جريح الثورة عبدالله العزي فازع العبسي يبلغ من العمر 29 عاماً طالب في جامعة تعز ومدرب رياضي لفريق الشعبية لكرة القدم في مديرية القاهرة في مدينة تعز . من أوائل الشباب الذين اعتصموا في مدينة تعز في ثورة فبراير 2011م يعتبر من أوائل جرحى الثورة في مدينة تعز في ساحة الحرية في تاريخ 18 فبراير 2011عندما ألقى بلاطجة النظام الشيخ قنبلة على شباب الثورة ويتهم فيها الشيخ سلطان البركاني أثناء اعتصامهم في ساحة الحرية أستشهد على اثر تلك القنبلة الشهيد مازن البذيجي وسقط عدد من الجرحى بينهم الجريح عبدالله الذي أصيب اصابة خطرة في رجلة اليسرى من القدم حتى الفخذ ، ورغم الإصابة الخطرة للجريح عبدالله العزي إلا انه شارك في كل المسيرات لشباب الثورة واهمها المسيرة الشهيرة ( مسيرة الحياة الراجلة ) سيراً على الأقدام من تعز رغم إصابته. المستقلة ألتقت بالجريح عبدالله عزي فازع العبسي بعد عودته من جمهورية كوبا وكان لنا معه هذا اللقاء. لقاء / حمدي ردمان يقول الجريح عبدالله: سافرت إلى جمهورية كوبا في شهر فبراير 2013 أنا وثلاثة جرحى بعد ان حصلنا على حكم من المحكمة الإدارية في صنعاء أنا و 10 جرحى آخرون من جرحى الثورة. وصلنا إلى كوبا واستقبلنا في مطار هافانا السفير اليمني لدى جمهورية كوبا وتم نقلنا إلى فندق في داخل مستشفى باريس في هافانا وتم عمل الفحوصات الأولية لنا ثم علاج طبيعي لمدة شهر وإصابتي في الرجل اليسرى من مفصل القدم إلى الفخذ وهي إصابة خطرة. وقام الأطباء بإجراء لي فحص زراعي للقيح الذي يخرج من فوق الركبة واختلاف الأطباء فيما بينهم حول خطورة إصابتي فمنهم من يقول إنني مصاب بالغرغرينا والآخر يقول ان هناك قيحاً داخل العظم وليس غرغرينا. وفي الأخير إجمتع الأطباء وقالوا بأن حالتي صعبه وبعض الأطباء قال إنه سوف يتم بتر رجلي والبعض الآخر نصح أن يتم علاجي في مستشفى متقدم أفضل من مستشفيات كوبا لأن هناك إصابة في رجلي ما زالت حية حتى الآن . وبعد هذا قام نائب السفير اليمني بأخذي إلى مستشفى آخر أفضل من المستشفى الأول وتم عرض حالتي على الأطباء وأفادوا نائب السفير بأن حالتي مستعصية جداً ويمكن إجراء لي عملية كبيرة لكن قالوا إن هذه العملية سوف تعطل رجلي بعد خمس سنوات فقال لهم نائب السفير ماهي الإمكانيات التي يمكن عملها فقالوا له إن الإمكانيات والتقنيات الحديثة في كوبا غير متوفرة وأفادوه ان كوبا ما زلت محاصرة من قبل الدول الرأس مالية . ونصح الأطباء نائب السفير أن يتم علاجي في جمهورية ألمانيا الاتحادية لأن هناك لديهم إمكانيات وقام نائب السفير بإرسال التقارير الخاصة بحالتي إلى احد المستشفيات في ألمانيا وتم الرد بأن الإمكانيات متوفرة عندهم وقادرون على علاجي دون بتر رجلي وأن تكاليف العمليات ستبلغ 55 ألف يورو .