عبد العليم العشاري أربعون أو خمسون عاماً وهم يوهموننا بأنهم طالبوا لنا من الرئيس بمشروع ماء، وفي كل انتخابات كانوا يرفعون نفس الشعار: "لكم الماء، السنة القادمة لكم المشروع بإذن الله". وفي كل موسم انتخابي كانوا يرسلون مهندساً ومعه أجهزة المساحة للبحث عن موقع مناسب للحفر، بالرغم من أن أجهزة المساحة لا علاقة لها بالحفر، لكننا من طيبتنا وسذاجتنا كنا نصدّق وننتظر، وننتظر حتى صارت السنوات عقوداً من الزمن. وعندما شاء الله أن يرسل فاعل خير يتكفل بالمشروع من الألف إلى الياء، بل تكفّل بمشروعين: مشروع في عزلة شوائط ومشروع في عزلة السيف، إلا أنه ومع الأسف الشديد هبَّ لمحاربته الصغير من النافذين قبل الكبير، واجتمع أعداء الخير من كل حدب وصوب. حركوا أياديهم المضللة والملطخة بالجهل والمكر والخديعة في أوساط المجتمع للعمل ضد مساعينا، فاتصلوا، وتواصلوا، وزاروا الهيئة، وضغطوا، ونصحوا بعدم منح التصاريح، وحاربوا كل خطوة كنا نتقدم بها نحو تحقيق حلم وأمل الناس في شربة ماء نظيفة. وكأن الماء الذي وعدونا به نصف قرن صار جريمة إذا جاء من غير طريقهم. كل كبار القوم شغّالون ليل نهار!! في الهيئة العامة للموارد ذكروا لنا أسماء من يعرقلون الخير من النافذين القدامى والجدد، وكله على ظهر "أبو الليل"!! وقَسَماً بالله إني قد بدأت أشفق على "أبو الليل" من كثرة ما حمّله أعداء الخير على ظهره، بالرغم مما يعلنه في زهوة النصر من جهود الآخرين، محاولاً إيهام البعض أنه من حرّك المعرقلين الأكبر منه جاهاً ونفوذاً. لا سامحهم الله جميعاً، ولا سامح الله من رضخ للمعرقلين ووقف إلى جانبهم في منع هذا الخير العظيم الذي سعينا إلى تنفيذه للناس "صدقة جارية".