تحت مظلة "التصالح والتسامح" ينظم اليوم الأحد مئات الآلاف من الجنوبيين في ساحة العروض بمدينة عدن مهرجاناً تداعوا إليه من اجل إحياء ذكرى :التصالح والتسامح" التي يصادف ال 13 من يناير. وكان مئات الآلاف من مختلف محافظات الجنوب توافدوا منذ ظهر أمس السبت إلى مدينة عدن للمشاركة في المهرجان, الذي ينظمه الحراك الجنوبي احتفاء بذكرى 13يناير للتصالح والتسامح التي أحيتها جمعية ردفان عام 2007. حيث وصلت مسيرة شبوة المحفد أبين مشارف عدن نحو الساعة الثانية ظهراً على دفعتين إلى نقطة الاتقاء بمدينة العريش, فيما وصلت المسيرة القادمة من محافظة الضالع ولحج يافع عند الثالثة والنصف عصراً إلى نقطة دار سعد بمديرية طور الباحة وضواحيها. ورفع المشاركون في المسيرات أعلام دولة الجنوب (سابقاً) وصوراً للرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض, وصورة كبيرة جمعت بين الرئيسين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وصوراً للشهداء الذين سقطوا في مراحل الحراك الجنوبي المختلفة. وشاركت مختلف مديريات محافظة عدن في فعاليات المهرجان مساء امش, حيث وصلت جموع كبيرة قدمت من مناطق عدن وهي تردد الشعارات والأهازيج المصطحبة للطبول. ورفع المشاركون في مهرجان أمس لافتات عديدة باللغتين العربية والانجليزية, أشارت بعضها باللغة إلى "نحن دعاة سلم ولسنا دعاة حرب", وأخرى كتبت بالانجليزية والعربية "لا تفاوض لا حوار نحن أصحاب القرار", ولافتات حملت عبارات "نحن تصالحنا تسامحنا نحن الجنوبيين في الساحة". وردد المشاركون شعارات على شكل زوامل منها "يا جنوبي انتفض قل للي في المنامة عاصمتنا عدن حتى تقوم القيامة", وآخر"طرد (..) واجب علينا واجب أخراج (..) واجب",وتواصلت الفعالية بإلقاء القصائد الشعرية المصطحبة للزوامل المعبرة عن اهمية التصالح والتسامح. وفي تصريحين منفصلين ل"الأولى" قالت الناشطة الحراكية الجنوبية أماني أحمد محمد السامبو ‘ن "هذا اليوم يعد عظيماً, يوم يتسامح ويتصالح الجنوبيون اشعر بالشرف والتقدير أن أكون في هذا اليوم مع هذا الجمع يوم تتصالح القلوب وتتسامح". وأضافت: واجدها فرصة هنا لكي أقول لمن يريدون شق الصف الجنوبي لن تستطيعوا شقه كونه موحداً وقوياً, هذا الشعب خرج عام 2006ليتصالح ويتسامح فخرجت قوات (..) بأسلحتها لكي تخيفينا وتكسر إرادتنا, لكنها فشلت لان إرادة الشعب أقوى وإن شاء الله ينال الجنوب استقلاله وأن نستعيد دولتنا وعاصمتها عدن- حد قولها. من جهتها الناشطة من لحج انتصار خميس والتي تعد أول امرأة شاركت في يوم 2007/7/7في ساحة العروض قالت:"قدمت من محافظة لحج لأشارك في فعالية التصالح والتسامح وانظم مع جميع الجنوبيين ونوصل رسالة للعالم مفادها إننا تصالحنا وتسامحنا ولن تبقى في ذاكرتنا هذه الذكرى المأساوية ولن تتكرر إن شاء الله". وأضافت:"نحن شعب الجنوب موحد وأن غداً سيعلم العالم إلى مدى تعطش الجنوبيين للحرية والاستقلال, مشيرة إلى أن هذه المناسبة ليست تخليداً ل 13يناير بل احتفالية بتصالح وتسامح الجنوبيين. وكانت المحلات التجارية والمطاعم قد أغلقت أبوابها منذ ظهر أمس تخوفاً من أي أعمال قد ترافق الفعاليات, فيما