كشفت صحيفة "العرب" الإماراتية، الأربعاء 24 يوليو/تموز 2025، عن محادثات مباشرة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في عدن وحكومة صنعاء التابعة للحوثيين، بشأن إعادة فتح طريق اقليمي يربط بين محافظتي عدنوتعز، المغلق منذ قرابة عقد من الزمن بسبب الحرب، في خطوة وُصفت بأنها تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية مهمة. وبحسب تقرير الصحيفة، فإن التصريحات الإيجابية المتداولة مؤخرًا حول قرب افتتاح طريق كرش – الراهدة تعكس تحركًا سياسيًا جديدًا على الأرض، قد يفتح المجال أمام تفاهمات جزئية بين الأطراف اليمنية، في ظل تعثر جهود التسوية الشاملة. وأشار التقرير إلى أن الطريق الرابط بين محافظتي عدنوتعز يُعد من الشرايين الإنسانية والاقتصادية الأساسية، وأن إعادة فتحه لن تقتصر على الجانب الخدمي، بل تمثل أيضًا اختراقًا نفسيًا وسياسيًا بين الفرقاء. وقال عيسى عبدالباسط، عضو لجنة الوساطة، أن الترتيبات المتعلقة بفتح الطريق باتت شبه مكتملة، بعد أسابيع من التنسيق مع مختلف الأطراف، مضيفًا أن اللجنة حصلت على موافقات مبدئية من جميع الجهات، ويجري التواصل حاليًا لتأمين ضمانات تحول دون أي عراقيل مستقبلية. وأوضح عبدالباسط أن رئيس لجنة الوساطة، الشيخ سمير السبئي، يواصل جهوده لضمان حفظ حقوق كافة الأطراف، داعيًا رجال الأعمال والخيرين إلى الإسهام في تمويل أعمال إصلاح الطريق وصيانة الجسور والعبارات المتضررة، بهدف تسهيل حركة المرور وضمان السلامة العامة للمسافرين. واعتبرت الصحيفة هذا التحرك "ذوبانًا حذرًا للجليد" بين صنعاءوعدن، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم الموقع في ديسمبر/كانون اول 2018، والذي تضمّن فتح الطرق الإنسانية دون أن يُفعّل على أرض الواقع حتى الآن. وأكدت أن إحراز تقدم في هذا الملف قد يمهد لتفاهمات أوسع برعاية إقليمية، على غرار المبادرات التي تتوسط فيها سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية. وسلّطت الصحيفة الضوء على معاناة سكان جنوبتعز جراء استمرار إغلاق الطريق، حيث يضطر الأهالي لاستخدام طرق جبلية وعرة تستغرق ساعات طويلة، بدلًا من الطريق المباشر الذي لا يتجاوز ساعتين. ووصفت هذا الإغلاق ب"العقاب الجماعي" الذي أثّر على حياة آلاف المواطنين، خصوصًا المرضى والطلاب والموظفين والتجار. وختمت بالتأكيد على أن إعادة فتح طريق كرش – الراهدة، في حال تم تنفيذها، ستكون محطة مفصلية في مسار الصراع اليمني، ليس فقط من الناحية الإنسانية، بل كخطوة نحو إعادة بناء الثقة وتهيئة الأرضية لأي مفاوضات مستقبلية جادة بين الأطراف اليمنية.