اكدت ل"الشارع" مصادر سياسية ضمن قوى الحراك الجنوبي ان ترتيبات جارية لعقد لقاء مرتقب خلال الايام القادمة يجمع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع من قادة فصائل الحراك الجنوبي في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني الذي تقول السلطة في صنعاء انه سيتم هذا الشهر. وفيما نفت للصحيفة مصادر قيادية جنوبية في الخارج علمها باللقاء او طبيعة ما سيناقش فيه مشيرة الى عدم تلقيها اي دعوة لحضور هذا اللقاء الذي من المتوقع عقده منتصف الشهر الجاري في الرياض طبقا لقيادات جنوبية قالت انها تلقت دعوات للمشاركة في اللقاء. واوضحت المصادر ان اللقاء سيتركز بدرجة اساسية لإقناع قوى الحراك الجنوبي بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده وفق المبادرة الخليجية غير ان هذه المصادر لم توضح سبب عدم تلقي عدد من القيادات الجنوبية البارزة في الداخل والخارج حتى مساء امس دعوات للمشاركة في لقاء الرياض. وقالت ل"الشارع" مصادر جنوبية مطلعة في الرياض ان لقاء الرياض ربما سيجمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع بعض الطراف الجنوبية حسب ما توضحه المشاورات المرتبطة بالترتيب للقاء خلال الايام الماضية وحسب نوعية الاطراف التي تلقت دعوات حتى الان او التي شملتها المشاورات حول عقد اللقاء. وافادت المصادر ان دعوات حضور اللقاء اقتصرت على بض الاطراف المقربة من المملكة العربية السعودية وبعض القوى والشخصيات الجنوبية المقيمة منذ فترة طويلة في السعودية. وظهرت مؤخرا نقاشات حادة بين اطراف الحراك الجنوبي وهيئاته المتعددة حول لقاء الرياض حيث دعا قياديون ونشطاء في الحراك الى عدم المشاركة جملة وتفصيلا. وتمثلت اكبر ضربة تلقاها الحراك الجنوبي منذ ظهوره قبل ما يقارب سبع سنوات في انشقاق حسن باعوم احد اهم قادة الحراك عما يعرف ب(المجلس الاعلى للحراك الجنوبي)، وهو المكون الاكبر داخل قوى الحراك والاكثر تأثيرا في ترجيح توجيه كفة التوجيه السياسي العام للحراك الجنوبي. واعلن حسن باعوم انشقاقه عن المجلس مطلع اكتوبر الماضي معلنا عن مؤتمر تمخض عنه مجلس اخر في معزل عن بقية قيادات المجلس الاعلى للحراك في الداخل وعن علي سالم البيض الذي يقود المجلس الاعلى في الخارج بعد عودة باعوم من المملكة العربية السعودية التي كان قد مكث فيها مطولا. وكانت "الشارع" نشرت في وقت سابق عددا من التقارير التي تضمنت اراء عدد من السياسيين الجنوبيين ونشطاء الحراك وقادته كشف عن مساع سعودية لاستقطاب اطراف من الحراك الذي يقوده الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض. مؤخرا وقبل ظهور التسريبات حول اللقاء المرتقب في الرياض كان باعوم قد توجه الى المملكة مرة اخرى. وحينها اكدت للصحيفة مصادر في الحراك التقت باعوم في العاصمة المصرية القاهرة انه ستوجه من القاهرة الى الرياض ليس بهدف التداوي بل لعقد لقاءات مع مسؤولين سعوديين. واكدت مصادر في الحراك في عدن ان باعوم يجري الترتيب لتجهيز وفد سيتوجه الى الرياض لحضور اللقاء هناك. وتقول مصادر مطلعة داخل الحراك ان لقاء الرياض سيضم ممثلين عن بعض الفصائل والتيارات الجنوبية كحزب رابطة ابناء اليمن (راي) وعدد من المكونات المنضوية ضمن ما يسمى بالتكتل الوطني الجنوبي الذي يقود عبد الرحمن الجفري رئيس حزب الرابطة، إضافة الى عدد من القوى والشخصيات المقيمة في السعودية منذ عقودا كالسلاطين والمشايخ والتجار. وذكرت المصادر ان ابرز المشاركين من حراك الداخل سيشاركون كممثلين عن المكون الذي يقوده باعوم والمنشق عن المجلس الاعلى للحراك الذي يقوده علي سالم البيض، وانه سيكون على راس هذا الوفد حسن باعوم ، اضافة الى نجله فادي الذي انشق هو الاخر عما يعرف بالحركة الشبابية والطلابية الجنوبية، بالتزامن مع انشقاق والده واعلن فادي عن مكونات شبابي وطلابي جديد يراسه في معزل عن بقية قيادات وهيئات الحركة السابقة المعروف ارتباطها بالمجلس الاعلى الذي يقوده علي البيض. ويرى مراقبون داخل الحراك ان السعودية تسعى لإشراك قوى الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار عن طريق الدفع بقوى موالية لها داخله وهي القوى التي تتقارب ضمنيا في اطار ما يعرف (بالجنوب العربي) التي تدعو لعودة الوضع في الجنوب الى ما قبل 67م قبل تولي الحزب الاشتراكي اليمني الحكم في الجنوب واعتبر ناشطون داخل الحراك ان اهم مؤشرات ذلك تتمثل في عدم التشاور او توجيه اي دعوات لقيادات جنوبية حتى امس لما يعرف ب(لقاء القاهرة الجنوبي) الذي يتزعمه الرئيس الاسبق علي ناصر محمد وحيدر ابو بكر العطاس. وقالت ل"الشارع " مصادر مقربة من علي ناصر والعطاس انهما لم يتلقيا اي دعوة حتى امس لحضور لقاء الرياض ، رغم ان تيار القاهرة يتبنى خيار الفدرالية، بشكل معتدل ويضم في صفوفه ابرز القادة الجنوبيين على مدى مراحل زمنية مختلفة. ونفى للصحيفة مصدر في اللجنة التنفيذية بمحافظة عدن الواقعة ضمن مجلس التنسيق الاعلى المنبثق عن المؤتمر الجنوبي الاول المنعقد بالقاهرة تلقي اللجنة اي دعوة للالتقاء بالسفراء الذي زاروا نهاية الاسبوع الماضي عدن. وقالت اللجنة في بيان صدر عن اجتماع لها عقد الخميس الماضي تؤكد اللجنة انها فوجئت بذلك اللقاء ولم توجه لها اي دعوة للمشاركة او حتى اشعار بذلك اللقاء ما دفعها للامتناع عن الحضور وليس عكس ما يروج بمشاركتها في اللقاء حسب بيان اللجنة التنفيذية في عدن والتابعة للقاء القاهرة الجنوبي . وترتبط زيارة وزراء عدد من الدول الغربية الاسبوع الماضي لعدن ولقاؤهم شخصيات ضمن الحراك بلقاء الرياض المتوقع عقده منتصف الشهر الجاري بشكل كبير حيث غاب عن لقاء السفراء في عدن قاده تيار الفدرالية ، وقادة الفصيل الذي يقوده علي البيض (المجلس الاعلى للحراك الجنوبي السلمي) وهما الكيانان اللذان لم يتلقيا دعوة لحضور لقاء الرياض.. رغم ان البيض يقود اكبر فصائل الحراك واوسعها تأثيرا في الساحة الجنوبية كما لم يتلق دعوات بحضور لقاء الرياض عدد من المكونات الجنوبية المهمة كالمجلس الوطني الجنوبي وتجمع تاج اللذين شكلا مؤخرا تحالفا مع المجلس الاعلى. واكد ل"الشارع" قادة في المجلس الاعلى للحراك عدم تلقيهم اي دعوة لحضور لقاء او حتى ابلاغهم باللقاء الذي جمع نهاية الاسبوع الماضي السفراء الغربيين بعدد من فصائل الحراك في الوقت الذي كان ابرز حاضري لقاء عدن شخصيات من المكون الذي يقوده باعوم وانسلخ عن المجلس الاعلى للحراك السلمي الذي يقوده البيض اضافة لشخصيات تنتمي لحزب الرابطة. والواضح ان المشاورات والتحركات السعودية مع اطراف جنوبية وحراكية تتم منذ اشهر وتمخض عنها مطلع اكتوبر الماضي انقسام داخل اكبر مكونات الحراك. ويأتي لقاء الرياض المرتقب بالتزامن مع حملة اعلامية موجه من السعودية واطراف داخل الحراك ضد الرئيس علي سالم البيض والمجلس الاعلى الذي يقوده عبر الترويج لارتباطه بطهران وتقاضيه اموال منها وهو الامر الذي تعده السعودية والاطراف الحليفة لها ضمن مشروع التمدد الايراني في اليمن والخليج. ويقول عدد من نشطاء الحراك ان السعودية تستهدف الحراك من خلال استقطاب قوى جنوبية وحراكية قريبة منها بغية احداث انشقاق داخل الحراك واضعاف الطرف الاقوى فيه المتمثل في البيض ويعتبر هؤلاء النشطاء ان السعودية تركز على هذا الهدف اكثر من تركيزها على الدفع بالحراك لدخول مؤتمر الحوار الوطني.