غاب الأمن عن المناطق القريبة من تجمع المشاركين بساحة العروض بمدين خور مكسر. وقال ل"الأولى" عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان محمد العبادي إن "القيادي الجنوبي حسن باعوم وناصر النوبة حضرا مهرجان أمس في ساحة العروض", مشيراً إلى أنه سيلقى في المهرجان اليوم كلمات لعدد من القيادات الجنوبية وفعاليات فنية". ولفت إلى أنه سيتم عقد قران لعروسين في محافظتي الضالع ومحافظة بحضور القياديان حسن باعوم وناصر النوبة في دلالة تصاهر بين محافظتي الضالع, ودعا بيان لرابطة الجنوب العربي- حصلت الصحيفة على نسخة منه – جماهير الشعب الجنوبي للمشاركة الفاعلة في ذكرى "التصالح والتسامح", وقال إننا "نتابع وبحرص شديد كل ما يجري يومياً في وطننا الجنوب العربي الغالي من أحداث وتطورات, وقد آلمنا سقوط خيرة شباب الجنوب برصاص قوات (..) اليمني". وتابع البيان "إننا ونحن ندين ونستنكر كل تلك الممارسات الإجرامية والوحشية بحق شبابنا وكوادرنا الأبطال فإننا نؤكد بأن عزيمة وإصرار شبابنا الميامين وارداتهم الفولاذية هي من ترتعد منها فرائص الأعداء وتصيبهم في حالة من الرعب والهيستيريا". وأكد البيان على ضرورة العمل على وحدة الصف ونبذ الخلافات والتباينات والتركيز على العمل الميداني والمؤسسي المنظم حتى تحقيق أهداف الثورة الجنوبية كاملة وغير منقوصة في الاستقلال, والحرية واستعادة دولة الجنوب العربي- حد تعبير البيان. من جهته قال رئيس هيئة رئاسة المجلس الوطني لشعب الجنوب أحمد بن فريد الصريمة إن "جماهير الشعب الجنوبي اليوم وهي تواصل نضالها السلمي الحضاري منذ انطلاقه في العام 2007, وفي يوم التصالح والتسامح الذي يصادف ال 13من يناير تبعث برسائل إلى دول الجوار وكافة شعوب الأرض محبة وسلام وامن واستقرار مفادها تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية". وأضاف في بيان له: علينا أن نعمل جادين على نبذ ثقافة الفرقة والعنف في العمل السياسي الجنوبي ونؤسس للعمل الديمقراطي الجاد بيننا والقبول بالرأي والرأي الآخر في إطار الاحترام المتبادل بين جميع الجنوبيين وأن نقف موحدين مع أهداف شعبنا بكل أمانة وشرف وإخلاص. ودعا تكتل نشطاء عدن التنظيمات والتكوينات الشبابية والمستقلين والنقابات ومنظمات المجتمع المدني لحضور المهرجان, وقال في بيان – تلقت الصحيفة نسخة منه- إن "علينا جميعاً المشاركة والسير بخطوات ثابتة لتحقيق أهداف ثورتنا الجنوبية من خلال مشاركتنا الفعالة لمهرجان التصالح والتسامح في مدينة الحب والسلام مدينة الثورة والنصر مدينة التنوع عاصمة الجنوب عدن". وكان القيادي الجنوبي حسن أحمد باعوم وصل أمس الأول إلى مدينة عدن قادماً من المملكة العربية السعودية بعد رحلة علاجية كان أعلن عنها قرابة الشهر من اجل المشاركة في مهرجان اليوم طبقاً لمصادر مقربة من باعوم. وحاولت الصحيفة التواصل مع اللجنة المنظمة للمهرجان لمعرفة تفاصيل تنظيمه وبرنامجه, غير أنه لم يتسن لها ذلك, وهو ما اعتبره البعض أن التنظيم للمهرجان لم يعد بالشكل المطلوب في حين تبقى قيادات الداخل الجنوبية خارج البلاد ومنها محمد علي أحمد والسفير أحمد الحسني.