سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حميد الأحمر: السعودية قطعت مرتبات إخوتي من بداية 2011 والحمدي أخطأ بمحاولة إلغاء القبيلة ولم يكن لديه مشروع دولة "بدأت تجارتي بصندقة كنت أبيع فيها الجعالة لأشقائي"..
قال الشيخ حميد الأحمر إن المملكة العربية السعودية أوقفت المرتبات التي تمنحها لأشقائه منذ بداية العام 2011، نافيا أن يكون يتسلم أموالا من السعودية أو من قطر. وقال الأحمر إن الرياض "قطعت مرتبات أشقائي منذ 2011"، مضيفا أنها من ضمن المرتبات "التي كانت تدفعها للمشائخ، ومن ضمنهم أخي الشيخ صادق، الذي أوقفت المقرر الشهري له من بداية 2011". وتحدى، في حوار متلفز أجرته معه قناة "معين"، أية دولة أن تثبت أنها تدفع له أو لإخوته أموالا، وقال: "أطلب من الداخل والخارج أن يعلن إن كان يقدم دعما لأولاد الشيخ بريال أو بسنت، وسنعيدها عشرة أضعاف". وعن موارده المالية التي بنت إمبراطوريته التجارية في اليمن، قال الأحمر إنه بدأ عمله التجاري ب"صندقة" لبيع الحلويات: "عندما كنت في الإعدادية كان معي صندقة أبيع فيها الجعالة والحلويات لإخواني وزملائي والموجودين في الحارة، وأتذكر في الثمانينيات أرسلني الوالد مع أخي قحطان إلى الأردن لعلاج قحطان، فلفت نظري الشماغات التي لم تكن موجودة في اليمن، فبدأت بتاجرة الشماغات". وذكر أيضا أنه عام 1987 استدان من والدته مبلغا ليؤسس مشروعا، وقال: "في 87 ذهبت إلى والدتي، واستدنت منها مبلغ 90 ألف ريال، وأسست بها ورشة لإصلاح السيارات"، غير أنه أشار إلى أنه أسس في العام التالي أيضا شركة الآفاق السياحية، ثم مجموعة السلام التجارية التي قال إنها بدأت العمل في مجال مناقصات الدولة. وعن الخدمات التي أسهم بها من خلال أعماله التجارية، قال حميد الأحمر إنه هو من بنى محطة مأرب الغازية، وهي المحطة الوحيدة التي تزود اليمن بالكهرباء، وقال: "محطة مأرب الغازية أنا الذي بنيتها، ولم يتحقق للدولة في مجال الكهرباء إلا هي، وحين يتم ضربها انظر كم يستمر انقطاع الكهرباء"، وأضاف: "المشروع الذي عمله حميد هو الذي بيسرج لليمنيين إلى اليوم". وعن أسباب اتجاهه للتجارة منذ البداية، قال: "عندما بدأت خطوتي الأولى في العمل التجاري كان واضحاً أني لست رجل مال، بل سياسة، ولكن أحتاج إلى المال، لأن المال هو أساس الطاعة". وأضاف: "أعي أن العمل السياسي يحتاج إلى استقلال مالي، وهو ما تحقق لي بفضل الله، وكنت أشعر بفضل الله علي ونحن نمر بالأوضاع العصيبة في أزمة 2011". في السياق نفسه، اعتبر الأحمر أن ما وصفه ب"المال العربي المدنس"، يحاول الآن "الإبقاء على العرب في أوضاعهم المتخلفة"، وذلك في سياق رفضه للتطورات القائمة في مصر، والتي أدت إلى الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين والرئيس مرسي. واعتبر أن ما يحدث في مصر "لا زال يتفاعل، وإن شاء الله تعود الأمور إلى نصابها، ويفشل هذا التمرد. محاولة الانقلاب على الشرعية في مصر ليست على الرئيس مرسي، بل انقلاب على القيم والمبادئ التي ثار من أجلها الشعب المصري، وللأسف يستخدم المال العربي المدنس للإبقاء على العرب في وضع التخلف"، حسب تعبيره. وقال حميد إنه أول من دعا للثورة الشبابية السلمية، موضحا أنه خسر خلال الثورة أكثر من نصف ثروته. وبشأن طموحه للرئاسة قال: "أنا أرى أن من حقي إذا ما أتيحت لي الفرصة، وكان لزاما علي أن أتولى الرئاسة، فمن حقي أن أطمح في الرئاسة". وعرّف الأحمر نفسه بأنه نشأ في "مجتمع مدني"، وقال: "أنا نشأت في مجتمع مدني، الذين يتحدثون عن القبيلة بأنها ليست مجتمعاً مدنياً، هم ناس متخلفون في الحقيقة". وشدد على أن "القبيلة اليمنية هي موروث مدني استطاع أن ينظم الناس في غياب الدولة". وفي سياق دفاعه عن القبيلة، اعتبر الأحمر أن "إبراهيم الحمدي أخطأ بمحاولة إلغاء القبيلة، خطأً كبيراً جدا، هو كان رجلاً في الحقيقة كان عنده رجولة حتى عندما يخاصم، لكنه أخطأ، ودخلت اليمن في صراع جانبي بسبب ذلك"، حسب تعبيره. وحين علق المذيع على كلامه بالقول إن الحمدي كان لديه مشروع دولة، رد الأحمر: "لا يوجد مشروع دولة يقوم على شقاق مع ثلث المجتمع. كان رجلاً فيه مميزات لم تتوفر عند كثيرين من الذين أتوا بعده". واتهم علي عبدالله صالح بأنه ساهم في "تصفية الحمدي والغشمي". حميد الأحمر ذكر أيضا أنه من مؤسسي الإصلاح، وقال: "ساهمت في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح، وكنت حاضرا في أول اجتماع لتأسيسه، كما انتخبت في أول مجلس شورى له". وبشأن طموحات شقيقه حسين، قال إن من يعمل في السياسة يحتاج إلى مشروع، وقال إن حسين صحيح أسس حزبا (حزب التضامن الوطني)، "لكن الحزب يحتاج مشروعاً". وعن لماذا لم يحكم والده اليمن من موقع "رئيس جمهورية"، قال الأحمر: "سألت والدي لماذا لم يتولّ حكم اليمن مباشرة، وكان قادرا على ذلك، فرد علي: أنا رجل نشأت نشأة تعلمت فيها أنه لا يتولى الحكم إلا أعلم الناس، وأنا لست عالماً، وبالتالي لم أكن أجد نفسي أهلا للرئاسة، لأني لم يكن عندي العلم الشرعي، والجانب الثاني من إجابته قال لي: أنا آليت على نفسي أن أكون كالتاجر الداخل في الربح الخارج من الخسارة، فالحكم مسؤوليته وتبعيته عند الله كبيرة، ولذلك لم أرد أن أتحملها"، بحسب تعبير. غير أن حميد استدرك بأن "زهد الصالحين في الحكم جعل الفاسدين يحكمون اليمن".