في خطوة أثارت حفيظة الفلسطينيين والعرب وزادت من منسوب إحباطهم، صوت مجلس الأمن الدولي ضد العدالة والحق الفلسطيني رافضاً مشروع قرار يدعو لإنهاء الاحتلال. وحصل مشروع القرار على موافقة ثمانية أصوات، مقابل معارضة صوتين، وامتناع خمسة عن التصويت، بينهم بريطانيا، وانضمت أستراليا إلى الولاياتالمتحدة في التصويت ضد القرار، وحتى لو كان القرار حصل على الأصوات التسعة اللازمة لإقراره فلم يكن ليحصل على الموافقة نظراً لتصويت أمريكا ضد القرار، وهي واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن والتي تحظى بحق النقض "الفيتو". ورداً على هذه الخطوة هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس باتخاذ خطوات مهمة رداً على رفض المشروع الفلسطيني، وأضاف أن "مجلس الأمن ليس نهاية المطاف، وإن الحق ينتزع ولا يعطى ولدينا ما نفعله". ووقع على الانضمام إلى اتفاقية روما المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية، وإلى نحو عشرين منظمة واتفاقية دولية أخرى، وجاء التوقيع خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية ضم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة "فتح" في ذكرى انطلاقتها، في وقت أكد الأردن استمرار دعمه الشعب الفلسطيني في مختلف المنابر الدولية، بينما عبرت الجامعة العربية وروسيا عن الأسف لإخفاق مجلس الأمن . في وقت استدعت "إسرائيل" السفير الفرنسي بعد تصويت باريس إلى جانب مشروع القرار الفلسطيني . واعتبرت حركة "فتح" واشنطن مسؤولة عما أسمته إفشال القرار، وتأسفت فرنسا لعدم التوصل إلى إجماع باريس، وأكدت مواصلة جهودها لاستصدار قرار من المجلس للمساعدة في دفع جهود السلام، في حين أكدت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ضرورة استئناف المفاوضات والتوصل إلى حل نهائي على أساس الدولتين، فيما أكدت بريطانيا أنها تود العمل مع الشركاء للنظر مرة أخرى بموضوع صدور قرار في 2015 حول المعايير بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، بينما عبر الكيان "الإسرائيلي" عن ارتياحه . واعتبرت حركة "حماس" رفض المشروع "فشلاً إضافياً" لخيار التسوية، ودعت كل القوى والفصائل الفلسطينية إلى مؤتمر وطني للتوافق على برنامج وطني يضع حداً للتنازلات، ويؤكد الحقوق الثابتة . وتوعد رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو باتخاذ "خطوات للرد" على توقيع عباس على اتفاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية وتعهد بالدفاع عن جنود الاحتلال من أي مقاضاة محتملة . وزعم نتنياهو في بيان أن المحكمة الجنائية الدولية قد تستهدف الفلسطينيين أيضاً مستشهداً باتفاق الوفاق الوطني الذي أبرمه عباس مع حركة حماس التي أدعى أنها منظمة إرهابية صريحة تقترف جرائم حرب مثلها مثل تنظيم "داعش" . وأضاف سنتخذ خطوات للرد وسندافع عن جنود "إسرائيل" . ميدانياً، أضرم مستوطنون متطرفون النار في منزل بقرية فلسطينية جنوبالضفة الغربيةالمحتلة ليل الثلاثاء/الأربعاء، كان فيه سبعة أشخاص بينهم خمسة أطفال، فيما اعتقلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" 19 فلسطينياً من القدس وطولكرم وطوباس، في حين أصيب عدد من الفلسطينيين في مواجهات متفرقة في الضفة الغربية، بينما أقدم عدد من الموظفين من الحكومة السابقة على إغلاق مقر مجلس الوزراء في مدينة غزة، مانعين دخول أو الخروج منه احتجاجاً على التصريحات المتعلقة بوضعهم الوظيفي، بينما منعت الأجهزة الأمنية الوزراء من لقاء عدد من المسؤولين في الوزرات المختلفة والذين كانوا يعملون قبل سيطرة "حماس" على غزة في العام ،2007 إضافة إلى منع اللقاء مع المحافظين .