عبد الوهاب قطران جميل شريان، يمني شجاع من أبناء قريتنا "قرية الجاهلية – همدان"، لم يُعتقل لأنه ارتكب جريمة، بل لأنه تجرأ على قول كلمة حق. منذ سنتين دخل في سجال إذاعي عبر مكالمة مطولة انتشرت على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، مع مالك إذاعة "سام" حمود شرف الدين، أشاد فيها بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وبأحمد علي عبدالله صالح، وبحقبة وعهد صالح، وتبادل الشتائم مع حمود شرف. فبقي الحقد في قلب شرف الدين حتى اليوم. ومع انتشار تسجيل تلك المكالمة مؤخرًا، وإعادة ناشطين تداولها قبل ثلاثة أسابيع، خرج حمود شرف بفيديو نافثًا ريشه، مستقويًا بسلطته وجماعته، يصف جميل شريان ب"الدانق العفاشي"، ويتحداه علنًا أن يظهر في ميدان السبعين. لم يكتفِ، بل صعد عصر الجمعة، أمام الجموع قبل قرابة ثلاثة أسابيع، إلى منصة السبعين متبجحًا يصرخ عبر مكبر الصوت وينادي باسم جميل شريان كطاغية يتوهم أنه دولة. جميل لم يركع. على إثر ذلك ظهر في صفحته بفيديو قصير يذكّر اليمنيين بحقبة كان فيها الشعب يعيش بسلام وخير، وينتقد هذه الحقبة التي جاعت فيها الناس وضاعت فيها المرتبات. ثم ملأ صفحته، منذ مطلع سبتمبر الجاري، بأناشيد سبتمبر وأعلام الجمهورية، وآخرها قبل يومين أغنية "يا فرح يا سلى" ترافقها صورة الطير الجمهوري والعلم الوطني. وفي اليوم التالي، قبل يومين، لم يحتمل حمود شرف ولا دولته "دولة السادة" صوتًا يمنيًا حرًا يرفع العلم. فأرسلوا أعوانهم إلى قريتنا واعتقلوا جميل شريان وأخفوه قسرًا خلف الشمس. واليوم يخرج ابن أخيه محمد شريان بمنشور يناشد كل أحرار اليمن، وكل الصحفيين والإعلاميين، وكل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، التضامن لإطلاق سراح عمه، محمّلًا الجماعة الحوثية المسؤولية الكاملة عن حياته وسلامته. إن اعتقال جميل محمود شريان ليس اعتقالًا لشخص واحد، بل رسالة ترهيب لكل من يرفع العلم الوطني أو يتغنى بسبتمبر المجيد. فهل بدأت اعتقالات سبتمبر؟! ألم تتوشحوا بالأمس بالعلم الوطني وتزعموا الاحتفاء بالثورة والجمهورية؟! أم أن تلك كانت مجرد فخ لاستدراج الناس إلى السجون؟! هذا هو وجه سلطة حمود شرف الدين: سلطة القهر، سلطة تعتبر سبتمبر مجرد شعار للاستهلاك، بينما في الواقع تسجن من يحتفي بسبتمبر والجمهورية. نعلنها بوضوح: اعتقال جميل محمود شريان جريمة سياسية وسقوط أخلاقي وإنساني. حمود شرف الدين يتحمل المسؤولية المباشرة، ومعه جماعته وقبيلته، التي تستخدم السلطة للتنكيل بكل صوت ينتقد الظلم والفساد. يا أحرار اليمن... يا صحفيين وإعلاميين... يا منظمات حقوقية محلية ودولية... تضامنوا مع جميل شريان اليوم، وإلا غدًا سيكون كل صوت جمهوري خلف القضبان. الحرية حق... والاختطاف جريمة. #الحرية_لجميل_شريان