قال محافظ البيضاء, الظاهري احمد الشدادي, إن أمام مقاتلي جماعة «أنصار الشريعة», المتواجدين في منطقة «المناسح», ب «قيفة»- مديرية «ولد ربيع», «فرصة أخيرة لترك السلاح من اجل إيقاف الحملة العسكرية التي تستعد لتطهير مناطق قيفة من المسلحين». وأضاف الشدادي, خلال ترؤسه اجتماعا ضم مشايخ ووجهاء مديريات قطاع رداع, أمس الأول الخميس: «هناك شروط يجب على الجماعات المسلحة القيام بها, ومنها تسليم الرهائن الأجانب وإلقاء السلاح ونبذ العنف والعودة إلى جادة الصواب». وشدد الشدادي على ضرورة أن تسلم الجماعات المسلحة الرهائن الأجانب, وهم فنلندي وزوجته وثالث نمساوي, اختطفهم رجال قبائل في صنعاء, وباعوهم مقابل مبلغ مالي إلى مسلحي تنظيم القاعدة, وتقول الأنباء إن الثلاثة محتجزون في "المناسح"- "قيفة". وأكد محافظ البيضاء ضرورة تضافر الجهود الأمنية والعسكرية والقبلية للقضاء على من يحاول أن يزعزع أمن المحافظة ويقلق السكينة العامة فيها. من جانبهم؛ أكد مشايخ مديريات "رداع" وقوفهم المطلق إلى جانب الدولة في محاربة الإرهاب والتطرف, وتبرئهم من العناصر الإرهابية والتخريبية الخارجة على القانون. إلى ذلك, قالت مصادر قبلية ل "الشارع"إن وساطة قبيلة, على رأسها مجموعة من مشايخ مديريات قطاع"رداع", توجهت, بعد ظهر أمس الأول الخميس إلى منطقة "المناسح" للقاء مسلحي تنظيم القاعدة. وطبقاً للمصادر, فقد استقبل الوساطة عبد الرؤوف الذهب, وشقيقة عبد الإله, وتغيب عن اللقاء شقيقهما قايد الذهب, وشقيقة نبيل, والذين ترجح المصادر أن يكونا ضمن القتلى في انفجار المنزل الأسبوع الماضي. ونقلت الوساطة إلى المسلحين شروط السلطة لوقف الحملة العسكرية التي تستعد لتطهير مناطق "قيفة" من المسلحين, والمتمثلة في التخلي عن أفكار التنظيم والجنوح للسلم التراجع عن التصرفات التي يقومون بها وكأنهم دولة داخل الدولة, حيث قاموا بإنشاء محكمة قضائية, إضافة إلى إلقاء السلاح ونبذ العنف, والعدة إلى جادة الصواب والاندماج في المجتمع, وعدم إيواء أي أجنبي عن المنطقة, وطرد المسلحين الذين من خارج المحافظة. وأفادت المصادر أن المسلحين طرحوا عدة شروط, بينها "وقف تحليق الطيران الأمريكي على المناطق بشكل عام, ومنطقتهم بشكل خاص, وتفعيل شرع الله في مؤسسات الدولة القضائية, والسماح لهم بحرية الدعوة والتنقل بين المناطق, وطرد الجنود الأمريكيين والأجانب من اليمن". وقالت المصادر إن مسلحي "القاعدة" لم يوافقوا على إغلاق المحكمة التي افتتحوها في المنطقة للنظر في قضايا الناس. وأوضحت المصادر أن لجنة الوساطة توجهت إلى مدينة رداع لإبلاغ قيادة المحافظة بموافقة المسلحين على الحوار وشروطهم. وطبقاً للمصادر, فقد التقى أفراد الوساطة, أمس الجمعة, بقيادة المحافظة, في رداع , وقدموا لها "شرحاً مفصلا حول زيارتهم لأنصار الشريعة في المناسح ولقائهم بآل الذهب". وعبرت لجنة الوساطة عن سعادتها للتجاوب الذي لقيته من الشيخ عبد الرؤوف الذهب, الذي أكد لهم تجاوبه وقبوله بكل المطالب الواقعية, وكمبادرة حسن نية منه, وافق على إخراج جميع المسلحين من خارج المنطقة؛ طبقاً للمصادر. وقالت المصادر إن الشيخ محمد جرعون, عضو لجنة الوساطة, سئل عبد الرؤوف عما إذا كان هذا رأيه ورأي أخيه عبد الإله فقط , أم رأي أخويهما نبيل وقايد, فرد عليه عبد الرؤوف: "هذا رأي الجميع". ونقل عن الشيخ الذهب قوله: "ستجد الدولة تجاوبا منا أكبر مما تتخيل". وحسب المصادر؛ فقد اشترط الذهب رفع الحملة العسكرية؛ غير أن أعضاء لجنة الوساطة القبلية عارضوا هذا الشرط. وطلبت الوساطة من الشدادي وضع نقاط محددة يتم عرضها على المسلحين. وقالت المصادر إن المحافظ اشترط إخراج جميع مسلحي تنظيم القاعدة من كل مناطق «قيفة, وقال إن "من أراد أن يسلم نفسه للدولة فهو في مأمن ولا يصله شيء, وأن للدولة الحق في بسط نفوذها في أي مكان دون أن يعترضها أحد. ومن المتوقع أن تعود لجنة الوساطة إلى منطقة "المناسح" اليوم السبت لاستكمال جهودها. وكان محافظ البيضاء, الظاهري احمد الشدادي, ونائب رئيس هيئة الأركان للشؤون الفنية, اللواء الركن محمد المقدشي, قد تفقدا, الخميس, الجاهزية القتالية للحملة العسكرية المرابطة في رداع. وكانت صحيفة "الشارع" أول وسيلة إعلامية نشرت خبراً عن اعتزام الدولة تنفيذ حملة عسكرية واسعة ضد تنظيم القاعدة في«قيفة».