لقي أحد المتظاهرين من أتباع الحراك الجنوبي مصرعه وأصيب 4 آخرون أحدهم من أفراد الأمن أمس إثر اشتباك بين قوات الأمن ومسلحين من أتباع الحراك الجنوبي، بمدينة الحبيلين في محافظة لحج (320 كيلو مترا جنوبصنعاء)، على خلفية مسيرة للحراك ضمن فعالياته الاحتجاجية الأسبوعية صباح كل خميس. وأوضحت مصادر محلية في الحبيلين أن مسيرة الحراك الجنوبي الاحتجاجية، التي اقيمت أمس بالحبيلين دعت إلى إضراب شامل كل يوم اثنين من كل أسبوع في كافة المحافظات الجنوبية وهو ما أثار حفيظة الدولة والقوات الحكومية المرابطة في المنطقة، وأنه عقب تفرق المسيرة وقع الاشتباك المسلح بين قوات عسكرية ومسلحين مجهولين يعتقد أنهم من أتباع الحراك الجنوبي، أسفر عن مصرع أحد المتظاهرين وإصابة 4 آخرين بينهم احد أفراد الأمن. ونسب موقع (الصحوة نت) المعارض إلى احد المتظاهرين المسلحين قوله انه شاهد جنودا خرجوا بلباس مدني وبدأوا بإطلاق النار في الهواء ثم لاذوا بالفرار وهو ما شجّع مسلحي الحراك الجنوبي على الرد. وقال ان 'أفراد الأمن استخدموا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأطلقوا النار بشكل عشوائي على المسلحين، ما تسبب في مقتل أحد المواطنين'. في غضون ذلك ذكرت مصادر متعددة أن العشرات من المعتقلين على ذمة المشاركة بمظاهرة للحراك الجنوبي تمكنوا من الفرار أمس من سجن الأمن العام بمدينة الضالع (230 كيلو متر جنوبصنعاء) إثر انفجار قنبلة في السجن ساعدتهم على الفرار. وعلمت 'القدس العربي' من مصدر محلي أنه أصيب ثلاثة معتقلين في عملية انفجار القنبلة فيما تمكن بقية المعتقلين من الفرار الذين تباينت الأنباء حيال عددهم، فبينما ذكرت مصادر أن عدد الفارين 33 معتقلا، ذكرت مصادر أخرى أن عددهم يتجاوز الأربعين معتقلا. وتزامنت هذه الحادثة مع مظاهرة نظمها أتباع الحراك الجنوبي في مدينة الضالع أمس على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي حاولت إفشال هذه التظاهرة الاحتجاجية ضد الحكومة. من جانبها نفت وزارة الداخلية اليمنية الأنباء التي تحدثت عن فرار محتجزين على ذمة قضايا جنائية من احد السجون بمحافظة الضالع. ونسب موقع (26 سبتمبر نت) الاخباري الرسمي التابع لوزارة الدفاع إلى مصدر امني قوله 'ان هذه الانباء لا أساس لها من الصحة، بل هي مجرد أقاويل دأبت بعض وسائل الإعلام على ترديدها والقصد منها البلبلة وتحقيق مكاسب آنية نفعية ليس إلا'. وأخذت المصادر الإعلامية تصريح الداخلية على أنه تأكيد لوقوع الانفجار داخل السجن، ولكن الفارين ليسوا معتقلين على ذمة قضايا جنائية، بل على ذمة أنشطة الحراك الجنوبي الاحتجاجية، وهي قضايا سياسية. واوضح مصدر رسمي بمحافظة الضالع ان الأجهزة الأمنية ضبطت شخصا من عناصر الحراك الجنوبي يدعى فواز صالح بسباس ضمن مجموعة مكونة من 20 شخصا من العناصر المؤيدة للحراك الجنوبي ضبطوا على خلفية قيامهم بأعمال شغب وتخريب صباح امس في مدينة الضالع. وأوضح أنه 'أثناء تواجد المجموعة التخريبية داخل حوش مبنى إدارة الأمن قام المدعو بسباب بتفجير قنبلة كان يخفيها داخل المبنى مما أدى الى إصابة 6 من العناصر التخريبية'. وأكد ان بسباب وبقية المجموعة التي اعتقلت معه تخضع حاليا للتحقيق ولم يفر اي منها، فيما نقل المصابون الى المستشفى لتلقي العلاج. وفي الوقت الذي تأكد فيه وقوع هذا الحادث، لم تتضح بعد أسباب وملابسات انفجار القنبلة، ولكن الأمر المؤكد أنه ليس له علاقة بأي من المعتقلين على ذمة الأعمال الإرهابية، التي تكررت فيها حوادث فرار عناصر القاعدة من السجون الأمنية اليمنية. وشهدت العديد من المدن الجنوبية الأخرى أمس مظاهرات حاشدة لتيارات الحراك الجنوبي، فبالإضافة إلى مظاهرة الحبيلين والضالع، شهدت مدينة لودر بمحافظة أبين، مظاهرة حاشدة لأول مرة منذ دخول الشيخ طارق الفضلي، وهو أحد الأقطاب البارزين في الحراك الجنوبي، في هدنة مع السلطة الشهر الماضي، إلا أن الفضلي أعلن أمس عن إلغاء هذه الهدنة مع السلطة، لأسباب لم يتم الكشف عنها. وذكرت المصادر أن المظاهرات الاحتجاجية في الجنوب امتدت أمس أيضا إلى محافظة شبوة، حيث شهدت مدينتا بيحان وحبان مظاهرات حاشدة ضد السلطة وتأييدا لمطالب تيارات الحراك الجنوبي، التي تصل إلى حد المطالبة بما أسموه (فك الارتباط) عن الشمال اليمني الذي توحد معه الجنوب في العام 1990. ويرى مراقبون وناشطون حقوقيون أن ما يجري في المحافظات الجنوبية باليمن من مواجهات بين القوات الحكومية وأتباع تيارات الحراك الجنوبي يساهم في زيادة الاحتقانات السياسية في المحافظات الجنوبية ويثير الاضطرابات ويهدد السلم والأمن الاجتماعي في اليمن. وأعربوا عن قلقهم البالغ من إمكانية تحول هذه المواجهات بين القوات الأمنية اليمنية وأتباع تيارات الحراك الجنوبي إلى تمرد مسلح في المحافظات الجنوبية يشبه ما حدث في محافظة صعدة بشمال اليمن من تمرد حوثي مسلح خلال السنوات الماضية من العام 2004 إلى مطلع شباط (فبراير) الماضي، والتي شهدت هذه الفترة أعنف مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، والتي انتهت بصعوبة بالغة ومرشحة حاليا للانفجار في أي لحظة. صنعاء 'القدس العربي' من خالد الحمادي: