عقد المجلس المحلي لمحافظة حجة, صباح أمس, اجتماعا استثنائيا برئاسة محافظ المحافظة اللواء علي القيسي وبحضور الشيخ فهد دهشوش وكيل المحافظة ورئيس فرع المؤتمر, والأمين العام للمجلس المحلي الشيخ أمين القدمي في مبنى مؤسسة المياه في مديرية عبس بغرض مناقشة الأوضاع الأمنية والمستجدات الأخيرة في المحافظة. وبدأ الاجتماع بكلمة للمحافظ تطرق فيها إلى الخلاف الحاصل بين السلطة المحلية والسلطات المركزية, وقال: «إن محافظة حجة بحاجة إليكم أكثر من أي وقت مضى». وقبل أن يبدأ جدول أعمال الاجتماع طلب القيسي من الإعلاميين مغادرة الاجتماع قائلاً: «لدينا نقاش خاص أتمنى من كل الإعلاميين المغادرة وسوف نوافيكم بكل جديد», كان المحافظ يتحدث بنبرة حزينة ومؤدبة فنهض الصحفيون المتواجدون وتوجهوا خارج القاعة. وبحسب عضو مجلس محلي رفض الكشف عن اسمه فإن المحافظ فور خروج الإعلاميين قال مباشرة: «الآن إحنا لوحدنا في المجلس إذا كان الأمين العام للمجلس المحلي الشيخ أمين القدمي مع السلطة المحلية و قراراتها ومع مشاريعها ومع أمنها واستقرارها أهلا وسهلا به يواصل عملة أمينا عاما أما إذا كان ضد قرارات المجلس وضد مشاريعه وضد أمن واستقرار المحافظة فلا بد من سحب الثقة منه, وهو الآن بيننا وهو يدافع عن نفسه». القدمي الذي حضر الاجتماع, كان قد عاد من صنعاء بعد زيارة بصحبة الدكتور إبراهيم الشامي وكيل المحافظة ومعهم مدير الأمن مثار الخلاف, للاجتماع باللواء علي محسن الأحمر التي تطابقت المعلومات بتكليفه من قبل الرئيس هادي لمعالجة الوضع في محافظة حجة. وسارع القدمي إلى العودة بعد علمه أن المجلس المحلي ينوي عقد اجتماع من أجل سحب الثقة منه. القدمي قال في الاجتماع ردا على المحافظ: «أنا ارفض هذا الاتهام باني ضد قرارات السلطة المحلية وضد الأمن والاستقرار في المحافظة.. الكل يعرف القدمي أنه مع مصلحة المحافظة وما عملته مؤخرا هو من أجل المحافظة», فقاطعه الشيخ إبراهيم فلاح عضو محلي حجة عن مديرية المحابشة قائلاً: «يا أمين الأمور واضحة نحن حضرنا اليوم من أجل سحب الثقة منك لكن الآن سوف نعطيك فرصة أخيرة من اجل أن نكون يداً واحدة من أجل مصلحة محافظتنا». وأضاف المصدر أن عددا من الأعضاء طالبوا المحافظ والهيئة الإدارية للمجلس المحلي بإعطاء القدمي فرصة أخيرة من أجل عد الخروج عن قرارات المحافظة ومن اجل تهدئة الوضع, وفقا للمصدر. وتابع المصدر أن ابرز القرارات التي اتخذت في الاجتماع هو إدانة «ميليشيات الإصلاح وتحميلهم المسؤولية الكاملة عما شهدته المحافظة من أحداث». ومن بين القرارات التي خرج بها الاجتماع «عدم السماح لمدير الأمن العودة إلى المحافظة وعدم الاعتراف بالتعيينات المركزية التي تتجاهل السلطة المحلية». وأكد المصدر أن الجميع وقعوا في المحضر على القرارات التي اتخذت بمن فيهم القدمي الأمين العام. ممن جهة أخرى قال مصدر حضر الاجتماع إن القدمي بدا متعصبا ودافع عن نفسه بلهجة قوية قبل أن تتم تهدئته من قبل زملاءه «بأن المحافظ ليس ضد شخص القدمي ولكن من اجل تلاحم أعضاء المجلس المحلي». وبحسب مصدر في المجلس فإن المحافظ طلب من الأعضاء عدم الحديث عما دار في الاجتماع بخصوص سحب الثقة من الأمين العام لوسائل الإعلام وذلك بعد ما أبدى القدمي استعداده بأنه سوف يكون مع كل قرارات المجلس المحلي. وخرج القدمي من الاجتماع وهو متغير الملامح وكان رده على أسئلة الصحفيين أنه «مرهق من السفر من صنعاء وأنه لم ينم إلى الآن» وغادر مدينة عبس على غير العادة رغم أن الوقت كان يقارب الساعة الثانية ظهرا وهو لم يتناول وجبة الغداء. فيما انتقل جميع الأعضاء إلى مكان إقامة المحافظ في فندق الواحة لتناول الغداء والقيلولة باستثناء القدمي الذي غادر مع مرافقيه المدينة. وقال اللواء علي القيسي محافظ حجة ل «الشارع» إن أمين القدمي كان على عكس ما يشاع وأصر على عدم السماح لمدير الأمن بالعودة مطلقا إلى المحافظة. وأضاف القيسي أن القدمي مع قرارات السلطة المحلية بعدم الاعتراف بأي قرارات مركزية تتجاهل السلطة المحلية. وتابع: «اليوم نحن يد واحدة وفريق واحد في المجلس المحلي ضد كل من يعرقل مشاريع المحافظة ويخل بالأمن والاستقرار في أرجاء المحافظة». بدوره قال الشيخ فهد دهشوش إن القدمي أعلن التزامه بكل ما تتخذه قيادة السلطة المحلية. وكان قد أثير الكثير من اللغط حول أمين محلي حجة بعد اجتماعه باللجنة الأمنية وسفره إلى صنعاء مع مدير الأمن والدكتور إبراهيم الشامي وكيل المحافظة ورئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح من اجل الاجتماع مع اللواء علي محسن للتشاور في الأحداث التي تعيشها المحافظة.