تتسارع الأحداث في محافظة عدن، جنوب البلاد، منذ يومين، عقب تمكن فصائل مسلحة جنوبية موالية للرئيس هادي المقيم في الرياض، و بعض الأطراف الأخرى الموالية للسعودية، من السيطرة على عدد من المناطق في المحافظة. و تشير المعلومات، أن مسلحي الفصائل الجنوبية المعززين بمدرعات عسكرية تم إنزالها مع جنود يمنيين و غير يمنيين عبر سواحل المحافظة، يبسطون سيطرتهم على معظم المرافق الحكومية في مديرية خور مكسر، و يحاولون التقدم باتجاه المديريات المجاورة، و على وجه الخصوص مديرية المعلا، التي تحتوي على ميناء بحري، يعد أهم موانئ البلاد. و تقول معلومات تناقلتها مواقع إخبارية موالية ل"هادي" و الإصلاح، أن طائرة نقل وصلت فجر الخميس إلى مطار عدن، يقع في مديرية خور مكسر، الخاضعة لسيطرة الفصائل الجنوبية، و على متنها عدد من وزراء حكومة بحاح. و نشر ناشطون و مواقع إخبارية صورة لطائرة مدنية، قيل أن الوزراء قدموا على متنها من العاصمة السعودية الرياض. و لم يتم التحقق من حقيقة صورة الطائرة، التي شكك بها البعض، معتبرين أن عدم نشر صور للوزراء أثناء وصولهم المطار، يجعل الصورة محل شك. و في السياق نفسه، تناقلت مواقع إخبارية خبرا أشار إلى أن الرئيس هادي، سيصل خلال الساعات القادمة، و سيؤدي صلاة عيد الفطر، الذي قد يصادف غدا الجمعة، في عدن. هذا الخبر تناولته وسائل إعلامية سعودية، و نشرته على نطاق واسع مواقع إخبارية و ناشطون يمنيون. هذا الخبر ستكشف الساعات القادمة مصداقيته من عدمها. و يقلل أنصار الله من أهمية ماحقتته الفصائل الجنوبية المسلحة في عدن، مع تأكيدهم على تواجدهم في عدن، و إعلانهم عن السيطرة على مديرية المنصورة، غير أن وكالة "سبأ" الحكومية التي يديرها أنصار الله، عادت لتصحح الخبر، بأن السيطرة تمت على بعض مناطق المديرية. بالمقابل نفت الفصائل المسلحة الجنوبية سيطرة أنصار الله على المنصورة، و أكدت أن تراجع الوكالة الحكومية عن الخبر، يعزز هذا النفي. الثلاثاء الماضي، كان حافلات بالأحداث المتسارعة، حيث تمكن مسلحوا الفصائل الجنوبية من السيطرة على معظم مديرية خور مكسر، و مطار عدن الواقع فيها، غير أن الأنباء التي تحدثت الأربعاء عن السيطرة على مديرية المعلا و ميناء عدن الواقع في إطارها، لم يتم تأكيده من مصادر محايدة، غير أن ناشطين جنوبيين مناوئين ل"أنصار الله" نشروا صورة لمدرعات جنوبية حديثة في شارع مدرع، أهم شوارع المعلا، كتلك التي ظهرت في مديرية خور مكسر، لكن ناشطون آخرون شككوا في الصورة التي لم تكن واضحة للحكم عليها. و بالتزامن مع هذه الأحداث، أصدر الأربعاء الرئيس هادي، قرارا جديدا قضى بتعين اللواء سيف الضالعي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة السابق، نائبا لرئيس الأركان للشئون الفنية. و الضالعي أقيل قبل أسبوعين، من قيادة المنطقة الرابعة، في قرار غامض لم تعرف تباعته. و أقيل الضالعي بعد أقل من شهرين من تعيينه، خلفا للواء علي ناصر هادي الذي قتل في مواجهات مع أنصار الله في مدخل مديرية التواهي التي سيطروا عليها. تداعيات الأحداث في عدن و التي أشغلت وسائل الإعلام المحلية و الدولية، و أصابت المتابع، جراء الضخ الإعلامي المتواصل و المهول للحدث بالصدمة، لا تزال مستمرة في التسارع و إن كانت قد بدأت بالتراجع، إلا أن استمرار تناقل الأخبار المرتبطة بسيطرة مسلحي الفصائل الجنوبية على مديرية خور مكسر و التقدم نحو المعلا المجاورة، يجعل هذه الأحداث في صدارة تناولات وسائل الإعلام و بالذات المحلية منها. و قبل سيطرة مسلحي الفصائل الجنوبية على خور مكسر، كانت أنباء قد تداولت عن اعتزام قيادة التحالف الذي تقوده السعودية و حكومة هادي المقيمة في الرياض، السيطرة على المحافظة و نقل الحكومة المقيمة في المنفى إليها، غير أن ما تحقق من ذلك هو السيطرة على مديرية و مناطق من مديرية مجاورة، حسب ما يؤكده البعض، غير أن الساعات القادمة قد تحمل مفاجآت أخرى سلبا و إيجابا. و بالمقابل تسود حالة من الغموض عن تراجع مسلحي أنصار الله و الجيش المساند لهم و الموالي للرئيس السابق "صالح" من المناطق التي سيطر عليها مسلحي الفصائل الجنوبية. و السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سيتمكن الرئيس هادي من أداء صلاة عيد الفطر في محافظة عدن، أم أن ما تم الترويج له بهذا الخصوص مجرد زوبعة إعلامية ستأخذ وقتها إلى يوم العيد، و ستنتهي كما انتهت زوبعات سابقة، لتؤكد أن من خرج من عدن مهزوما إلى خارج الوطن لن يعود للحكم مرة أخرى..؟