قالت صحيفة "ذا كريدل" الأمريكية إن الحرب الأمريكية على اليمن أكملت شهرها الأول، دون وجود شواهد على أن الأهداف تحققت، ولا مدى زمني متوقع لتحقيقها. ورأت ان ذلك يبرز محاذير اتساع الحرب وانخراط أطراف إقليمية، على رأسها السعودية والإمارات، لكنها رأت ان هناك موانع كثيرة قد تحول دون وقوع ذلك، كما حصل في العام الماضي. وأكدت أنه حتى في الأوساط الغربية ترى أن الحرب الأمريكية على اليمن لا تنفصل عن الحرب على قطاع غزة، إذ حاولت إدارة بايدن عام 2024 الفصل بين الحربين، فكان الواقع يشهد بترابطهما الكامل، قبل أن يتعزز ذلك باتفاق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة حماس منتصف يناير/كانون أول 2025، حين توقفت عمليات اليمن لولا نكث حكومة نتنياهو بالاتفاق. وذكرت أن واشنطن قد تسببت في تجميد التفاهمات الإنسانية والاقتصادية بين الرياضوصنعاء، بعد أن رفضت الأخيرة وقف مساندتها العسكرية لغزة، ضمن سياسة العصا والجزرة التي اكتملت بعرض أمريكي يقضي بمعالجة ملفات اقتصادية مقابل الحياد اليمني كحال بقية الأنظمة العربية. ومع ذلك تقول الصحيفة ان الحوثيين وجدوا أنفسهم بين قرارين: إما الاستمرار في عمليات الإسناد مع القبول بتجميد المعالجات الداخلية وتحمل ما ينتج عنها من معاناة، أو الانخراط في حرب مع السعودية والإمارات إلى جانب الحرب على "إسرائيل". وقالت الصحيفة أن السعودية والإمارات لم تتقبلا موقف الحوثيين بإيجابية، بل وجدت فيه فرصة للتنصل من التزاماتهما وفق اتفاقية التهدئة إبريل/نيسان 2022، وهذا التنصل لا ينفصل عن رغبتهما في معاقبة صنعاء عقب انخراطها في معركة الإسناد لغزة. ورأت ان موقف صنعاء قد أحرج نظامي الرياض وأبوظبي، فالأخيرة منخرطة في التطبيع المباشر مع "إسرائيل" والأولى تقترب من ذلك، بينما من تعرض لعدوانهما منذ العام 2015 يسارع إلى دعم المظلومية الفلسطينية، رغم جراح سنوات الحرب والحصار. وتابعت: يبدو أن الحوثي أضاف النقاط السابقة إلى قائمة الخطوط الحمر، ما قد يستدعي ردا متناسبا وربما مفتوحا تجاه الأطراف التي تتجاوزها. ومن المهم الإشارة إلى أن الرسالة عكست حسابات الحوثيين حول إمكانية تورط دول الجوار، أو دول عربية وأفريقية، تحت مبرر "حماية الملاحة الدولية"، وهذا يعني الاتجاه نحو الجهوزية أمام أيّ سيناريوهات قادمة، مع إفقادها عنصر المفاجأة. وتابعت الصحيفة أن السعودية لجأت في مطلع يوليو/تموز 2024 إلى الإيعاز للحكومة اليمنية الموالية لها لمحاولة نقل البنوك من صنعاء إلى عدن، قبل أن يعلن زعيم حركة "انصار الله" عبدالملك الحوثي أن الخطوة تجاوزت الخطوط الحمر، واضعا إياها في سياق خدمة "إسرائيل" وطاعة أمريكا، كاشفا في خطابه يوم 7 يوليو/تموز 2024 بأن الأمريكي "أرسل إلينا برسائل بأنه سيدفع النظام السعودي إلى خطوات عدوانية ظالمة وسيئة وضارة بالشعب اليمني". و رأت الصحيفة، أن سقف التهديد ارتفع ليعطي فرصة عاجلة للسعودية للتراجع عن الخطوة، أو الدخول في تصعيد واسع، ضمن معادلة: "البنوك بالبنوك، ومطار الرياض بمطار صنعاء، والموانئ بالميناء".