كشف وزير النقل المستقيل بدر باسلمة, أن ثلث وزراء الحكومة المستقيلة جنوبيين وشماليين وفي مقدمهم رئيس الوزراء خالد بحاح ووزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي, محاصرون في منازلهم وتحت الإقامة الجبرية من قبل ميليشيات الحوثي في صنعاء, فيما ثلثا وزراء الحكومة إما خارج اليمن أو في محافظات خارج صنعاء. ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية، عن باسلمة، أن هناك طاقمان مسلحان تابعان للحوثي أمام منزله يمنعانه من الخروج. و أشار أن أصدقاء ودبلوماسيين زاروه للوقوف على الوضع الذي نعيشه، مؤكدا أن هناك وزراء منعتهم ميليشيات الحوثي من أداء صلاة الجمعة في المساجد وأجبرتهم على الصلاة في منازلهم. و اعتبر باسلمة أن ليس هناك مبرر لهذا الحصار خاصة بعد استقالة الحكومة, مؤكدا أن الحصار وسيلة ضغط لعودة الوزراء إلى مزاولة عملهم بأي شكل من الأشكال. ورأى باسلمة أن القوة لن تؤدي إلى أي حل من الحلول ولجوء الحوثيين إلى هذه الوسيلة هو وضع لا يمكن القبول به, كما أنه لا يمكن القبول بوجود سلطة مع السلطة وحكومة ظل للحوثيين مع الحكومة. و قال: لم نستطع أن نستمر في عملنا بهذه الطريقة فاستقلنا طالما أن هناك تدخلا واضحا من قبل الحوثيين ومنعهم الوزراء من قيامهم بمهامهم في وزاراتهم بشكل المطلوب. و حذر باسلمة من أن استمرار الوضع على هذا النحو سيؤدي إلى انعكاسات مأساوية وخطيرة. و تابع: سيطرة الحوثي على البلد بشكل كامل, جعلتنا لا نتمكن من أن نقوم بمهمتنا, هنالك مشكلات اقتصادية وأمنية معقدة والتعنت الحوثي وممارساته غير السلمية ستؤدي إلى عزوف كل المنظمات والمجتمع الدولي عن دعم اليمن طالما أن هناك سلطة واحدة تسطير على البلاد, والمبادرة الخليجية وكل الاتفاقيات ومخرجات مؤتمر الحوار لم يتم تنفيذها على أرض الواقع. و أشار إلى أن اليمن، سيمر بأزمة طاحنة ومصير مأساوي إذا لم يتم معالجة الوضع وإرجاع العملية السياسية إلى مسارها الصحيح، وأن يعتبر الحوثيون أنفسهم أحد المكونات السياسية وليس دولة فوق الدولة. واعتبر أن الأحداث الجارية في صنعاء جعلت الجنوبيين يفقدون الثقة في مراكز القوى في الشمال في بناء دولة مدنية حديثة, وزادت نغمة الانفصال وفك الارتباط لديهم بشكل أكبر. و قال: كان هناك أمل بعد مخرجات الحوار أن تخف هذه النغمة بدرجة كبيرة وبدأ الجنوبيون يتقبلون فكرة الأقاليم والدولة الاتحادية لكن مع استعراض القوة للحوثيين ولغة التهديد والوعيد ولغة الأمر التي نسمعها الآن في صنعاء ومع إعادة النظام السابق إنتاج نفسه وتحالفه مع الحوثيين كل هذا بدد الأمل لدى الجنوبيين وقوى لديهم الإصرار في المطالبة بالانفصال.