رحب الفريق سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى بدعوة الدكتور علي الديلمي السفير اليمني السابق في لبنان لحوار مع أمريكا والسعودية مباشرة، مع توحيد الخطاب اليمني عند كل الأطراف. وأكد الفريق السامعي أن الحوار سيقود الى رفع الحصار، ويمكن اليمنيين من بناء دولتهم. وقال السامعي: نحن مع هذه الأصوات الصادقة الحريصة على اليمن. حوار مباشر وتسأل الدكتور علي أحمد الديلمي في مقال نشره الجمعة 25 أبريل/نيسان 2025: "لماذا لا نفكر في حوار مباشر مع الأمريكيين..؟ ليس من باب التنازل أو البحث عن حلول وسط على حساب ثوابتنا الوطنية، بل من موقع المصلحة الوطنية وبأوراق التأثير التي نملكها، وبشروطنا الكاملة التي لا تقبل المساومة على حقوق الشعب اليمني". الخطاء الاكبر وأكد الدكتور الديلمي إن الخطأ الأكبر ليس في خوض الحوار، بل في تجاهله وترك الآخرين يتحدثون عنا أو يرسمون مستقبلنا دون أن نكون طرفاً حقيقياً على الطاولة. ورأى الديلمي أن هناك تحولات إقليمية ودولية متسارعة، في خضم واقع يمني مثقل بالحرب والحصار والتدخلات الخارجية. أداة سيادية ولفت إلى أن الحوار إذا كان قائماً على أسس سليمة ومبنيًا على المصالح الوطنية ليس عيباً ولا ضعفاً، بل هو أداة سيادية يمكن أن تُستخدم لتحقيق مكاسب كبرى، سواء في كسر الحصار أو إنهاء التدخلات الخارجية أو إعادة صياغة العلاقات الدولية بشكل يخدم اليمن وشعبه. واوضح الديلمي أنه إذا كان الحوار مع الأمريكيين يفتح أبواباً للضغط من أجل وقف العدوان أو إعادة بناء الاقتصاد اليمني فإنه يستحق الدراسة الجادة والتفكير العميق، لا الرفض المسبق أو الخوف غير المبرر. تصحيح مسارات وقال: نحن لا نذهب إلى طاولة الحوار من أجل تقديم تنازلات، بل من أجل الدفاع عن حقوقنا وتصحيح مسارات فُرضت علينا بالقوة والعنف والهيمنة. خدمة اجندة خاصة واضاف: الولاياتالمتحدةالأمريكية بوصفها اللاعب الدولي الأقوى وصاحبة التأثير الواسع في ملفات المنطقة؛ لا يمكن تجاهل دورها أو القفز عليه. وتابع: أثبتت التجارب أن تجاهل هذا الدور لا يعني تحييده، بل يعطيه الفرصة للعمل من وراء الكواليس بما يخدم أجنداته الخاصة. كسر حلقات الحصار ورأى الديلمي إن الانخراط في حوار شجاع وشفاف مع واشنطن من موقع السيادة لا التبعية، وبخطاب سياسي ووطني متماسك، يمكن أن يكون بوابة لكسر كثير من حلقات الحصار، وإعادة الاعتبار للقضية اليمنية كقضية شعب يبحث عن الاستقلال والكرامة والعيش الكريم. اوراق القوة واكد ان لدينا ما يكفي من أوراق القوة التي تؤهلنا لخوض هذا الحوار بشجاعة وثقة،معتبرا ان اليمن ليس بلداً هامشياً، بل دولة ذات موقع جيوسياسي بالغ الأهمية، تتحكم بمضيق باب المندب الحيوي، وتشرف على أهم طرق التجارة العالمية. كما رأى أن الصمود الشعبي والرفض المتراكم لأي وصاية خارجية يؤكد أن أي حوار لا يُبنى على أساس احترام السيادة اليمنية سيكون