ابتهال فتاة في مقتبل الشباب عاشت مدللة من قبل والديها وإلى جانب صغرها فهي على قدر من الجمال والرشاقة وقد استطاعت أن تجذب نظر أحد الشباب العاطلين عن العمل ليدخل معها في خضم علاقة إعجاب بادلته فيها نظرات الود ورسائل الحب والغرام واستمرت علاقة ابتهال بابن حارتها الشاب العاطل محمد لخمس سنوات قبل أن يتقدم لطلب يدها ابن عمه الذي لديه عمل ويقيم عنده محمد لعدم وجود شخص أقرب منه إليه في المدينة ووافقت ابتهال عليه مغالطة لتكون قريبة من حبيب القلب الوسيم. بكل الفرحة تم الزفاف السعيد وانتقلت ابتهال للعيش في المنزل الذي يعيش فيه القريبان فسحة السكن فيه وبعد انقضاء إجازة شهر العسل عاود علي الخروج لمزاولة عمله في الوظيفة الحكومية تاركاً زوجته ابتهال وابن عمها العاطل محمد بمفردهما في المنزل وخلال تلك الفترة من الثقة كان يعود من العمل ويستغرب عندما يجد عروسته بكامل زينتها وروائح العطر والبخور تملاً المنزل كما أن الأمر الآخر الذي بدأ يثير شكوكه هو تأخرها في فتح الباب وأيضاً بعد دخوله كان يجد ملامحها متغيرة وتبدو له مفزوعة وخائفة ومرتبكة في الكلام ولكنه كان يقطع حبال شكوكه بقول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). انقضت السنة الأولى من عمر الزواج القصير والوضع كما هو لم يتغير سوى في ما يخص اهتمام ابتهال بزوجها ضحية الثقة علي فقد بدأ يتلاشى بالتدريج إلى أن صارت تهمله بالمرة ومع ذلك استمر علي يصبر ويتحمل بالرغم من تأكده بعدم وجود أي سبب من جانبه يبرر لزوجته الفاتنة ابتهال أن تتصرف معه بهذا الشكل العقابي المتعمد. بعين الحائر التواق لمعرفة حقيقة ما يدور في المنزل أثناء غيابه لاحظ علي أن زوجته تهتم بابن عمه الشاب الصغير أكثر مما تهتم به وتمنحه من الاهتمام والعناية والكلام الناعم ومفردات الشكر والإطراء القدر الذي جعل جمر الغيرة يتلظى في أعماقه فبدأ يشك أن في الأمر سراً غامضاً وبالذات بعد أن وقعت عيناه عليهما لأكثر من مرة وهما يتهامسان ويتغامزان بشكل غريب وبالذات عند عودته من العمل. عاهد علي نفسه على كشف السر الغامض وفضح حقيقة ما يدور من وراء ظهره فدبر مكيدة وأخبر زوجته الصغيرة ابتهال بأنه مسافر في مهمة عمل لمدة أسبوع إلى محافظة أخرى فخرج في الصباح وأصطحب معه حقيبة ملابسه بعد أن قام بطبع نسخة من مفاتيح المنزل من دون علم زوجته التي تطمأنت وسرها أن المنزل قد صار خالياً فتأهبت لتأخذ كامل راحتها مع قريب زوجها محمد الذي خان العيش والملح وصلة الدم والقرابة وغدر بالثقة التي منحها له علي والذي لولاه لمات من الجوع وتشرد في أرصفة الشوارع.. وبحسب مقتضى الخطة غاب علي عن الأعين طوال النهار وعندما شارف الليل على بلوغ منتصفه عاد أدراجه باتجاه المنزل وبكل هدوء حذر فتح الباب الرئيسي ودخل ببطء إلى الصالة ليسمع أصوات مريبة تتبع مصدرها ومشى على أثرها حتى أطل برأسه من باب غرفة نومه ليرى أمامه زوجته المحترمة عارية مع قريبه الشاب محمد الذي أسرع وأمسك به ونزل عليه لكماً وركلاً حتى كاد أن يقتله وبلحظة غضب عزم على التخلص منه فاتجه نحو غرفة أخرى ليحضر الجنبية ويقوم بطعنه، عندها هرب محمد ونفذ بجلده وبعدها خرج علي ليطارده بالجنبية مسافة خارج المنزل ولكنه لم يتمكن من اللحاق به فعاد مباشرة ولم يجد زوجته التي خرجت تحت جنح الظلام مفزوعة هي الأخرى بإتجاه منزل أهلها فرمى عليها الطلاق عن بعد.