انتهكت الهدنة المفترض أن تسمح بنقل مساعدات إنسانية إلى آلاف الأشخاص المعوزين في اليمن، مرات عدة السبت 11 يوليو/تموز، بعد بضع ساعات فقط من دخولها حيز التنفيذ، وبدا أنها ولدت ميتة لعدم وجود الإرادة لدى أطراف النزاع. و دعا مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جميع أطراف النزاع إلى احترام هذه الهدنة الإنسانية التي أعلنتها المنظمة الأممية، والمفترض أن تستمر من الجمعة عند الساعة 23,59 بالتوقيت المحلي (20,59 ت غ) حتى نهاية شهر رمضان، أي في 17 تموز/يوليو. لكن قيادة التحالف الذي تقوده الرياض قالت في بيان أنها لم تتلق طلبا من الحكومة الشرعية في اليمن حول الهدنة. و قال العميد الركن احمد العسيري لصحيفة الشرق الاوسط الصادرة في لندن “نحن في (اعادة) الإمل غير معنيين بهذه الهدنة، لان ليس فيها التزام من قبل الميليشيات الحوثية”. و صباح السبت، شهدت البلاد مجددا معارك عنيفة وغارات جوية للتحالف العربي بقيادة السعودية على مواقع المتمردين الحوثيين. واستهدفت طائرات التحالف العربي مواقع الحوثيين في مدينة تعز (وسط) حيث كانت مواجهات دائرة بين الحوثيين و المقاتلين الموالين للرئيس اليمني في المنفى عبد ربه منصور هادي، على ما افاد شهود عيان. وقصف الحوثيون أيضا أحياء عدة من تعز بحسب المصادر نفسها. و اتهمت وكالة الانباء اليمنية الرسمية التي تسيطر عليها الحكومة في المنفى الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بإرسال تعزيزات إلى مدينة تعز قبل الهدنة. و في جنوب البلاد ضرب التحالف مواقع للحوثيين في عدن وفي محافظة لحج المجاورة بحسب شهود. و تأتي هذه الغارات بعد أن قصف الحوثيين أحياء عدة في عدن. كما قال المتحدث باسم المقاتلين من أنصار هادي، عبد الله الدياني. و قبيل بدء سريان الهدنة المعلنة، أعلن زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي في بيان بثته قناة “المسيرة” التابعة له “بالنسبة للهدنة ليس لدينا امل كبير بنجاحها”. و أكد ان “نجاح الهدنة مرتبط بالتزام النظام السعودي ورهن بتوقف العدوان كليا” في اشارة الى الحملة الجوية التي تشنها الرياض. وانطلاقا من معقلهم في صعدة في شمال البلاد تمكن الحوثيون من السيطرة على العاصمة اليمنيةصنعاء في ايلول/سبتمبر ثم نزلوا نحو الجنوب ما دفع الرئيس هادي الى المنفى فلجأ الى السعودية، وشنت في 26 اذار/مارس حملة الغارات الجوية بقيادة الرياض. وكانت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي دعت الجمعة المتحاربين الى “تعليق عملياتهم العسكرية خلال الهدنة” و”التحلي بضبط النفس في حال اخترقت الهدنة حوادث معزولة وتجنب اي تصعيد”. كما ناشدتهم “تسهيل وصول مساعدة انسانية عاجلة الى كافة ارجاء اليمن”. وبحسب الاممالمتحدة فان 80% من السكان –اي 21 مليون شخص– يحتاجون للمساعدة او الحماية واكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي اوقع اكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ اواخر اذار/مارس. وبعد اسبوع من وضع البلاد في درجة الطوارىء الصحية الاقصى اعتبر المتحدث باسم الاممالمتحدة ستيفان دوجاريك ان “من الملح والعاجل ان تصل المساعدة الانسانية الى جميع الاشخاص المحتاجين (…) طيلة مدة الهدنة”. وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي عبير عطيفة لوكالة فرانس برس ان هذه الهدنة هي “املنا الاخير” مؤكدة رسو سفينتين محملتين بالمواد الغذائية والوقود قبالة عدن. ومع هذه الهدنة، يأمل برنامج الاغذية العالمي وشركاؤه في مساعدة اكثر من 237 الف شخص. واضافت عطيفة ان البرنامج تمكن منذ اسبوع من تسليم تسعة الاف طن من المواد الغذائية الى مستودعه في اليمن والان باتت الهدنة ضرورية للتمكن من توزيع هذه المساعدات و”الوصول الى كافة مناطق اليمن”. وكانت هدنة سابقة في منتصف ايار/مايو استمرت خمسة ايام لكن المعارك ما لبثت ان استؤنفت بقوة بعد ذلك.