عقدت اللجنة الأمنية بمحافظة حجة أمس اجتماعا برئاسة الأمين العام للمجلس المحلي في المحافظة أمين القدمي لمناقشة الأسباب التي أدت إلى حدوث الفوضى في المحافظة. وقالت مصادر محلية إن أمين القدمي الأمين العام للمجلس المحلي اجتمع في منزله صباح أمس بقائد لواء حجة العميد عبد الرحمن القديمي ومدير الأمن المركزي ومدير الأمنٍ بالمحافظة عبد الملك المراني وقائد الشرطة العسكرية وذلك لبحث ملابسات تمرد نزلاء السجن المركزي. وأشار المصدر إلى أن القدمي تبرع للمصاب عبد الرحمن جسار الذي جرح أمس الأول بطلق ناري في المواجهة التي حدثت بين مؤيدين لمدير الأمن ومعارضين له بمبلغ 130ألفا. وقال مصدر عسكري طلب عدم ذكر اسمه, إن مدير السجن المركزي رفع تقريراً سرياً للجنة الأمنية وتمت مناقشته في الاجتماع. وأفاد المصدر أن مدير السجن اتهم عناصر يتبعون سجناء متهمين بقتل مدير الأمن السابق في مديرية نجرة ومدير التربية بمديرية عبس اللذين قتلا في كمين نصبه مجموعة من مليشيات الإصلاح في منطقة العقبة الجبلية في ضواحي مدينة حجة على خلفية مقتل طفل بالخط في عام 2011أثناء الثورة التي شهدتها البلاد أو بالأحرى- بإثارة الشغب داخل السجن, وأضاف المصدر أن عددا من الجنود المستجدين وينتمون لحزب الإصلاح شملهم الاتهام. ووفقاً لمصادر متطابقة فإن اللجنة الأمنية لم تكترث لهذا التقرير كثيراً وقررت أن تغادر إلى صنعاء لعقد اجتماع مع اللواء علي محسن الأحمر. وقد غادر ظهر أمس كل من الأمين العام الشيخ أمين القدمي ومدير امن المحافظة عبد الملك المراني والدكتور إبراهيم الشامي وكيل المحافظة ورئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح إلى العاصمة صنعاء للاجتماع باللواء الأحمر للتشاور حول الوضع في المحافظة. وعلمت الصحيفة أن الأحمر كان قد وجه أمس الأول اللواء 310المرابط في عمران بتجهيز 40طقما وإرسالهم إلىٍ محافظة حجة لفرض مدير الأمن الجديد. وذكر المصدر أن علي محسن وجه القائد العسكري حميد القشيبي بتجهيز الحملة تحسباً لتوتر الوضع. وعبرت المصادر عن خشيتها من أن يتفجر الوضع مجددا في حال وصلت آليات القشيبي خصوصا وأن اللجنة الأمنية في المحافظة تريد أن تضفي على تلك الحملة غطاء قانونيا تحت مسمى- حملة لإزالة المظاهر المسلحة في المحافظة. في السياق ذاته علمت «الشارع» أن محافظ المحافظة اللواء علي القيسي سيعقد اليوم الثلاثاء في مبنى كلية التربية بعبس اجتماعا هاما واستثنائيا مع قيادة المجلس المحلي بالمحافظة ومع مشائخ وشخصيات اجتماعية من أجل مناقشة أسباب ودوافع الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة أمس الأول وكذلك لمناقشة الخلاف الحاصل بين قيادة السلطة المحلية والسلطات المركزية. وقال مصدر مطلع إن القيسي اتهم مجاميع تتبع حزب الإصلاح بإثارة الفوضى في المحافظة لثني قيادة المحافظة عن مواصلة الضغط على السلطات المركزية لتنفيذ الخطة الاستثنائية. وكان خلاف قد نشب بين محافظ محافظة حجة مع وزير المالية صخر الوجيه على خلفية تنفيذ الخطة الاستثنائية للمحافظة وقيام الأخير بتعين مدير لمكتب المالية ينتمي إلى حزب الإصلاح, وهو القرار الذي تم رفضه من قبل السلطة المحلية, بحجة أن الوزير لم ينسق معها, وحدثت مشاداه كلامية بين المحافظ والوزير. وعلمت الصحيفة من مصدر مطلع أن قيادات في حزب الإصلاح بالمحافظة تحاول جاهدة إقناع وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الرزاق الأشول بإقالة مدير تربية حجة علي الأشول وتعيين شخص ينتمي إلى الإصلاح. من جانبه أكد نائب مدير أمن محافظة حجة, العقيد حسين الحيفي, ل «الشارع», مساء أمس, أن الأوضاع الأمنية داخل سجن حجة المركزي,مستقرة, ومسيطر عليه, من قبل إدارة السجن, وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية في المحافظة. وقال العقيد الحيفي إنهم بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية بما يحقق الأمن والسكينة داخل السجن وإعادة تفعيل لائحة السجن الداخلية, بعد أحداث التمرد التي قام بها عشرات السجناء مساء أمس, وحاولوا الفرار من داخل السجن. وعن عدد المصابين في الاشتباكات التي حدثت بين عدد من المساجين, وجنود حراسة السجن, قال الحيفي: «أصيب 3من المساجين الذين حاولوا قلع شبك بوابه السجن, كما أصيب 2من جنود السجن, إصابة احدهم خطيرة جداً». وأوضح أنه تم إسعاف المصابين من الجنود, والمساجين إلى مستشفى حجة لتلقي العلاجات اللازمة, وأن إصابة السجناء طفيفة وقد تماثلوا للشفاء. وعن عدد من المساجين الذين تمكنوا من الفرار من داخل السجن, أكد الحيفي أن إدارة السجن المركزي في المحافظة أبلغت عن تمكن سجين واحد من الفرار, مشيراً إلى أنه كلف بتشكيل لجنة للتحقيق أحداث التمر التي حدثت أمس. ونفى نائب مدير أمن محافظة حجة صحة ما تردد عن وجود عدد من الآليات والمعدات والأطقم العسكرية والأمنية داخل وخارج السجن المركزي, وقال الكلام غير صحيح ولا أساس له من الصحة, والحقيقة أننا عززنا الحراسة الأمنية الخاصة بالسجن, لكن ليس بتلك المعدات التي تناقلتها بعض من وسائل الإعلام. وكان سجن حجة المركزي, قد شهد أمس الأول, حالة تمرد قام بها مئات السجناء, الذين حاولوا الفرار من السجن ودخلوا في مواجهات من جنود الحراسة, ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى من الجانبين. وقال مدير السجن المركزي, العقيد يحيى الشومي, إن "مئات من السجناء حاولوا الهروب من السجن, وقاموا بعملية فوضى, وتمكنوا من الوصول إلى الشبك الخارجي للسجن, وعندما حاول الجنود إيقافهم تمكن احد السجناء كم اخذ مسدس على احد الجنود, و"آلي" على جندي أخر, وقاموا بإطلاق النار مباشرة, ما أدى إلى إصابة جنديين, فيما أصيب سجين بشظية راجعة من جدار السجن. وأوضح أن السجناء مضربون ومعتصمون في ساحة السجن منذ 29ديسمبر الماضي للمطالبة بإطلاق عدد من السجناء الذين يقولون أنهم قد تجاوزوا الفترات القانونية لمحكومياتهم.