قال ل"الشارع" مصدر سياسي رفيع إن دبلوماسياً أمريكيا أبلغ صانع القرار اليمني أن جمهورية مصر العربية رفضت قبول ترشيح الولاياتالأمريكية روبرت ستيفن فورد للعمل سفيراً لها لدى مصر خلفاً للسفيرة آن باترسون, التي غادرت القاهرة في وقت سابق. وأوضح المصدر أن هناك استياء أمريكيا كبيرا من رفض القاهرة ترشيح "فورد" مشيراً الى أن "هذه تُعد المرة الأولى التي ترفض فيها دولة عربية تعيين سفير لأمريكا لديها, وتقول إنه غير مرحب به, وتورد, أسباب رفضها لترشيحه للعمل لديها". وأفاد المصدر بأن "الغضب الأمريكي موجه نحو وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري, الفريق أول عبد الفتاح السيسي, الذي تتهمه أمريكا بالوقوف خلف رفض ترشيح فورد للعمل كسفير لدى مصر". ولم تتمكن صحيفة "الشارع" من التأكد من الخبر من مصدر أمريكي أو مصري. وكانت أخبار ترشيح "فورد" سفير أمريكا السابق في سوريا, ليتولى منصب سفير بلاده في القاهرة, انتقادات واسعة في مصر؛ "بسبب تاريخ هذا الرجل, المثير للجدل, في الدول التي خدم فيها سفيراً لبلاده". وشن عدد من الصحف المصرية حملة لرفض قبول ترشيح "فورد". وشغل "فورد" (55 عاماً) مؤخرا, منصب سفير الولاياتالمتحدة في سوريا, وكان قبل ذلك سفيراً لبلاده في الجزائر من 2006م الى 2008م, كما تولى منصب القنصل السياسي في السفارة الأمريكية بالعراق, في الفترة من 2004م حتى عام 2006م. وفي الرابع من أغسطس الجاري, قالت صحيفة "الفجر" المصرية إنه "خلال سنوات عمل فورد في العراق ثارت حوله الشبهات بشأن تورط سفارة بلاده في عمليات القتل الجماعي التي شهدتها الدول التي خدم فيها, ومنها العراق, بعد الغزو الأمريكي, ومؤخرا سوريا التي تم تعيينه سفيراً لها, في يناير 2011م, أي قبل شهرين من بداية القتال المسلح ضد حكومة الرئيس بشار الأسد". ونقلت الصحيفة عن تقرير نشره موقع "جلوبال سيرش" الكندي, العام الماضي, قوله, إن "السفارة الأمريكية في العراق وسوريا متورطة في تطبيق ما يُعرف بعملية "خيار السلفادور" وهي نموذج إرهابي تقوم من خلاله فرق الموت تنفيذ عمليات قتل جماعية, تحت رعاية الولاياتالمتحدة, وقد طبقت لأول مرة في السلفادور, في ذروة المقاومة ضد الديكتاتورية العسكرية, ما أسفر عن مقتل 75000 شخص". وأوضحت الصحيفة أن تقرير "جلوبال سيرش" ذكر أن "وزارة الدفاع الأمريكية نفذت "خيار السلفادور" في العراق, عام 2004م, تحت رعاية سفير الولاياتالمتحدة في العراق حينها, جون نيجروبونتي وبمشاركة القنصل السياسي في السفارة حينها, روبرت فورد". وأفادت بأن التقرير قال إن "فورد" الذي كان جزءاً لا يتجزأ من فريق نيجروبونتي في السفارة الأمريكية في بغداد (2004م- 2005م) تم تعيينه, بعد ذلك, سفيراً للولايات المتحدة في سوريا, واعتبر التقرير أن مجزرة الحولة, حيث قتل 108 أشخاص, بينهم 35 طفلاً, في مدينة الحولة, قرب الحدود السورية, في 27 مايو 2012م, كانت أحد المشاهد التي ترتكبها فرق الموت التي ترعاها الولاياتالمتحدة, في إطار خيار السلفادور لسوريا". وربط التقرير, طبقاً للصحيفة, "بين التسلسل الزمني للأحدث في سوريا, ووصول فورد, معتبراً أن هناك علاقة مباشرة بين اختياره لهذه المهمة واندلاع التمرد الكامل, ويروز فرق الموت, في منتصف مارس 2011". وقال إن فورد "لعب دورا محورياً في إرساء أسس الأزمة في سوريا, فضلاً عن إقامة اتصالات مكثفة مع جماعات المعارضة". وذكرت الصحيفة أن التقرير قال: "فرغم خروج فورد من سوريا في أكتوبر 2011م, لكنه لا يزال يشرف على المشروع من وزارة الخارجية الأمريكية" مشيراً الى ما كتبه فورد على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إذ قال: "على الرغم من خروجي من دمشق سأعمل مع الزملاء في واشنطن, لدعم الانتقال السلمي للحكم". وحسب التقرير, ساهم فورد في تنسيق الدعم السري لفرق الموت والجماعات شبه العسكرية في العراق, بغية إثارة الطائفية والعنف وإضعاف حركة المقاومة".