كشف الشيخ طارق الفضلي أن أعضاء مؤتمر الحوار الذين يمثلون "الحراك الجنوبي" في مؤتمر الحوار وعدوا بفيدرالية مزمنة مع الشمال مدتها ثلاث سنوات ينظم بعدها استفتاء لتقرير مصير الجنوب على الطريقة السودانية. وأكد الفضلي في تصريح خص به "السياسة الكويتية" أن ممثلي "الحراك" في مؤتمر الحوار قدموا وعودهم هذه قبل مشاركتهم في المؤتمر الذي بدأ أعماله بصنعاء في 18 مارس الماضي, مشيراً إلى أن من بينهم رئيس "المؤتمر الوطني لشعب الجنوب" أحمد بن فريد الصريمه ونائبه محمد علي احمد. كما أكد أنه موافق على الفيدرالية ولمدة لا تتعدى الثلاث سنوات ليتم بعدها مباشرة حق تقرير مصير الجنوب". وأضاف "إذا تم هذا فنحن معه وإذا تم خلافه فنحن ملتزمون حقنا في الدفاع عن أنفسنا واستعادة دولتنا الجنوبية من نظام صنعاء سواء كان ذلك بالوسائل السلمية أو غير السلمية". وأشار الفضلي الذي تثير تصريحاته جدلا واسعا، خاصة وهو المتقلب في مواقفه وتصريحاته إلى أنه بات مستقلا عن أي فصيل في "الحراك" بعد أن وجد أن لكل فصيل رؤية وتوجها. وقال الفضلي: "سأبقى داعما لقوى الحراك الجنوبي سواء التي في الداخل أو في الخارج". وأعتبر الفضلي أن احداث 13 يناير الدامية التي شهدتها عدن في العام 1986 ظهرت في تشكيل تلك الفصائل وبدت قياداتها متشبثة بالماضي. وأعتبر أن هذا التمايز في ما بين فصاءل الحراك جعله يحافظ على استقلاليته عن أي فصيل حراكي، لكنه استدرك بأنه يقف مع إخوة من القيادات الجنوبية بينهم عبد الحكيم الحسني وحسين بن شعيب ومحمد حيدره مسدوس، ويسعى معهم لتوحيد هذه الفصائل في جبهة وطنية واحدة تضم كل هذه الفصائل التي كانت قياداتها تمثل الجنوب قبل العام 1967 وبعده. وكشف الفضلي أن السلطات اليمنية لم توجه له دعوة للمشاركة في مؤتمر الحوار, معتبراً أنه "يسير حتى الآن باتجاه يمن جديد تحت سقف الوحدة وقرارات الأممالمتحدة المؤكدة على الحفاظ على الوحدة". وعبر عن عدم تفاؤله كثيرا بأن الحوار قد يحقق مطالب الشعب الجنوبي, مضيفاً "إذا وجهت لنا دعوة للمشاركة في هذا المؤتمر فمرجع الموافقة من عدمها هو شعب الجنوب". وأكد ثقته في قدرة الرئيس عبد ربه منصور هادي على "إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية, يرضي شعب الجنوب وإقامة دولة مدنية حديثة فهادي رجل عاقل وواع ومتعلم". ولفت الفضلي إلى أنه منذ العام 2009 وهو يقدم التضحيات تلو التضحيات من أجل الجنوب, موضحاً "ضحيت بمالي ورجالي حيث قتل من آل الفضلي 50 شخصا وأصيب غيرهم كثيرون". والفضلي هو نجل السلطان ناصر الفضلي أخر سلاطين آل فضل، الذين كانوا يحكمون أجزاء من محافظة أبين قبل ال30 من نوفمبر 1967م. وعاد الفضلي إلى أبين بعد تحقيق الوحدة اليمنية في العام 1990م، وشارك قبلها في الجهاد في افغانستان، وتم سجنه في العام 1992م، في سجن الأمن السياسي في صنعاء، بعد اتهامه بمحاولة اغتيال الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني علي صالح عباد "مقبل" في محافظة أبين. وخرج من السجن في العام 1994م، لينضم إلى صفوف قوات الرئيس السابق صالح وحلفاءه من رجال الدين وزعماء القبيلة، وشارك معهم في اجتياح الجنوب. وطردت اللجان الشعبية طارق الفضلي قبل أربعة أشهر من قصره في مدينة زنجبار، بعد عودته إليه، متهمينه بالمشاركة في قتل أبناء المحافظة بحكم أنه كان متعانا مع القاعدة، ويسهل لهم العديد من المهام.