تتناقل الصحف والمواقع الإخبارية من حين لأخر معلومات عن استياء العلاقة بين الرئيس هادي والرئيس السابق على صالح. ورغم حالات النفي المتكررة من قبل صالح وهادي عن وجود أي خلافات بينهما إلا ما قاله الأمين العام المساعد أحمد عبيد بن دعر عن وجود خلافات بسيطة بينهم يؤكد صحة ما تناقلته بعض الصحف والمواقع الإخبارية. الخلافات كانت بسيطة أو كبيرة فهي موجودة وقائمة طالما وأن الطرفين لم يصلى إلى حالة فراق فالعلاقة الودية ما تزال قائمة الرئيس هادي يعمل على ممارسة مهامه كرئيس ولا كن بطريقة لا تثير استياء الأخر , فهو بقراراته يبني السلطة التي يريدها بعيدا عن سلطة صالح التي انتهت. وبما أن هدوء هادي وعمله بعيدا عن الضوضاء والخطابات الرنانة, ومحاولاته سحب البساط من سلطة صالح لا كن بطريقة سلسة لا تجعله يشعر بانقلاب أبيض على شخص كان الفضل له في اختياره وإيصاله إلى سدة الحكم, وهو الأمر الذي لا يزال قائماً بينهما من باب عدم نكران الجميل. وبعيدا عن هذا كله فهادي الراغب بممارسة سلطته لا يزال متباطئاً في اتخاذ قراراته باعتباره رئيساً,فكلما يصدر من توجيهات وقرارات لا تعدو عن كونها ممارسات بعيدة عن صلاحيات الرئيس ولم تمس جوهر الحقيقية بقدر ما تؤكد على أن الرئيس مشغول بإصدار القرارات وكأن سلطته لا تتعدى إصدار قرارات التعين والإبعاد. مع عن الصلاحيات التي يحضى بها هادي وفق المبادرة الخليجية صنعت منه دكتاتورياً جديداً للشعب. هذه الصلاحيات لا تمارس بعد. مهام الرئيس ليست تعيينات جديدة هناك محاسبة وتوجيهات ومهام أخرى لم تمارس بعد,فهادي لم يخرج بعد ن منزله ولم يزر أي محافظة, ولم يلتقي بالمحافظين ولو مرة كان هادي هادئاً طيلة سنوات حكم صالح كان الرجل المطيع له والمتقبل لأوامره..ولم تشهد الأيام أن هادي وقف ضد صالح أو خالف توجيهاته. وذلك وضع صالح ثقته بهادي وأصر على أن يكن الرئيس البديل له بعد مقولته الشهيرة: لن نسلم السلطة إلا لأيادي أمينه وقالها أيضاً إثناء الخروج من القصر. بيد أن بوادر الخلافات بين الصالح والهادي ظهرت من خلال رفض محمد صالح الأحمر تسليم قيادة القوات الجوية للقائد الذي عين من قبل الرئيس هادي وهو الأمر الذي جعل الرئيس الجديد يشعر بأن هناك من يقف وراء رفض محمد صالح, أو بالأصح رفض محمد صالح تسليم قيادة القوات الجوية جاء بعاز من الصالح حين تناقلت الصحف والمواقع الالكترونية عن خلافات بين صالح وهادي, فالأول يرغب عن إقالة علي محسن والقيادات الموالية له في الفرقة الأولى, والأخر مورست تجاهه ضغوطات داخلية وتم استثمار رفض محمد صالح من قبل قائد الفرقة والأخوان وقالوا بأنه تمرد على الرئيس هادي, وأن أقرباء المخلوع رفضوا قرارات الرئيس وتوجيهاته, وبأنهم يتلقون تعليمات من صالح الذي يمارس الرئاسة عبر الريموت. قائد الفرقة أظهر نفسه بأنه تحت السمع والطاعة وأنه سينفذ توجيهات وقرارات الرئيس دون تمرد أو رفض في لعبة مكشوفة ومفضوحة لا كنه كان الأذكى والمتعلم من الدروس الماضية بعكس صالح وأقربائه الذين أضروا بسمعتهم وأضروا بصالح أكثر مما خدموا. فقد كان المنشق علي محسن أكثر إدراكا وحسية من جميع الاتجاهات بعكس صالح الذي لم يحسب لذلك وقد أستثمر المنشق علي محسن تمرد أقرباء صالح لصالحه, فبقدر ما أراد الظهور بمظهر السمع والطاعة لهادي عمل بشكل أو بأخر على تجنيد 20000من مليشيات الأخوان في الفرقة , وكذلك مثلهم في الداخلية مستثمراً الولاء والطاعة..