال من الواضح انه ليس من اجل سواد عيون نجم سبأ ذمار ولا لاعبيه ولكن من أجل خاطر عيونه هو والترويج في أوساط اليمنيين انه رياضي ومحب للرياضة ورجل سلام وخير ويساعد الفرق.. لولا ذلك لكان الفريق الآن بلا كرة قدم ولا دوري، وربما كان اتحاد الكرة عاقبه بالهبوط. كرة القدم والرياضة باتت وسيلة سهلة للشهرة والتلاعب بعواطف الشباب وهو جمهور واسع وكبير بلا شك، ولذلك تشبث المؤتمر الشعبي العام بوزارة الشباب والرياضة بعد ان كان الجميع يهرب منها، فقط لأنهم عرفوا ان الشباب هم وقود كل شيء..! ليس فريق نجم سبأ ذمار لوحده من فكر بالانسحاب من الدوري العام، فهناك أيضا فريق شعب حضرموت، الذي يمر بضائقة مالية كبيرة، ولكنه ما يزال يكابد ويحصل على دعم مالي من هنا وهناك، ومع ذلك فان لاعبيه يشاركون في الدوري في ظل وضع مزر للغاية وتهديدات مستمرة بالتوقف. ويكابد أيضا ناديا اتحاد وشعب إب الأمرين جراء تدهور حالهما، ماليا وإداريا، ولولا حب أبنائهما للرياضة وللناديين لكانا اليوم في عداد الفرق المنسية في الدرجات الثانية والثالثة، والأمر ينطبق على اندية لا راعي لها ولا اموال، ولا استثمارات تعينها على المضي في الحياة الرياضية أسوة بزميلاتها من الأندية المحظوظة.