"نهاية بلا رفاق شهادة مدين في لحظة السقوط"    أوضاع حضرموت.. عنوان لقاء جمع بن بريك والبحسني    الفرق بين حكام العدالة والتعاسة    "وثائق نفطية تكذب بن حبريش: مسلحوه احتجزوا ناقلات كهرباء حضرموت عمداً!"    حين تُتهم الإمارات لأنها لم تتورط    الدور الإماراتي المفضوح في سقطرى!؟    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (6)    قطاع التخطيط بمكتب رئاسة الوزراء يتسلّم خطتي وزارة الاقتصاد والصناعة ووزارة الشباب والرياضة    أكد الاستعداد العسكري التام للتعامل بحزم مع أية مخاطر أو تهديدات قد تستهدف أمن وسيادة اليمن    في بيان هام .. القوات المسلحة تؤكد : بدء المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الإسرائيلي    في خطابه التعبوي المهم.. قائد الثورة: هذا هو وقت الجهاد أكثر من أي وقت مضى    "خرافة" الردع الإسرائيلية تبخرت، والسيطرة ستبقى يمنية    تطرق إلى الصعوبات التي تواجه جهود توفير الأدوية لتخفيف معاناة المرضى    استمعت إلى إيضاح رئيس الوزراء حول القضايا المتعلقة بأداء الحكومة في المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية    الشعبة الجزائية المتخصصة بالأمانة تؤيّد حكم الإعدام بحق اثنين من عناصر تنظيم القاعدة    تعز.. إنجازات تنموية وتحولات نوعية خلال العام 1446ه    مرض الفشل الكلوي (14)    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    ابتداء من يوم غد.. منتخب الناشئين يبدأ المرحلة الأولى لمعسكره الداخلي بعدن ويستدعي 48 لاعباً    بيان عاجل صنعاء تحذر كل شركات العالم باستهداف سفنها اذا ثبت تعاونها مع إسرائيل    عودة أكثر من 50 صياد إلى الخوخة بعد أيام من الاحتجاز في إريتريا    - اعادة إصدار مجلة المواصفات والمقاييس بحلة جديدة    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 26 يوليو 2025    "قتيل الأمس يُقتل اليوم بالظلام".. ناشط حضرمي يعلق على معاناة أبناء حضرموت    الشرفي: التكليف أمانة ومسؤولية وطنية جسيمة وسنعمل على تطوير آليات التواصل السياسي    أُبَشِّرُكَ يا سَالِمُ... الحَالُ مُشْ سَالِم    الشيخ جوعان بن حمد يتوج أبطال العالم في السباحة بسنغافورة وسط مشاركة قياسية    أرسنال يعلن عن تعاقده مع المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس    رئيس الوزراء يتفقَّد معسكر منتخب الشباب بصنعاء    وزارة الزراعة والثروة السمكية تناقش مشروع خطتها وأولوياتها للعام 1447ه    إسرائيل تقتل 22 فلسطينيا باستهداف نازحين ومنتظري مساعدات بغزة    شرطة العاصمة تضبط متهماً بجريمة قتل    استدعاء 55 لاعباً لمعسكر منتخب الناشئين بعدن    أزمة الماء.. والمخلوقات المسالمة    لليوم الثامن.. تواصل دورة مدربي كرة القدم الآسيوية (C) بتعز    الاب اليمني يقتل ابنه في شبوة والسبب ستار لينك!؟ الاواق من شبوة    غدا .. انطلاق المرحلة الأولى من تحضيرات منتخب الناشئين بعدن    حمّى غامضة تجتاح اليمن .. والناس يواجهون الألم بصمت والسلطات تغيب    بوادر أزمة بين شتيغن وناديه برشلونة    الرئيس الزُبيدي يعزي أولاد الدكتور صالح يحيى سعيد في وفاة والدتهم    تواصل حملة رفع السيارات المتهالكة من شوارع المنصورة    هل يوجد في الجنة طعام؟    