صلاح السقلدي بسقوط العشرات من القتلى والجرحى المدنيين اليمنيين جرّاء استهداف جوي لمقاتلات التحالف "السعودية والإمارات" لبوابة المستشفى الرئيس بمدينة الحُديدة والسوق الشعبي لبيع الأسماك هناك ظهيرة الخميس 2 آب أغسطس الجاري تتضاعف العقبات والضغوطات أمام العملية العسكرية الرامية لاقتحام المدينة التي تسعى لها المملكة العربية السعودي و دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أكثر من شهرين دون جدوى حقيقي برغم استعانتهما بالآلاف من المقاتلين الجنوبيين الذين يساقون الى معركة لا ناقة لهم فيها و لا جمل، بل نظير وعود سياسية هلامية مشوشة تخص القضية الجنوبية، فضلا عن الإغراءات المالية الطائلة، وهي العملية العسكرية المتعثرة أصلاً. هذا الكم الكبير من الضحايا المدنيين الذي تخلفه الطائرات يجعل المجتمع الدولي يعيد تخوفاته من مثل هكذا أرقام مهولة للضحايا ويعيد بقوة ضغوطاته على الطرف الخليجي للكف عن من عملية اقتحام عنيف للمدينة ما تزال مطروحة لدى التحالف وما ستخلفه من تبعات إنسانية ناهيك عن سياسية مرعبة, في ظل أوضاع معيشية وصحية غاية بالسوء والبؤس تطاول الملايين من الناس ليس فقط بالمدينة و محافظتها الساحلية بل بعموم اليمن، سيما وسقوط المدينة ومينائها المتبقي أمام ايصال المساعدات الغذائية والدوائية لملايين المحتاجين بالمحافظات الشمالية الواقعة تحت حكم الحركة الحوثية في براثن الفوضى الأمنية وسطوة الجماعات المسلحة والمتطرفة على غرار ما تشهده كثير من المدن الواقعة تحت سيطرة التحالف في ظل سيادة النموذج الأمني والاقتصادي والانساني الفاشل الذي يقدمه هذا التحالف والسلطة الموالية له وفقدانه لأي مشروع سياسي سيعني كل هذا للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة تحديداً وصول الكارثة الإنسانية الى مرحلة خطيرة لا يمكن السكوت حيالها, خصوصاً بعد التكرار الأممي المستمر للتحذيرات الذي يوشك على نفاذ صبر أصحابه من المسئولين الاُمميين الرسميين ومن مسئولي المنظمات الانسانية والحقوقية والصحية من مغبة تداعيات أية عملية عسكرية بالحُديدة ومن خطورة إطالة الحرب برمتها. فشِدّة وطأة هذه الهجمات الجوية على المدنيين في ظل مراوحة الحرب مكانها وإطالة أمدها – أكثر من ثلاثة أعوام هي عُمْرُ هذه الحرب – وفي ظل تدهور مريع للجانب الإنساني والحقوقي بوقت يتسع فيه باضطراد نشاط الجماعات المتطرفة، والتي تُعيد أي "الهجمات الجوية على الحُديدة" الى أذهان المجتمع الدولي هجمات مؤلمة مماثلة حدثت بأكثر من محافظة, ستكف مزيدا من الضغوطات الأممية بوجه التحالف "السعودي والإمارات" ليصرف نظره عن معركة عسكرية ما تزال – برغم إخفاقها وتخفيف وتيرتها بالأسابيع الماضية –تشكل تهديدا حقيقيا ليس فقط على اهالي الحديدة ومينائها الحيوي بل على حياة ملايين اليمنيين وعلى مستقبل التسوية السياسية اليمنية المنتظرة, وهي التسوية التي تسعى الأممالمتحدة عبر مبعوثها السيد "مارتن جريفيت" برغم العراقيل التي تقف أمامها الى إحيائها مجدداً من خلال العودة لطاولة المفاوضات بين الفرقاء المحليين والإقليميين، وبرغم العراقيل التي تختلقها قوى نفعية يمنية "طفيلية" تكاثرت على جسد وعفونة هذه الجرب واثرتْ ثراءً فاحشاً من أوضاعها خصوصا داخل الطرف المدعوم من التحالف السعودي الإماراتي, كما يكبح هذا التحالف أية مساع للعودة الى المفاوضات ويكثّف كلما بوسعه من دبلوماسية مصحوبة بالتلويح بالورقة المالية والاقتصادية بوجه كثير من الدول والمنظمات الحقوقية لاستمالة مواقفها، وفي ظل إحساسه أي التحالف بأن الحرب لم تحقق هدفها الحقيقي بعد، و لا تم اسقاط الحركة الحوثية ولم يظفر بتحقيق هدفه بالبسط على كل الموانئ اليمنية والجزر, وهو الهدف الرئيس للتحالف أو بالأحرى للإمارات – وإن لم يكن معلناً – بعد أن تمكنت بالفعل من بسط نفذوها ونفوذ السعودية معها على طول الشريط الساحلي من محافظة المهرة "الجنوبية" على حدود سلطنة عُمان شرقا على بحر العرب حتى جنوب مدينة الحُديدة غرباً على البحر الأحمر مرورا بميناء ومدينة عدن وجزيرة سوقطرى الاستراتيجيين ومضيق باب المندب الحيوي.