علم "الوسط نت" من مصادر مؤكدة أن بلاغاً من السفارة اليمنية في سوريا أكد مساء اليوم ان الضباط اليمنيين الخمسة المعتقلين في سوريا لازالوا على قيد الحياة. ونفل موقع الوسط نت عن المصادر ذاتها بان السفارة اليمنية في دمشق بعثت ببلاغ إلى وزارت الداخلية والاستخبارات العسكرية نفت فيه ما قيل عن مقتل الضباط الخمسة ، وأكدت ان أخر المعلومات التي تلقتها خلال الأيام الماضية تؤكد بقائهم على قيد الحياة . وقال الوسط نت انه أهالي الضباط المعتقلين لدى جبهة النصرة أكدوا مساء امس أن القوات الجوية اليمنية أبلغتهم بان أبنائهم على قيد الحياة ولا صحة لرواية مقتلهما . وكان أهالي الضباط المعتقلين لدى جبهة النصرة قد شككوا في قضية مقتلهم وطالبوا الوسيط اليمني محمد الحزمي بإثبات الدليل بعد أن أكد مقتلهما قبل شهرين وعشرين يوماً. وجاء تأكيد بقاء الضباط اليمنيين على قيد الحياة بعد يوماً واحد من نفي المنظمة التركية "IHH" علمها بمقتل خمسة ضباط يمنيين معتقلين لدى جبهة النصرة في سوريا منذ الرابع من سبتمبر الماضي وقالت أنها سوف تتأكد من صحة الخبر. وكان الشيخ محمد الحزمي قد ابلغ أهالي الضباط المعتقلين في سوريا تعازيه الثلاثاء ، مشيراً إلى إنهما قتلا في هجوم جويي نفذه الجيش السوري في ريف ادلب بسوريا قبل ثلاثة أشهر ، إلا إن المنظمة التركية التي تدعى IHH"" والذي استند عليها الحزمي في معلوماته قالت إنها لا تعرفه وليس لديها أي معلومات مؤكدة عن مقتلهما. ناشطون حقوقيون اعتبروا إعلان مقتل الضباط اليمنيين الخمسة لدى جبهة النصرة في سوريا يفتقر لأي دليل على مقتلهما وأنه تم الاعتماد على معلومات سطحية من قبل مواطن تركي دون أن يدلي بأي معلومات حول مكان وتاريخ مقتلهما. وفي ذات السياق أفاد ناشطون حقوقيون إنهم بعثوا برسائل إلى الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي توثق كل الانتهاكات الحقوقية في سوريا ومنها الضحايا الذين يسقطون بهجمات الجيش السوري النظامي ، وأكدوا ان الشبكة توثق بالاسم كل شهيد يقتل في مختلف المحافظات السورية أكان من المواطنين أو من الجيش الحر أو جبهة النصرة ولم يوجد أي اسم للضباط الخمسة رغم وجود أسماء شهداء عرب ذكرتهم الشبكة في تقاريرها اليومية بالإضافة إلى عدم إعلان جبهة النصرة او ما يسمى بدولة الشام والعراق عن أي خبر حول مقتل الضباط الخمسة في وسائل إعلامها المختلفة. وعلى الرغم من إعلان الحزمي واصراره على خبر مقتل الضباط الخمسة المعتقلين لدى جبهة النصرة إلا انه تراجع يوم أمس عن تأكيد مقتلهما ، وأكد اعتزامه السفر إلى تركيا للتأكد من صحة الخبر وإعادتهم أحياء أو أموات حسب المصدر . وكان الحزمى القيادي في "التجمع اليمني للإصلاح " أعلن في وقت سابق انه التقى بقيادات في جبهة النصرة، التي كانت قد هددت في وقت سابق بإعدام الضباط، ولم يوضح أسباب عدم إطلاق سراحهم بوساطته رغم العلاقات الوطيدة بين التنظيمين الإسلاميين في اليمن وسوريا. وعلى مدى العشرة الأشهر الماضية كرر الحزمي وعودة بالإفراج عن الضباط الخمسة عشرات المرات وحثهم على عدم تسريب الأمر للصحافة كون ذلك يضر بمسار التفاوض . وتفيد أخر المعلومات