لايزال جرحى الثورة والمتضامنون معهم معتصمون امام مجلس الوزراء منذُ 29 يناير الماضي لمطالبة حكومة الوفاق الوطني بعلاجهم على نفقة الدولة. وفي الجمعة التي حضرها العشرات من الصحفيين والناشطين الحقوقيين تحدث خطيب الجمعة وضاح عبد الباري طاهر عن التسامح قائلا: في الوقت الذي تشهد فيه بلادنا حالة تعصب وانقسام وفرقة واختلاف، والتي أدت إلى ضياع الحقوق واستلاب للأرض يصبح الحديث عن التسامح ضرورة إنسانية وأخلاقية ودينية ينبغي التذكير بها. ولفت إلى نزوع الكثير من قادة التوجه الديني إلى تكريس الخلاف والإلحاح على إبراز سمات التفرد والتميز بين جماعات ومذاهب الأمة ا لواحدة. وتابع: إن ما نشاهده اليوم من عنف وسيارات مفخخة في الأسواق والمساجد ومن قتل بالهويات المذهبية التي تحصد كل يوم المئات من الأرواح البريئة هو نتاج للتعبئة الدينية الخاطئة التي لا تمت للدين بصلة كون الدين الإسلامي دين تسامح ورحمة. ودعا إلى التماس الجذور المشتركة التي يقوم على أساسها الاتفاق والتلاقي بين مختلف الطوائف والمذاهب الإسلامية. ودعا حكومة الوفاق إلى تكريس مبدأ التسامح الديني والتصرف الأخلاقي في تعاملاتها وفي مقدمتها قضية جرحى الثورة مؤكدا على أهمية أن تقوم الحكومة بواجبها في معالجة جرحى الثورة الذي يعد من أهم أولوياتها. وأفاد عدد من الجرحى ان هناك انتقائية حتى في مستشفى الثورة العام بصنعاء حيث يتم تفضيل جرحى لأحداث أخرى عن جرحى الثورة. وأوضح جرحى الثورة أنهم مستمرون في اعتصامهم حتى علاج جميع جرحى الثورة، مؤكدين رفضهم للحوار، معتبرين أن الدخول في الحوار هو خيانة لدماء شهداء الثورة، كون الثورة تخلع ولا تفاوض وان المتحاورين اليوم هم أصدقاء الأمس وأعداء اليوم. وقال النائب أحمد سيف حاشد وكيل جرحى الثورة أن هناك 20 جريح من جرحى الثورة من المفترض أن يسافروا إلى الهند يوم الأحد القادم و أن هناك جرحى كثر ومقعدين ولم يشملهم السفر حتى الآن. وأضاف حاشد: "نتوقع خلال الفترة القادمة أن يتم تسفير عدد من الجرحى ولكن هناك إيقاع بطيء في علمية تسفير الجرحى ونحن نحاول التنسيق لسفر أكبر قدر ممكن من هؤلاء الجرحى الذين هم بحاجة للعلاج في الخارج". وتابع: "أتفاجأ أكثر من مرة بكشوفات لجرحى لأحداث أخرى غير كشوفات جرحى الثورة ويكون لدينا قائمة بأسماء الجرحى قم نتفاجأ بقائمة أخرى وبعدد كبير ويتم استبعاد عدد كبير من جرحى الثورة من تلك الكشوفات ولدينا خمسة جرحى مقعدين ويفترض أن يسافروا للخارج لكننا تفاجئنا باستبعادهم من الكشف وأبلغونا من مجلس الوزراء أنهم يبحثون عن مستشفيات خاصة تستطيع أن تقوم بعلاجهم ونامل أن يتم تسفير هؤلاء الجرحى المقعدين في الدفعة الثانية". وعقب صلاة الجمعة قام النائب حاشد بزيارة لجرحى الثورة الذين يرقدون في مستشفى الثورة، بعد تعرض حالتهم الصحية للتدهور، واضرارهم للرقود في المستشفى. كما زار النائب حاشد جريح مسيرة الحياة الثانية عبد الرحمن الكمالي المضرب عن الطعام والدواء منذ خمسة أيام نتيجة المعاملة السيئة التي يتعرض لها في المستشفى، كما زار الجريح فهمي اليوسفي الذي يرقد في المستشفى منذ ديسمبر الماضي، نتيجة تعرضه للدم بمدرعة عسكرية أثناء فض اعتصام المشاركين في مسيرة الحياة بالقوة من أمام دار الرئاسة.