عقدت قبيلة عبيدة، إحدى قبائل مأرب، أمس، اجتماعاً موسعاً، كرس للتباحث حول موقف موحد، بعد يوم واحد من"إنذار" قدمته جماعة الحوثيين للقوى السياسية، و قبيل ساعات قليلة من لجنة وزارية مكلفة بتوجيهات من رئيس الجمهورية. و نقل "الأولى" عن مصدر محلي إن لقاء القبائل جاء إثر التطورات التي شهدتها محافظة مأرب، والتي تمثلت بنصب طرفي التوتر عدداً من النقاط الأمنية، في الطريق بين صنعاءومأرب. و حسب الصحيفة، ذكر المصدر أن القبائل المناوئة لدخول الحوثيين مأرب، فرضت 3 نقاط، بينما فرض مسلحو جماعة الحوثيين نقطتين. و كان وكيل محافظة مأرب، الشيخ عبد الواحد القبلي، قال في تصريحات صحفية، أمس، إن قبيلة عبيدة ستلتقي، اليوم الثلاثاء، مع قبيلة مراد وقبائل المحافظة، لوضع بنود مشتركة، تقدم للجنة الرئاسية، التي وصلت صباح اليوم إلى مدينة مأرب. و تشهد المحافظة حالة من التعبئة والاحتشاد للآلاف من المسلحين القبليين التابعين ل" أنصار الله"، أو ما يعرف باللجان الشعبية، وكذا القبائل الموالين لحزب الإصلاح، فيما كانت الشرطة العسكرية قامت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بسحب الأفراد الذين كانوا يتمركزون في مناطق التماس بين الطرفين، والطرف الواصل بين مفرق الجوفومأرب، وهو ما زاد من احتمالات تفجر الوضع بأية لحظة. وأشار وكيل محافظة مأرب، إلى توتر الوضع في المحافظة، في وقت حذر من كوارث اقتصادية ستحل باليمن حال تفجر الموقف عسكرياً. وأمس؛ أصدر رئيس مجلس الوزراء القرار رقم 2 لسنة 2015، بشأن تشكيل لجنة لمعالجة قضايا محافظتي مأربوالجوف، بعد توجيهات من رئيس الجمهورية صدرت، أمس الأول، إلى الحكومة، بالتزامن مع رسالة وجهها صالح الصماد، مستشار الرئيس عن الحوثيين، للقوى السياسية، يقول مراقبون إنها بمثابة " إنذار" لهذه القوى، قبل الإقدام على التدخل في المحافظة عسكرياً. ونص القرار على تشكيل لجنة برئاسة وزير الدفاع، وعضوية كل من وزير الداخلية، ووزير الإدارة المحلية، ورئيس دائرة الدفاع والأمن بكتب رئاسة الجمهورية. وستتولى اللجنة، حسب القرار، القيام بعدة مهام؛ منها العمل على معالجة قضايا محافظتي الجوفومأرب، وخاصة ما ورد في البند رقم 5 من ملحق الحالة العسكرية والأمنية من اتفاق السلم والشراكة الوطنية. وجاء في القرار أن يجوز للجنة الاستعانة بمن تراه من ذوي الخبرة والاختصاص، لانجاز المهام المكلة إليها. وقال القرار إنه على اللجنة مباشرة عملها فوراً، والإفادة بنتائج أعمالها خلال فترة 3 أشهر من تاريخ إصدار هذا القرار. والجمعة؛ نجحت مساع قبلية قادها مشايخ من قبيلة " دهم" في إقناع مسلحين من القبيلة ذاتها محسوبين على جماعة "أنصار الله" بالنزول بعد أن كانوا سيطروا على جبل "هيلان" في المنطقة، وعقد لقاء قبلي بمنطقة صرواح، أكد فيه المجتمعون على حماية المنطقة، والتأكيد على عدم السماح باندلاع مواجهات. وتدخلت وساطة قبلية لمحاولة إقناع القبائل بتسليم الدولة أسلحة ثقيلة تتبع اللواء 62، مطلع يناير الجاري، في مديرية مدغل، أثناء قدومها من شبوة إلى العاصمة صنعاء. وحسب المصادر، فإن عدداً من المشايخ القبليين يبذلون مساعدتهم لإقناع المسلحين المتمركزين في منطقتي نخلا والسحيل، بإعادة الأسلحة التي تتضمن عدداً من الدبابات وراجمات الصواريخ والعربات والأطقم العسكرية. وكانت مصادر عسكرية تحدثت عن تجهيز قوة من ألوية الاحتياط لاستعادة تلك الأسلحة، إلا أن تدخلات قبيلة التزمت القيام بالوساطة وإقناع مسلحي الإصلاح بإعادتها. وفي وقت سابق، قال الناطق باسم "أنصار الله" محمد عبد السلام، إن مسلحي الجماعة لديهم خوف من خوض معركة في محافظة مأرب. مؤكداً أنه هناك تجمعات للقاعدة والتكفيريين في مأرب بدعم من قيادة حزب الإصلاح، ولديهم معسكرات للتدريب. وحتى مساء أمس، كان لا يزال التوتر يخيم على محافظة مأرب، رغم صدور قرار تشكيل لجنة رئاسية للإشراف على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة. و نقلت يومية "الأولى" مصدر محلي إن طرفي التوتر استحدثا بعض نقاط تفتيش على طريق الجدعان القادم من صنعاء. و أكد المصدر أن مسلحي القبائل نصبوا 3 نقاط في منطقتي نخلا والسحيل، بعد أن انسحبت الشرطة العسكرية، إثر الهجوم على كتيبة الحرس، قبل أيام.