المؤكدة من الجيش الحر بان جبهة النصرة تعتقل قرابة الالف أسير من مختلف المحافظات السورية ومن الجيش الحر والجيش النظامي في سوريا وعرب ، وكان الجيش الحر قد طالب الجبهة في منتصف شهر رمضان الفائت بالإفراج عن المعتقلين الأبرياء التي تعتقلهم خصوصا بعد مقتل قائد ميداني للجيش الحر على أيدي الجبهة في رمضان ومطالب الدولة الداعمة التي أوقفت مساعداتها للمجلس الانتقالي السوري بحجة مخاوفها من تسرب الأسلحة المتطورة إلى الجبهة . الشيخ الحزمي الذي يبدو انه فشل في المهمة كان قد عمد إلى إزاحة القاضي حمود الهتار الذي كلف بالبحث والتفاوض مع الخاطفين في سوريا والإفراج عن الضباط الخمسة المعتقلين بطريقة والذي بذل جهوداً كبيرة قبل ان يسحب الحزمي البساط علية ويتولى المهمة بطريقة يكتنفها الغموض حتى الآن كما هو حال الضباط المعتقلين الخمسة الذين انقطعت أخبارهم وباتوا بحكم المفقودين بعد مضى قرابة العام على اعتقالهم . واعترض على إعلان اللجنة المستقلة لمتابعة وتحرير الضباط في مايو الماضي استعدادها الإفراج عنهم خلال أسبوعين وفق تواصلها مع الخاطفين عبر وساطة سعودية سورية، واتهم أعضاء اللجنة بالاحتيال على جهوده مؤكدا لأسر الضباط بأنهم سوف يخرجون بعد أسبوع فقط. وهو مادفع اللجنة التي قالت ان الخاطفين طالبوا بفدية مالية وقدمت الضمانات الكفيلة بالإفراج عنهم الى حل نفسها . وابتعث الضباط اليمنيين الخمسة إلى سوريا للدراسة في أكاديمية الأسد للدراسات العسكرية في حلب وهم: محمد عبده حزام المليكي تخصص كهرباء قوى وآلات ، وحسين احمد سلامة تخصص كهرباء قوى وآلات ،وهاني صالح نزار تخصص كهرباء حاسبات وتحكم ، حسن محمد الوهيب تخصص هندسة الكترونية واتصالات، احمد علي ردمان تخصص كهرباء وجميع تلك التخصصات مدنية.. وتم اعتقالهم اثناء عودتهم إلى اليمن براً من مدينة حليب إلى العاصمة السورية دمشق في الرابع من سبتمبر الماضي بعد ان تعذر نقلهم جوا لتوقف حركة الطيران في مطار حلب بسبب استهداف الطائرات وهو ما دفعهم الى سلوك طريق البر مستقلين باصاً من حلب إلى دمشق الا أنهم وقعوا في قبضة جبهة النصرة في ريف ادلب التي بثت في أكتوبر الماضي شريط فيديو للضباط الخمسة زعمت أنهم كانوا مع النظام السوري ،الا ان وزارة الدفاع سارعت بنفي ماجاء في شريط الفيديو الذي بثته جبهة النصرة وتضمن اعترافات قسرية للضباط الخمسة المختطفين. ونفى المصدر العسكري في أكتوبر الماضي نفيا قطعيا أي ارتباطات أو مشاركة للضباط اليمنيين في الأحداث التي تشهدها سوريا. وأوضح المصدر أن الضباط اليمنيين كانوا في طريق عودتهم إلى اليمن بعد أن أكملوا دراستهم للحصول على شهادة الماجستير في أكاديمية الأسد، و انه تم اختطافهم مطلع سبتمبر الماضي في منطقة أدلب بين دمشق وحلب وهم في طريقهم إلى دمشق للعودة منها جوا إلى اليمن بعد أن كان قد تم قطع تذاكر العودة لهم. وزارة الدفاع اليمنية أكدت بان الضباط الخمسة ابتعثوا من اليمن قبل الحرب للدراسة وفق برتوكول رسمي موقع بين الحكومتين اليمنية والسورية في أغسطس من العام 2010م للدراسة لعامين وحال انتهاء فترة الدراسة عاد الطلاب المبتعثين مطلع سبتمبر العام 2012م .