مصيره الفشل. وبين الديلمي ان من الأوراق التي لا تقل أهمية؛ الوضع الإنساني الكارثي الناتج عن الحرب والحصار، والذي يمكن استخدامه كورقة ضغط قانونية وأخلاقية في أي حوار مع الأطراف الدولية. الحوار مع السعودية واستدرك: لا يمكن هنا إغفال الحوار القائم حالياً مع السعودية ورغبتها المعلنة أو الضمنية في دعم الأطراف اليمنية للحوار وتحقيق السلام بينها. واعتبر ان هذا الحوار إذا استمر بشكل جاد وصادق وخرج من عباءة المصالح الضيقة إلى أفق الشراكة واحترام السيادة فإنه يشكل عنصراً مساعداً ومهماً في الانتقال باليمن من حالة الحروب والصراع إلى حالة السلم والبناء والتنمية. ولفت إلى إن التقدم في هذا المسار وإن لم يكن كافياً وحده، إلا أنه يفتح المجال لتوسيع قاعدة التفاهمات مع قوى إقليمية ودولية على رأسها الولاياتالمتحدة. نصيحة ونصح الديلمي أنصار الله (الحوثيين) والشرعية اليمنية وكل القوى السياسية والمؤثرين والمجتمع المدني أن يضعوا اليمن أولًا وأن يتجاوزوا حسابات المكاسب المؤقتة والخلافات المناطقية، ويتفقوا على خطاب سياسي وطني موحد يخاطب الخارج بندية وينفتح على حوار جاد مع السعودية والولاياتالمتحدة، على أن لا يكون الحوار قائم على التبعية أو الخضوع، بل على قاعدة رفع الحصار وإنهاء التدخل وضمان سيادة اليمن ووحدة أراضيه. وتابع: ما نحتاجه اليوم هو عقل سياسي يتجاوز ردود الفعل ويرى أبعد من الحاضر ويفكر بمنطق الدولة، لا بمنطق اللحظة. وأكد الديلمي أن اليمن لا يجب أن يُختزل في حكومة أو فصيل أو حزب، بل يجب أن يُمثل باعتباره وطناً وشعباً له الحق الكامل في تقرير مصيره واختيار شركائه والتفاوض على مستقبله. نافذة للسلام ونوه إلى انه إذا كان الحوار مع الأمريكيين بشروطنا ووفق أولوياتنا سيقود إلى فتح نافذة للسلام العادل ورفع الحصار وإنهاء التدخلات الخارجية وتمكين اليمنيين من بناء دولتهم المستقلة. معتبرا ان ذلك هو خيار يستحق أن يُطرح بقوة وأن يُخاض بثقة لا بخوف أو تردد. وقال: المعركة اليوم لم تعد فقط عسكرية أو سياسية، بل أصبحت معركة مع الجوع والمرض والانهيار الكامل لمؤسسات الدولة، ومع ضياع الأمل في وطن يستحق الحياة. اطالة امد الكارثة ورأى أن أي طرف يرفض الحوار لمجرد الرفض أو يراه ضعفًا فإنه يساهم في إطالة أمد الكارثة. مؤكدا ان الحوار مع الأمريكيين عندما يُبنى على رؤية وطنية جامعة وتمثيل سيادي صادق يمكن أن يفتح الباب نحو سلام دائم ومرحلة جديدة من البناء والاستقرار. واشار إلى انه وما لم يتحلّ الجميع بالشجاعة السياسية والمسؤولية الوطنية فإن اليمن سيبقى رهينة للصراع، وأي نصر سيكون مؤقتًا، وأي مشروع وطني سيتحول إلى وهم. وأكد للجميع إن الوقت لم يعد يحتمل مزيدًا من التردد والشعب اليمني يستحق من جميع مكوناته السياسية أن تتحرك الآن من أجل المستقبل، لا من أجل الحسابات الضيقة ومن أجل السلام لا من أجل بقاء الصراع. تم نسخ الرابط