وجاءت القرارات بتغيير عمار وخالد من مواقعهم وسط أنباء عن تقاعس المذكورين عن تسليم مواقعهم لمن عينهما هادي, ليزيد ذلك من حجم الخلافات بين صالح وهادي فالأمر من وجهة صالح لم يعد مقبولاً كون معظم القرارات تستهدف أقرباءه والموالين له,في حين إن القرارات الصادرة ضد المنشقين لا تكاد تذكر بل لم تطل قائد الفرقة. صحيفة خليجية وأخرى غربية شرعت بنقل الأخبار من مصادر خاصة عن وجود خلافا تقوية بين صالح وهادي, مع أن هادي يرغب ببناء مملكته كما عمل صالح فهو يعين الموالين له والمحسوبين عليه, فمثلما فعل الرئيس السابق. ولعل الرفض من قبل مهدي مقولة قائد المنطقة الجنوبية حينها لقرار هادي كان له أثر بالغ في نفسية الرئيس, فكل قرار يصدره هادي يقابل بالرفض أو بالتلكؤ من قبل أقرباء صالح حتى صار ذلك وكان ثمة تحدياً بين رئيس جديد يحظى بدعم إقليمي ودولي. ومع هذا فالخلافات لا يمكن إنكارها او تكذيبها بين صالح وهادي, رغم أنهما من نفس الطينة,فلكل واحد أهدافه وتوجيهاته وغن كانت جميعها لا تختلف بقدر ما ترسخ شيئاً واحداً وهو أن الطرفين يسعيان لإثبات وجودها وسلطتهما. ربما أن هادي كان يحلم بأن يكون أقرباء صالح أنموذجاً مثالياُ لباقي القادة الآخرين, فهو من ظل طول سنوات مطيعاً لهم ولم يعرف أنه خالف توجيهاتهم, على العكس فهم اليوم يخالفون توجيهاتهم وقراراته. يشعر هادي وكان صالح يقف وراء تمردهم على قراراته بغية تحجيم صلاحياته التي لم تصل بعد الى المستوى المطلوب والتي تسير بخطى السلاحف وإشغال هادي بحالات الرفض من أقرباء صالح. وليس بعيداً أن صالح الذي يعيش محاصراً من التحركات ومن التصريحات والخطابات الذي عرفه الشعب بها هو الأخر أصيب بإحباط من قرارات هادي, إضافة إلى أن خطاباته المعدودة لم يشر فيها إلى سلفه السابق خاصة إبان عيد الوحدة المباركة. كما إن صالح أبدى استياءه البالغ من استقبال هادي لأبناء الأحمر والزنداني الأعداء والمتهمين بالتمرد المسلحً على النضال, ورفع السلاح في وجه الدولة, وإنشاء مليشيات مسلحة دمرت ونهبت مباني ومؤسسات حكومية فالصالح كان يتوقع أن يرفض هادي استقبال الزنداني وأولاد الأحمر إلا بعد خروج المجاميع المسلحة القبيلة والحزبية من العاصمة صنعاء, إلا انه أصيب بالإحباط من تصرفات هادي التي لم تتلاءم مع طموحات صالح وأحلامه.على كل مثلما كان صالح ينسج علاقاته مع القوى القبلية والقوى الرجعية التقليدية يسير هادي على ذات الخطى والنهج مستفيداً من أخطاء التي وقع فيها صالح. وبحذر بالغ يعمل هادي على عدم الوقوع في الفخ الذي نصب لصالح من قبل القوى التقليدية, حيث أعاد صرف مرتبات المشايخ والقوى التقليدية حفاظاً على منصبه من انقلاب تلك القوى ضده. فهو يدرك حجم الخطر الذي تشكله, إضافة إلى العمالة والخيانة لدول الجوار من قبل تلك القوى التي تملك علاقات قوية ومتينة مع دول الجوار حتى بات معروفاً لدى الشعب أن مفاتيح القصر والبقاء فيه مرهون بيد القبيلة والقوى التقليدية,لذا فمن مصلحة هادي إيجاد قاعدة توازن جديدة تقوم على دور جديد بما يحافظ على بقائه ومصلحة حتى انتهاء الفترة الانتقالية إن لم تكن لديه طموحات بنيل ثقة الأحزاب حتى بعد المرحلة الانتقالية, عن لم تكن لديه طموحات بنيل ثقة الأحزاب حتى بعد المرحلة الانتقالية لكي يبقى في منصبه.كل ذلك العلاقات واللقاءات التي ينسجها هادي مع غرماء صالح ليست محل رضا وقبول من قبل صالح,الأمر الذي زاد من حجم الخلافات بين هادي وصالح حسب ما تناقلته وسائل إعلامية محلية ودولية. حتى العلاقة بين هادي وحكومة باسندوة ليست بنظر صالح سليمة, بعد أن تلقى سيلاً من الاتهامات والتجريح من قبل رئيس الحكومة وبعض وزرائه بما يخالف الوفاق ويزيد من تأزم الأجواء. فهادي لم يصرح سوى مرة واحدة دعا فيها إلى التزام بالوفاق والكف عن التحريضات والاتهامات وإلى تصحيح السياسة الإعلامية بما يخدم متطلبات المرحلة, عدا ذلك فإن صالح كعادته كان يخرج عن صمته ليدافع عن نفسه ويبرز أخطاءه وتصرفاته السابقة. لكن ذلك لا يعني إن هادي سيظل مراقباً لهذه الاتهامات أو تلك التهجمات بقدر ما لديه خطط وأفكار تقول مصادر مقربة منه بأنه يرغب في تنفيذها للخروج بالوطن إلى بر الأمان. وتشير المعلومات إلى إن صالح عبر سخطه وعدم رضاه عن الرئيس هادي إثناء عودة المصابين في جريمة النهدين من الخارج, حيث لم يستقبل أحداً منهم ويذهب للاطمئنان عليهم. كما إن مقاطعة هادي للقاءات المؤتمر الشعبي العام تعبر عن توجه الرئيس نحو التخلي عن حزبه وسعيه نحو التحرر من الحزبية أو من بقائه بيد صالح الذي يرأس المؤتمر الشعبي العام ويسيطر على توجهات الحزب وقراراته. وتقيد الأنباء بتوتر الخلافات بين هادي وصالح منذ إعفاءه نجل الرئيس السابق من قيادة القوات الخاصة المكلفة بحراسة قصر الرئاسة. بيد أن مراقبين وصحفيين عبروا خلال الفترة الماضية عن خشيتهم من تفاقم الخلافات التي تغذيها جهات عسكرية وقبلية وحزبية, بغية فك الارتباط بين رئيس سابق ورئيس جديد. ولعل بقاء أقرباء صالح في بعض المواقع الأمنية الحساسة في الوقت الراهن لا يمثل عقبة أمام الرئيس هادي فقط وإنما مشكلة الرئيس السابق,حيث باتت جميع الانفلاتات الأمنية والإعمال الإرهابية التي تنفذها مجموعات ارهابية مرتبطة ببعض مراكز النفوذ التي تقف أمام صالح وتكن له العداء وتلقي الاتهامات جزافاً سواء كانت صحيحة أو غير ذلك نحو صالح وأقرباءه, بأنهم يقفون وراء القاعدة, ووراء ضرب أبراج الكهرباء, كما تحدث وزير الكهرباء.. رغم أن المعطيات تؤكد ان طرفاً أخر له مصلحة في ضرب أبراج الكهرباء واستمرار الإعمال الإرهابية في بعض المناطق. مع أن هذا تؤكد الأيام بان العلاقة بين صالح وهادي ليست على ما يرام, مع احتمال تفاقم الخلافات المتأزمة خلال الأيام القادمة, بعد تردد المعلومات عن تغيرات هامة سيصدرها الرئيس قريبا تطال من تبقى من أقرباء الرئيس السابق مقابل إقالة علي محسن من منصبه وتعينه في منصب جديد. نقلاً عن صحيفة البلاغ