أثارت تصريحات أطلقها عمرو علي سالم البيض، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بشأن حضرموت، استهجانًا واسعًا في أوساط النشطاء اليمنيين، وخصوصًا الجنوبيين منهم. وقال البيض، في منشور له على منصة إكس، إن حضرموت، بحكم قربها الجغرافي واتصالها التاريخي بالخليج، تبدو ثقافيًا واجتماعيًا أقرب إلى السعودية منها إلى اليمن. وأضاف أن الجغرافيا، في النهاية، تبني ما تهدمه السياسة. ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تأتي في سياق محاولة لمغازلة السعودية، التي يُعتقد أن لها مطامع في حضرموت، مشيرين إلى أن الرياض كانت قد دفعت في عام 2016 بعدد من وجهاء حضرموت المقيمين في المملكة – وبعضهم نال الجنسية السعودية – إلى توقيع وثيقة تطالب بضم أجزاء من حضرموت تُعرف ب"حضرموت الداخل" إلى السعودية. وفي هذا السياق، بدا أن عمرو البيض يسعى إلى التودد للسعودية، ليس فقط بنزع يمنيّة حضرموت، بل حتى جنوبيّتها التي يتبناها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يشغل فيه منصب عضو هيئة الرئاسة. وتكشف تصريحات البيض، حجم الارتهان لبعض القيادات السياسية، وكيف باتت تدور في فلك داعميها الإقليميين، وتعمل على تنفيذ أجنداتهم داخل اليمن، حتى وإن كان ذلك على حساب السيادة الوطنية.