أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو تحذر من أي تحركات من شأنها أن تؤدي إلى تقويض الاتفاقية حول الملف النووي الإيراني. وفي حديث لوكالة "تاس" قال ريابكوف الخميس 4 يونيو/حزيران: ليس من المرغوب فيه أن تقع في المرحلة الختامية (من المفاوضات) أحداث ستؤثر تأثيرا مدمرا على الإمكانية الهشة للالتزام بالموعد المقرر". و أكد ريابكوف الذي يترأس الوفد الروسي في مفاوضات الدول الست مع إيران في فيينا أن الجولة الراهنة لم تسجل تقدما كبيرا من ناحية الاتفاقات الملموسة. وقال الدبلوماسي الروسي: "لقد واجهنا وضعا طبيعيا لمفاوضات حول قضايا شديدة التعقيد، عندما ترفع الأطراف سقف مطالبها وثمن الخطوات التي تخطوها بعضها مقابل البعض.. لكن ذلك ليس تراجعا أو أزمة، وليس هناك إطلاقا ما يدل على إعادة النظر فيما تم الاتفاق عليه سابقا". و أكد ريابكوف أن إيران و"السداسية" لن تتوصلا إلى الربط بين قضية مراقبة برنامج طهران النووي وقضية إعادة فرض العقوبات المحتمل. و ذكر أن الاتفاقية تقضي بإحداث آلية خاصة لمراقبة تنفيذها وإجراء مشاورات حول مسائل مثيرة للجدل، أما "وظائف هذه الآلية وحدود صلاحياتها، ودورها في الأوضاع التي يمكن أن توجه دولة ما اتهامات بحق مشارك آخر، فكل ذلك لا يزال محل البحث. وليس واضحا حتى الآن كيف سيتفق ذلك مع مجلس الأمن الدولي والصلاحيات التي يتمتع بها المجلس وفقا لميثاق الأممالمتحدة". و بخصوص آلية إعادة العقوبات على إيران في حال تراجعها عن تنفيذ الاتفاقية المستقبلية جدد ريابكوف إصرار موسكو على أن يتخذ كل قرار بهذا الشأن – سواء أكان حول رفع العقوبات أو إعادتها – عبر مجلس الأمن الدولي. لا وضوح حول قائمة المنشآت الإيرانية المفتوحة لخبراء وكالة الطاقة الدولية و ذكر ريابكوف أن إيران و"السداسية" لم تتوصلا بعد إلى وضوح حول الشروط الضرورية لتمكين خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية. و أشار رئيس الوفد الروسي إلى أن هذه المسألة ما زالت محط جدل، موضحا أن حل هذه المسألة يتطلب التمسك التام بالمبادئ التي ينص عليها البروتوكول الإضافي لمعاهدة ضمانات الوكالة الدولية. أعلن نيكولا دي ريفيير نائب وزير الخارجية الفرنسي عقب انتهاء المفاوضات بين إيران والسداسية في فيينا، الخميس أن جولة جديدة من المفاوضات النووية ستجري الأسبوع القادم. و قال دي ريفيير للصحفيين: "سنواصل العمل على مستوى المديرين السياسيين والخبراء الأسبوع المقبل". بدوره، أكد مصدر في الوفد الروسي، في حديث مع "تاس"، أن جولة المفاوضات بين المديرين السياسيين لإيران والدول الست الكبرى بشأن برنامج طهران النووي اكتملت في فيينا، الخميس، وأفاد كذلك بعقد لقاء روسي إيراني على هامش الاجتماع. و في وقت سابق، ذكر نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن جولة المفاوضات النووية التي جرت في فيينا، الخميس، للوصول إلى اتفاق نووي شامل قبل نهاية شهر يونيو/حزيران الجاري، أحرزت تقدما كبيرا. و قال عراقجي، في تصريح للتلفزيون الإيراني الرسمي: "لقد حققنا تقدما لا بأس به في نص الاتفاق الرئيسي للاتفاق النووي الشامل، لكن ليس بنفس القدر بخصوص الملاحق". و عقدت هذه الجولة من المفاوضات في إطار الجهود التي تبذلها الدول الست الكبرى (روسياوالولاياتالمتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) وإيران بهدف صياغة نص الاتفاق النهائي بين الجانبين قبل ال30 من الشهر الحالي. و شغل البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل منذ عام 2003 المجتمع الدولي ومجموعة 5 + 1 التي تتفاوض منذ 2013 مع طهران للوصول إلى اتفاق شامل يحد من طموحات إيران النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. و قال دبلوماسيون إن تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة للمواقع العسكرية الإيرانية والاتصال بالعلماء النوويين الإيرانيين من أشد القضايا محل الخلاف التي تجري مناقشتها في المحادثات الحالية حيث تطالب إيران برفع كل العقوبات بمجرد التوصل إلى اتفاق. و في السياق ذاته، قالت الخارجية الأمريكية الأربعاء، إن الولاياتالمتحدة تتوقع أن تخفض إيران مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى المستويات المطلوبة بموجب اتفاق نووي بحلول مهلة تنتهي في ال 30 من يونيو/حزيران. وصرحت المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف، "إذا لم يفعلوا فسيكون هذا مشكلة" مضيفة أن الإيرانيين احترموا المستويات المقررة بموجب الاتفاقات النووية المؤقتة. و فرض اتفاق نووي مؤقت تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 وجدد في 2014، على إيران تقليص مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب كل ستة أشهر. و أشار أحدث تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى أن إيران تمتلك حوالي 8714.7 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب.