منعت قوات عسكرية في محافظة لحج، سيارات تحمل نبتة القات من الدخول إلى مدينة الحوطة أو التوجه إلى محافظة عدن. و بدأت القوات العسكرية بتنفيذ هذه الحملة منذ صباح الاثنين 16 مايو/آيار 2016، و قامت بتجميع سيارات القات في باحة المجمع الحكومي في مدينة الحوطة. و أفادت مصادر محلية، إن قيادة الحملة اجبرت السيارات على العودة إلى منطقة العند، و ارسلت رفقتها طقمين عسكريين إلى سوق العند. و كان ناشطون تداولوا مذكرة مختومة بختم لواء الحزم و هو اللواء الذي يتولى تأمين الحزام الأمني لمحافظة عدن، بمنع دخول القات إلى المحافظة. و قال صحفيون مقربون من محافظ عدن، عيدروس الزُبيدي إنه نفى اصداره أوامر بمنع دخول القات إلى عدن، و توعد من قام بتزوير ختم اللواء بالمحاسبة. غير أن تصريحات صحفية تناقلتها مواقع اخبارية لقائد قوات الأمن الخاص ب"عدن" أكد فيها أن قرار منع دخول القات إلى عدن، قرار تاريخي، و أن قواته ستدعم هذه الخطوة. و نقل موقع صحيفة "الأمناء" عن قائد حملة منع دخول القات إلى لحج، محمد حسين الغرابي، إن الحملة منعت دخول عشرات السيارات التي تحمل القات الى لحج. و أشار إلى أن الحملة رحلت تلك السيارات إلى منطقة منطقة العشش (العند) بتبن لحج. و ارجع ذلك إلى تعليمات عسكرية عليا صدرت من قيادات التحالف السعودي، بمنع دخول القات الى لحجوعدن. و أكد أن حملة منع القات و دخوله الى لحج مستمرة وقد بدأت اليوم، باستثناء يومي الخميس والجمعة. و طالب كل المواطنين بلحج التعاون مع الجهات الأمنية لإنجاح هذه الحملة التي من شأنها أن تخدم أبناء الجنوب عامة. و يكشف قرار منع دخول دخول القات إلى عدنولحج، عن تعدد مصادر القرار في محافظتي عدن و لحج. يتضح ذلك من تصريحات محافظ عدن، التي نقلها صحفيون مقربون منه، و التي نفى فيها اتخاذ القرار، و اعتبار قائد قوات الأمن الخاصة القرار تاريخي. و ما يؤكد ذلك أن القرار لم تتخذه السلطات المحلية في عدن و لحج، و انما تم تنفيذ القرار في عدن من قبل لواء عسكري و في لحج بتوجيهات قوات التحالف كما قال قائد حملة المنع. هذا التضارب و التخبط، يكشف أيضا حجم الصراع بين قيادة سلطتي عدنولحج المحسوبة على الامارات من جهة، و هادي و المواليين له. و يرى مراقبون أن قرار منع القات يهدف إلى فتح نافذة للخلاف بين محافظ عدن و مدير أمنها و أبناء محافظة الضالع، كون أبناء هذه المحافظة سيكونون أكبر المتضررين من القرار، باعتبار أنها المصدر الأكبر للقات. و اعتبروا أن القرار، هدف في الأساس لضرب الزبيدي وشلال شعبيا المنتمين لمحافظة الضالع، و اللذان يحظيان بشعبية جارفة فيها، تمهيدا لعزلهما عن مصدر قوتهما بهدف الانفراد بهما مستقبلا و ازاحتهما من محافظة عدن. و اشاروا إلى أن نفس الهدف يريده هادي و الموالين له من قرار منع دخول القات إلى لحج، كون مديريات ردفان الأربع و مديريات يافع هي المصدرة للقات، و التي يحظى فيها محافظ لحج، ناصر الخبجي بشعبية كبيرة. و نوهوا إلى أن الهدف الأساسي من القرار هو ضرب قيادة السلطة المحلية في عدن و لحج شعبيا، ويبدو ذلك واضحا من تأييد قائد الأمن الخاص بعدن، الموالي ل"هادي". و نوهوا إلى أن هادي و الموالين له وحلفائه في حزب الاصلاح، اتخذوا القرار مستفيدين من قرار الترحيل الذي نفذته السلطتين المحليتين و قامت بترحيل مئات المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية، و أغلبهم إن لم يكن كلهم من محافظتي تعز و لحج، ما سبب حالة من الغضب لدى أبناء المحافظتين اللتان كان الزبيدي و شلال و الخبجي يحظون باحترام فيها، خاصة من قبل الاشتراكيين و الناصريين المؤيدين لعاصفة الحزم، على اعتبار أن الزبيدي و شلال والخبجي محسوبين على الاشتراكي و مدعومين من الامارات، التي بات اشتراكيي وناصريي عاصفة الحزم أقرب لها، بعد ان توسعت الهوة بينهم و بين الإصلاح (إخوان اليمن) المناوئين للامارات. و كانت مصادر مطلعة أفادت "يمنات" أن هادي و فريقه في الرياض و نائبه علي محسن و قيادات من تجمع الإصلاح، تدرس اتخاذ قرار باقالة محافظ عدن و قائد الشرطة، مستفيدين من التذمر الحاصل نتيجة ترحيل الشماليين من عدن و الاستيلاء على ممتلكاتهم.