وبناءً على تقرير المستشفى الألماني قام نائب السفير مشكوراً بإجراء المعاملة بالتأشيرة لي عبر السفارة الألمانية في عاصمة كوبا هافانا ووافقوا على منحي التأشيرة ولكنهم طلبوا منا ان نرسل مبلغ 55 ألف يورو إلى المستشفى في ألمانيا . فقام نائب السفير بالتواصل مع اللجنة الطبية في حكومة الوفاق وأرسل لهم ثلاث مذكرات بضرورة إرسال المبلغ المذكور إلى ألمانيا وإنقاذ حياتي إلا أن الحكومة واللجنة الطبية في اليمن تجاهلت هذه المذكرات وكأن الموضوع لا يعنيهم وكأنهم لم يرسلوني إلى كوبا للعلاج . وما قامت به اللجنة الطبية للرد على نائب السفير هو رسالة عبر الجوال من قبل الأخ/ علي النعيمي أحد اعضاء فريق اللجنة الطبية فمضمون الرسالة يقول فيها إن اللجنة الطبية لم توافق على علاجي في ألمانيا فرد عليه نائب السفير لماذا لا ترسل لنا مذكرة رسمية بهذا الموضوع حيث أن التعامل في مثل هذه الأمور يكون في مذكرات رسمية وليس عبر الجوالات . ونصحني نائب السفير بالعودة إلى اليمن كي أتابع اللجنة الوزارية لعلاج جرحى الثورة وإن أي تأخير سوف يتسبب في وفاتي وقام نائب السفير بالتنسيق مع اللجنة الوزارية لعودتي بحيث يتم سفري إلى ألمانيا. عدت إلى اليمن في شهر مايو 2013 م واستقبلني في مطار صنعاء الدولي باص من قبل وزارة الصحة ومندوب من قبل وكيل جرحى الثورة الأستاذ احمد سيف حاشد وتم إيصالي إلى مستشفى الثورة العام في العاصمة صنعاء ومكثت هناك لمدة أسبوع ولم أجد أي اهتمام او رعاية وللأسف اللجنة الوزارية لم تكلف نفسها حتى بالسؤال عني وعن حالتي وخرجت من المستشفى وذهبت إلى مجلس الوزراء أكثر من مرة كي اتابع اللجنة الطبية لكن للأسف لم يتم السماح لي بالدخول لمقابلتهم . فما كان مني انا وبقية جرحى الثورة الذين لم يحصلوا على علاج إلا الذهاب إلى منزل رئيس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة وبينما نحن منتظرون امام بوابة منزله إذا بالأخ علي النعيمي جاءني وبدت عليه ملامح الغضب من وقوفنا امام منزل باسندوة فتم مشاجرتي معه كونه هو من يعرقل علاجي في ألمانيا وكذا علاج بقية جرحى الثورة وفي هذه الأثناء خرج رئيس الوزراء إلينا فقال لي أهدأ يا ابني وقال لنا انه سوف يقيل اللجنة الطبية كاملاً وسوف يقوم في علاجي أنا وبقية جرحى الثورة في أي مكان حسب درجة الإصابة كان في الداخل او في الخارج ولكن لم يتم عمل أي شيء من قبل رئيس الوزراء وصحتي تزداد خطراً كل يوم ومعها تزداد معاناتي . في تاريخ 28 يوليو يوم الأحد تم إسعافي إلى المستشفى الجمهوري بصنعاء بعد أن ساءت حالتي الصحية حيث أنني دخلت فاقداً للوعي نتيجة ألم شديد في رجلي المتقيحة والتي تحتاج لتدخل علاجي عاجل في ألمانيا ، وأنا ما زلت لليوم أمشي على عكازين يساعدانني على التنقل وللأسف أقولها بمرارة لقد صرت مهددا بالموت جراء القيح الذي يزداد كثافة في ركبتي وقدمي يوماً بعد آخر وقد ألقى نفس مصير الشهيد الكمالي لكني أقول حين تخلع الانسانية اثوابها لا يسعنا إلا أن نقول انا لله وانا اليه راجعون. واجدها مناسبة لأقدم عزائي إلى أسرة الشهيد الكمالي وجميع رفاقه .