جددت نقابة الصحفيين اليمنيين إدانتها واستنكارها لجريمة اختطاف الزميل محمد المقالح عضو النقابة من قلب صنعاء في وقت متأخر من ليل الخميس 17 / 9 / 2009م واخفائه حتى اللحظة وتعتبر هذه الواقعة جريمة شنعاء تمس المجتمع كله وتجعل الجميع عرضة للاختطاف والتغييب والإخفاء كما لو أنهم مجرد أشياء يسهل قذفها في النسيان, كما أنها تقوض شرعية السلطات الحاكمة إذ يغدو وجودها مبرراً للجريمة لا مبرراً لمحاربتها. وحملت السلطة مسئولية سلامته وإطلاق سراحه, مؤكدةً على أنها المعني الأول بهذا الأمر, مضيفة أنها تكرر استغرابها لما أبدته وتبديه وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية من تراخي وفتور ولا مبالاة في التعامل مع واقعة الإختطاف هذه, وهو ما يجعلها في مرمى الاتهام وعلى نحو قاطع وفاجع, وفقا لبيانها. وأضاف البيان لقد مضى أكثر من شهر على اختطاف الزميل المقالح لم تصدر خلاله من السلطات الأمنية أي بوادر مطمئنة تبعث على الأمن وتشعر أنها الحارس الأمين, في المقابل - وإزاء تحميلنا إياها المسؤولية - لم تبدر عنها إشارة إنكار أو استنكار أو إعلان براءة. كما جددت نقابة الصحفيين مطالبتها للأمن السياسي بإطلاق الصحفي فؤاد راشد رئيس تحرير موقع المكلا برس والمعتقل منذ شهور دونما مسوغات قانونية ضمن إجراءات استثنائية مشددة جائرة, حسب وصفها, وصلت حد منع زيارته وتمكينه من أبسط الحقوق وانها منذ الأيام الأولى لاعتقال راشد في المكلا وحتى هذه اللحظة وهي تتابع قضيته بقلق كبير وذلك نظراً لحالته الصحية المتدهورة وحالة العزل القسري التي يعيشها داخل معتقله دون مسوغ قانوني واعربت النقابة عن اسفها لعدم إنفاذ توجيهات النائب العام بخصوص اطلاق سراح راشد وسواه, متهمة من أسمتها ب"الجهات عالية التسوير" بالتعامل كما لو أنها فوق القانون وفوق المساءلة وطالبت النقابة الأمن السياسي بإطلاق سراح الكاتب صلاح السقلدي المعتقل منذ اشهر وانتقدت وزارة الإعلام على "الممارسات النزقة" التي تعاودها بحق الصحافة المستقلة بعد فترة من الهدوء تراجعت فيها حمى الملاحقة إلى حد بعث على نوع من الاطمئنان. مشيرة الى ممارستها للرقابة المسبقة على صحيفة المصدر والتي هددت معها بعدم طباعتها لولا تسوية أخيرة الأسبوع الماضي, في حين قالت النقابة إن وزارة الإعلام مارست رقابة مسبقة عبر إدارة مطبعة الثورة على صحيفة الوطني الصادرة من محافظة عدن- مما أضطر إدارة تحرير صحيفة الوطني إلى تغيير ما لم يرق للمكلفين بالرقابة؛ تحاشياً لقرار ربما أكثر رعونة, وتحت ضغط مخاوف المصادرة والاحتجاز خفضت إدارة التحرير الكمية المطبوعة من 13000 نسخة إلى 8000 نسخة غير أنهم وبحسب رئيس التحرير فوجئوا بمصادرتها كاملة فور انتهاء الطبع وهو ما يلقي الضوء على العقلية التي تتعامل بها وزارة الإعلام مع الصحافة وحرية التعبير والقوانين المنظمة لهذه الحقوق وبصورة تغني عن الدخول في مهاترات مسفة ومجادلات عقيمة. وواصلت النقابة انتقاداتها الحادة اليوم لوزارة الإعلام, إذ أكدت أن مطابع الثورة هي جسر العبور الصعب, هناك حيث تقرر وحدها الخطأ من الصواب وحيث تنصب من شاءت رقيباً على ما يصح ومالا يصح للنشر, هناك حيث للوطن قارئ مكلف يقلب أعينه بين السطور, يحدق في الأعمدة ويجوس خلال الكلمات. , كما جاء في بيانها. وأدانت نقابة الصحفيين اليمنيين بشدة هذه الممارسات من وزارة الإعلام وعدتها انتهاكاً وعدواناً على الدستور والقانون وإساءة بالغة لحرية الصحافة, مؤكدة على حق الصحف المتضررة من الإجراءات السابقة والأخيرة في رفع دعاوى قضائية ضد وزارة الأعلام لوضع حد لتلك التجاوزات وإن النقابة ستدعم ذلك بقوة. وأردف بيان النقابة القول إن حرية الصحافة في اليمن قد تعرضت خلال هذا العام لحرب وصفها ب"الشعواء" و"غير المسبوقة أو المبررة" والتي قوضت كثيراً من الثقة التي انبنت خلال مراحل سابقة وميعت موقف الحكومة اليمنية من التزاماتها وتعهداتها بهذا الشأن.