التقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» وأعدته مؤسسة السلام للأبحاث Fund for Peace التي يوجد مقرها في واشنطن، وهي منظمة مستقلة تعمل من أجل منع الحرب وظروف اندلاعها. وجاء في التقرير «أن كثيرين قلقون من أن يكون اليمن أفغانستان القادمة، فيخلق مشكلة عالمية مغلَّفة بدولة فاشلة». تنشر مؤسسة السلام Fund for Peace ومجلة «فورين بوليسيForeign Policy » كل عام على امتداد الأعوام الخمسة الماضية، «مؤشر الدول الفاشلة» الذي يصنف سائر بلدان العالم من الأشد تعرضا إلى خطر الفشل إلى أبعدها عن هذا الخطر. وكثيرا ما تشكل الدولة الفاشلة والآيلة إلى الفشل خطرا على السلام العالمي لأنها تصبح ملاذا لنشاطات محظورة تمتد من الجريمة إلى إنتاج المخدرات والإرهاب، بحسب ما يقول علماء سياسيون. كما أنها تشكل، بالطبع، مخاطر كبيرة على السكان في هذه الدول مؤدية إلى هجرة واسعة وأزمات نزوح. يعتمد التقرير مجموعة واسعة من المؤشرات، من الضغط السكاني إلى التطور المتفاوت إلى الخدمات العامة والأمن، ويعطي كل بلد مرتبة على اللائحة. جاء اليمن بالمرتبة الثامنة عشرة على القائمة. وكان تصنيف العراق أسوأ منه حيث جاء بالمرتبة السادسة بين دول العالم الفاشلة أو الآيلة إلى الفشل ولكن أصحاب التقرير لاحظوا أن اتجاهات الوضع في العراق تتخذ منحى ايجابيا في حين أن اتجاهات اليمن تتخذ منحى سلبيا. كانت الدول الفاشلة أو الآيلة إلى الفشل التي تصدرت القائمة كلها في إفريقيا: الصومال وزيمبابوي والسودان وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية. أُولي اليمن اهتماما مضافا في التقرير لأن مؤلفيه يلاحظون أن اليمن أصبح ملاذا لتنظيم «القاعدة» وان نضوب احتياطاته من النفط والماء مقترنا بتدفق المهاجرين من الصومال والمتطرفين من العربية السعودية، يمارس ضغطه على حكومة الرئيس علي عبد الله صالح. ولاحظ التقرير أن الصومال أصبحت ملاذا لتنظيم «القاعدة» لكن عناصر التنظيم وجدوا صعوبة بالغة في العمل هناك لغياب البنية التحتية وتفشي الجريمة. قال التقرير في معرض تناوله اليمن «إن اللاجئين والمتطرفين ربما كانوا أهم ما استورده اليمن في عام 2008. ويُعتقد أن ما يربو على 50 ألف مهاجر من الصومال عبروا خليج عدن بالزوارق إلى اليمن العام الماضي. ورغم أن كثيرين غادروا للعمل في بلدان الخليج فان ألوفا أكثر يرزحون في اليمن حيث يتمتعون بالقليل من الحقوق أو الحماية». كما لاحظ التقرير «أن السعوديين من أعضاء القاعدة أيضا أخذوا يتدفقون على اليمن معتبرين أن الرئيس علي عبد الله صالح أضعف من أن يمنعهم من التنظيم والتدريب». ونقل التقرير عن كريستوفر بوتشيك الخبير المختص بتنظيم القاعدة في مؤسسة «كارنيغي أندومنت Carnegie Endowment » للأبحاث قوله «أن الكل في العربية السعودية يعرف أن مَنْ يقع في مشكلة يذهب إلى اليمن». خلص التقرير إلى القول: «في يناير أعلن فرعا «القاعدة» السعودي واليمني اندماجهما، وكان تمرد شيعي قرب حدودهم يشتعل ويخبو منذ عام 2004. في هذه الأثناء يعاني الاقتصاد اليمني ضائقة شديدة، وتعتمد الحكومة على احتياطات نفطية تنضب بوتائر متسارعة لتمويل 80 % من ميزانيتها. ويدفع النمو السكاني معدلات البطالة إلى مستويات جد عالية. ويتساءل كثيرون إلى متى يستطيع البلد أن يبقى بالكاد واقفا على قدميه».