بعد عشرين عاما سينقرض الفكر والإبداع وسيكون البشر في أقفاص الحيوانات    حزب رابطة الجنوب العربي ينعي القيادي الوطني د حسن بازرعة    أسباب حرقة اليدين    حاشد عندما تتناوشه السهام من كل حدب وصوب    اختطاف طالب جامعي في إب    إصلاح المهرة يشيد بدور السلطة المحلية في حفظ الأمن ويدعوها لإنهاء أزمة المشتقات    باحث يكشف عن رحلة تنقل تمثال أثري يمني في المزادات العالمية    اجتماع برأسة الرهوي يناقش الاعداد و التحضير للاحتفال بدكرى المولد النبوي    حليب الكركم.. ماذا يحدث لجسمك عند تناوله يوميا؟    النهب والعبث يطولان مواقع أثرية يمنية برعاية حوثية    صنعاء .. احتفالية إصدار "دليل السراة" للكاتب مصطفى راجح    حليب القمر.. مشروب سحري للاسترخاء والنوم العميق    فواكه فعّالة في خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    جريمةُ ظليمينَ البشعةُ تهزُّ شبوةَ    في كلمته بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام .. قائد الثورة : موقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فساد ممنهج لا خلل عابر
نشر في يمنات يوم 27 - 07 - 2025


د. طاهر غازي
في اليمن، لم يعد الفساد مجرد سلوك فردي أو تجاوزات محدودة، بل أصبح بنية متكاملة، تشرعن النهب وتغطي على اللصوص، وتحرم الدولة من أعمدة قيامها: الموارد العامة، النظام العام، والثقة المجتمعية.
وقد جاءت شهادة محافظ البنك المركزي اليمني في عدن لتؤكد عمق الكارثة؛ حيث صرح بأن هناك أكثر من 147 جهة ومؤسسة حكومية لا تورد شيئا إلى خزينة البنك المركزي، ولا تخضع لأي رقابة مالية مركزية، ولا يعرف البنك كيف وأين تصرف إيراداتها.
تخيل … مؤسسات حكومية تتصرف بأموال الشعب وكأنها ملك خاص، بعيدا عن أعين المؤسسات الرقابية، وذلك يعني أن الوطن مختطف من قبل مافيات محلية تتستر بالشرعية أو بالانتماء المناطقي أو الولاء السياسي.
والأسوأ من ذلك، أن مجلس النواب نفسه، الجهة التشريعية والرقابية الأولى، يعترف بعجزه عن تفعيل لجان الرقابة، ليس لعجز قانوني، بل لأن الجهات المتنفذة في المحافظات رفضت حتى استقبال هذه اللجان، بل وتعرضت لها بالتهديد والاعتداء.
كيف يمكن الحديث عن استقرار اقتصادي، أو حتى تحسين السعر الصرف، بينما خزائن الدولة مشرعة للصوص، وعائدات النفط والجمارك والضرائب تنهب في وضح النهار؟
الواقع يقول إن اليمن لا يعاني فقط من شح الموارد، بل من تسرب الموارد المتاحة إلى جيوب نافذين لا يخضعون للمحاسبة.
والخلاصة..
لن تنهض اليمن طالما أن خزينتها تنهب من داخلها، ولن تبنى الدولة، لا شمالا ولا جنوبا، ما دامت أيدي اللصوص تعبث دون رادع. فالحرب الحقيقية لم تعد في الجبهات فقط، بل في كواليس المؤسسات، وفي تغييب الرقابة والمحاسبة.
وكما قال نيلسون مانديلا، وكما يثبت الواقع اليمني اليوم: لا يمكن بناء وطن… وأيدي اللصوص ما تزال في خزينته.
ولهذا، فإنه لا حل إلا باعتماد منهجية الحوكمة الرشيدة التي تقوم على الشفافية والمساءلة والمحاسبة، وأن تكون المؤسسات في خدمة المواطن، لا في خدمة النافذين، وأن تكون الخزينة العامة أداة تنمية، لا مغنما للفساد.
إن بناء وطن حقيقي يبدأ حين تغل يد اللصوص، وتفعّل أدوات الرقابة، وتدار مؤسسات الدولة بكفاءة ونزاهة في إطار منظومة حكم رشيد، بعيدا عن هيمنة أطراف سياسية أو مناطقية،
وحدها الحوكمة الرشيدة هي التي تحول الدولة من كيان هش ينهب، إلى وطن ينهض.
وبغيرها لا دولة ولا مؤسسات… ولن نجد إلا المزيد من الانهيار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.