عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة مغلقة مساء أمس في نيويورك، حول اليمن، بحضور المبعوث الأممي جمال بن عمر، الذي قدم احاطة للمجلس، بخصوص الوضع في اليمن. و في ختام الجلسة، أصدر المجلس بيانا، عبر فيه عن حزن اعضائه لمعاناة اليمنيين لتدهور الأوضاع الأمنية. و أعرب البيان الذي تلته رئيس الدورة الحالية سفيرة الأرجنتين ماريا كريستينا بيرسيفا، عن قلقه البالغ إزاء ازدياد هجمات القاعدة في اليمن على المحتجين والجيش. و في البيان اثنت بيرسيفا على جهود الرئيس هادي وهو يقود المرحلة الانتقالية وتنفيذها بحسب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. و دعا البيان جميع الأطراف والمكونات السياسية إلى العمل على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار بموجب المبادرة الخليجية. و رحب المجلس، بقرار تعيين خالد بحاح رئيسا للوزراء، داعيا إلى سرعة عودة الجيش والمؤسسات العسكرية للقيام بواجباتها وحفظ النظام العام والأمن، كما كان وتأمين المواطنين والمؤسسات من النهب والتخريب. كما دعا البيان إلى إعادة جميع الأسلحة المنهوبة إلى الحكومة الشرعية، منوها إلى أن مجلس الأمن سيتخذ إجراءات وعقوبات على المعرقلين الفرديين للعملية السياسية بموجب القرار 2014. و كان المبعوث الأممي، جمال بن عمر، قدم لمجلس الأمن إحاطة حول تقدّم العملية السياسية في اليمن بما في ذلك التطورات الأخيرة. و قال بيان صادر عن مكتب بن عمر، إنه اطلع المجلس على التطورات الحالية في اليمن. و أكد أن جميع أعضاء مجلس الأمن مدركون للمخاطر المحدقة بالعملية السياسية في اليمن. و أشار أنه أبلغ مجلس الأمن بأن العملية الانتقالية مهددة بالانهيار، شارحا الطريقة الوحيدة لإنقاذ العملية السياسية، و المتمثلة عبر التنفيذ الكامل لاتفاقية السلم والشراكة الوطنية. و اعتبر أن هذه الاتفاقية ترتكز كلياً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي توافقت عليها جميع المكونات السياسية، موضحا أنها توفر الأمل الوحيد لليمن لتجاوز هذه الأزمة. و قال بن عمر: أكدت لمجلس الأمن أيضا بأن الأممالمتحدة ستبقى ملتزمة بالمساعدة على تنفيذ هذه الاتفاقية، ويحدوني الأمل بأن كافة الأطراف ستتعاون بجدية للدفع قدماً بالعملية السياسية. و رحب بن عمر بتعيين السيد خالد بحاح، رئيساً للوزراء، معتبرا أنها خطوة في غاية الأهمية، مشيرا إلى انتظار تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت. و أوضح خرجت من هذا الاجتماع وأنا كلي ثقة بأن مجلس الأمن سيوظف كافة الجهود لدعم اليمنيين في خطاهم وتطلعاتهم المشروعة لتحقيق التغيير السلمي. و يبدو أن مجلس الأمن اكتفى بالبيان الرئاسي، دون اتخاذ قرار جديد بشأن اليمن، بعد أن توافقت مختلف الأطراف على تسمية رئيس للحكومة. و يرى متابعون أن التلويح بالعقوبات أجبر مختلف الطراف و بالذات الحوثيين و "صالح" على القبول بتسمية بحاح رئيسا للحكومة و سرعة تسميته. و ساهم عقد اجتماع مجلس الأمن في الاسراع بتسمية رئيس الحكومة، بعد أن كان الخلافات على تسمية رئيس الحكومة السابق قد خلق أزمة سياسية، كادت أن تتسبب بانتكاسة جديدة، قد تعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر. و من بيان المجلس، اعتمد اتفاق السلم و الشراكة كمرجعية للتسوية السياسية، غير أنه أكد على أن المبادرة الخليجية، لا تزال مرجعة للتسوية، و هو ما يعني أن على الحوثيين الذين لم يكونوا طرفا فيها الالتزام بها، على الرغم من أن قياداتهم اعتبرت في تصريحاتها أن اتفاق السلم و الشراكة الغى المبادرة الخليجية.