قُتل 7 أشخاص في ضربة نفذتها طائرة بدون طيار, يعتقد أنها أمريكية, مساء أمس, داخل مديرية سنحان في ضواحي العاصمة صنعاء. وقالت مصادر "الأولى" إن الضربة نفذت ال 8 مساء, في قرية "ذرح", على الحدود بين "سنحان" و "خولان", واستهدفت سيارة كان يستقلها 5 أشخاص على الأرجح, غير أن أهالي الذين هرعوا إلى موقع الضربة, وتعرفوا على معظم الجثث, أفادوا أن القتلى 7. القتلى هم: ربيع لاهب (وهو من سنحان, ويعتقد أن الضربة كانت تستهدفه), سليم محسن جميل, علي محمد جميل, محسن محسن جميل, والثلاثة من خولان من قرية "القاول", وشخص يدعى الناشري, فيما الجثة السابعة لم يتم التعرف عليها حتى كتابة الخبر. وتقول المصادر إن الأشخاص ال 7 كانوا على متن سيارة هايلكوس, قاموا باستئجارها من مدينة "جحانة" في خولان, ويبدو أنهم كانوا في طريق العودة من محافظة مأرب. وربيع لاهب هو أحد المحسوبين على عدنان القاضي, الذي اغتالته طائرة أمريكية بدون طيار, في نوفمبر الماضي, داخل سنحان, وسبق أن أعلنت وسائل إعلام أن لاهب قتل مع القاضي في تلك الضربة, غير أن مصادر محلية أكدت ل "الأولى" أن لاهب كان حيا يرزق, وأنه قتل في ضربة الأمس. وهذه الضربة الثانية التي تنفذها الطائرات الأمريكية داخل منطقة "سنحان", معقل أهم القيادات العسكرية في نظامي الرئيسين "صالح" و "هادي", بينما كانت الضربة الأولى نفذت في ال 18 من نوفمبر العام الماضي, وقتل فيها عدنان القاضي, وهو ضابط برتبة مقدم في الجيش اليمني, وتتهمه أمريكا بالانتماء للقاعدة, وبتدبير تفجير سفارتها في صنعاء عام 2008. واستهدفت السيارة ب 4 صواريخ, وظلت تتفجر بعد استهدافها لحوالي ساعة, ما جعل الأهالي يرجحون أنها كانت محملة بمتفجرات. وقد تناثرت أشلاء الضحايا إلى أماكن بعيدة عن مركز الانفجار. في السياق نفسه, وبفارق نصف ساعة على الضربة الجوية في سنحان, نفذت طائرة أمريكية بدون طيار أخرى, في منطقة "قيفة" محافظة البيضاء, ضربة مماثلة. وقُتل 3 أشخاص, وجرح آخران, في قصف لطائرة بدون طيار في محافظة البيضاء, في الوقت الذي كثفت فيه الطائرات بدون طيار قصف أهداف في المنطقة, وبالتزامن مع حملة عسكرية يشنها الجيش هناك. وقال ل "الأولى" مصدر محلي بمنطقة "المناسح" بمديرية "ولد ربيع", أن طائرة بدون طيار قصفت مكاناً يسمى "سيلة الجراح", عند الساعة ال 8 والنصف من مساء أمس. وأوضح المصدر أن الطائرة ضربت بصاروخين؛ أحدهما استهدف دراجة نارية عليها شخصان, وأنهما قُتلا في الغارة, بينما أصاب الصاروخ الآخر عن طريق الخطأ, منزل أحد المدنيين, ويسمى عبده محمد الجراح, وقتل في المنزل شخص, وهو نجل لشخص آخر يسمى جبران عبده الجراح. وأشار المصدر إلى أن أحد الجرحى هو النجل الآخر لجبران عبده الجراح, بينما جرح آخر, ويسمى أحمد على المنسحي, وأن حالتهما خطيرة, وتم نقلهما إلى العاصمة صنعاء. وسُمع تحليق للطائرات في منطقة خولان حتى الساعة ال 12 ليلاً. وتأتي هذه الضربات بعد ضربات مماثلة عاشتها محافظتا مأربوالجوف, خلال الأيام ال 3 الماضية, وتقول الولاياتالمتحدةالأمريكية إنها تستهدف بهذه الضربات مشتبهين بالانتماء للقاعدة, بينما لا تعلق الحكومة في صنعاء كثيراً على هذه الأخبار, فيما تتصاعد حالة السخط الشعبي ضد هذه الغارات التي ينظر إليها الشارع اليمني كاعتداء على السيادة اليمنية, بينما تعتبر, من وجهة نظر حقوقية, "قتلاً خارج القانون". وكانت وزيرة حقوق الإنسان, قد أبدت موقف يعتبر الأول من نوه من مسؤول داخل حكومة الوفاق الوطني, انتقدت هذه الضربات الأمريكية, قائلة أن ذلك يثير "غضب سكان المناطق المستهدفة", داعية إلى "استخدام العمليات البرية". وانتقدت الوزيرة حورية مشهور, الثلاثاء, استخدام الطائرات الأمريكية التي تعمل بلا طيار, ضد الأفراد المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في اليمن, وهو أسلوب يثير غضب سكان المناطق المستهدفة, ودعت إلى استخدام العمليات البرية بدلا من ذلك, لتجنب الحاق الاذى بالمدنيين. وقالت الوزيرة لرويترز, خلال زيارة للإمارات العربية المتحدة, إن سقوط ضحايا أبرياء يمثل انتهاكاً جسيماً, وذلك في معارضة علنية نادرة للإجراء الأمريكي من قبل عضو بالحكومة اليمنية. وتعكس تصريحات مشهور, وهي ناشطة بارزة سابقة في الاحتجاجات الجماهيرية التي أطاحت بالرئيس علي عبدالله صالح, قبل سنة, الشعور العام المتزايد بعدم الارتياح بشأن الغارات, وتمثل انتقاداً نادراً من داخل الحكومة للغارات التي أشاد بها الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي. لكن عشرات من رجال القبائل المسلحين تظاهروا في الجنوب في ال 4 من يناير, احتجاجا على هجمات طائرات بلا طيار, قالوا إنها قتلت مدنين أبرياء. وعندما سئلت مشهور عن رأيها في استخدام الطائرات بلا طيار, لم تشر إلى الولاياتالمتحدة أو تؤكد مقتل المدنيين في أية غارة محددة. لكنها قالت إنها تحبذ تغيير استراتيجية مكافحة الإرهاب, وتعتقد أن هناك استراتيجيات أخرى أكثر فاعلية. وأضافت متحدثة على هامش اجتماع للأمم المتحدة في دبي من أجل حملة تبرعات إنسانية لليمن, أن اليمن ملتزمة بمكافحة الإرهاب, لكنها تدعو إلى تغيير الوسائل والاستراتيجيات, لأن الوسائل والاستراتيجيات يمكن أن تطبق على الأرض دون إضرار بالمدنيين, ودون أن تؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان. وجاء في برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة, أن صالح وافق عام 2009 على قيام واشنطن بحرب سرية على المتشددين الإسلاميين, وقبل بتحمل اليمن المسؤولية عن الهجمات الأمريكية عند الضرورة. لكن هادي أيد هجمات الطائرات الأمريكية بلا طيار صراحة خلال زيارة للولايات المتحدة في سبتمبر الماضي. ونقل عن هادي الذي أشاد به السفير الأمريكي في صنعاء, على أنه أكثر فاعلية ضد القاعدة من صالح, قوله إنه يوافق شخصيا على كل هجوم. وقالت مشهور أيضا أنها تريد محاكمة عادلة أمام القضاء لأي شخص يشتبه في ضلوعه في "أنشطة إرهابية", لكن الولاياتالمتحدة ترى أن هذه حرب مفتوحة مع المتشددين الذين يعتبرونها عدوا فتعتبرهم أعداء يمكن استهدافهم أينما كانوا. وتابعت أن كل ما تطالب به هو العدل, واعتماد القوانين الدولية في ما يخص حقوق الإنسان, والوفاء بالالتزام تمام المواطنين اليمنيين بأن من حق كل إنسان محاكمة عادلة, طبقاً لوكالة رويترز. إلى ذلك, كشفت مصادر وثيقة الاطلاع ل "الأولى" أن الطيران الذي استهدف ناشطين مشتبهين بالانتماء للقاعدة, أمس الأول الثلاثاء, في محافظة الجوف, هو "طيران سعودي", وليس أمريكيا, كما نشرت الكثير من وسائل الإعلام. وقالت المصادر إن طائرتين حربيتين نفذتا الغارة, مستهدفه مجموعة, بينهم سعودي واحد كان بقية أفراد الخلية قد قدموا ما يبدو إلى المنطقة لاستقباله منذ 3 أيام سابقة للضربة, وقد قتلوا جميعا معه. ووقعت الضربة في شعب "الحجلا" على بعد أقل من 12 كيلومترا من أقرب مركز حدودي سعودي.